قد لا يصدق الكثير منا بأن مدرسة لتكوين أعوان «الحماية المدنية» ضمن نظام شبه عسكري وبالصرامة المعروفة والإنضباط المفروض قد تتواجد بها فرق فنية ورياضية، وبها مواهب مبدعة لكن زيارتنا الخاطفة للملحقة بمستغانم ووقوفنا على جانب من هذه النشاطات أكد لنا بأن إدارة المدرسة قد سعت جاهدة لتمكين المتربصين من إبراز مواهبهم وممارسة نشاطاتهم الفكرية والرياضية في أوقات معينة وعلى مدار الأسبوع. والمشاركة في العديد من الفعاليات وتمثيل الملحقة في التظاهرات المختلفة منها (عيد الحماية المدنية) وحسب مديرها الرائد خالد بريشي، فإن انفتاح «الحماية المدنية» على النشاطات الثقافية والترفيهية جاء بناء على تعليمات من المدير العام للحماية المدنية من أجل تمكين الشباب من استغلال طاقاتهم ومواهبهم في أعمال وعروض إبداعية مختلفة، وأن هناك فرق رياضية في الملاكمة والسباحة و(الكاراطي) وهناك شعراء شباب من أمثال عتوت ياسين، وكأس مصطفى جابر، وأن الفرقة المسرحية نالت إعجاب المسؤولية بالمديرية العامة لنوعية عروضها، وذكر لنا المتربص دادي عبد الرؤوف الفنان المسرحي الهاوي. بأنه لم يكن يتوقع بأن يواصل إبداعه حينما دخل الى الملحقة في تربص، ولكنه لما وجد الدعم والمساندة من إدارتها قام رفقة زملائه كمال جبار من (المدية) وبوراس عبد الله من (خنشلة) وكاس مصطفى من (الجلفة) وفارس بلعباد من (تيبازة) وإسلام كسيل من (البليدة) ونابي كريو من (برج بوعريريج) وغيرهم بتأسيس «فرقة مسرحية» وبعد التدريبات المستمرة شاركوا في تقديم عرض «هذا الشيء مكتوب» ومونولوڤ «المخرج» وتم عرضه في المدرسة الوطنية بالعاصمة ووجدت أعمالهم الصدى الكبير لدى الجمهور الحاضر، وتحصلوا على «جائزة أحسن مونولوڤ» حول شخصية «سي أحمد» ولأن مستغانم مدينة الفن الرابع بإمتياز تمت دعوة بعض الفنانين المحترفين لتأطيرهم وتوجيههم وجاء التواصل مع كل من مهدي وحسين من جمعية ولد عبد الرحمان كاكي، وقدما لهم كل النصائح والدعم المطلوب ويعمل أعضاء الفرقة على إنتاج عرض مسرحي جديد لتقديمه في حفل التخرج بعد أسابيع.