- لاوجود لأي دولة أو منظمة غير حكومية تعترف بما يقترفه الملك في حق الصحراويين - أموال الجزائر تصرف لإنجاز كبرى المشاريع التنموية عكس المغرب الذي يبذر أموال شعبه على العملاء وإحتلال الصحراء الغربية اعتبر القيادي البارز في حزب جبهة التحرير الوطني ورئيس لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان سابقا السيد الصادق بوڤطاية خطاب الملك المغربي محمد السادس الأخير المتهجم على الجزائر دليلا قاطعا على أن عرش المخزن مهزوزا لاسيما بعد التأييد الواسع للمجتمع الدولي لقضية حق تقرير مصير الشعب الصحراوي ما يعني الفشل السياسي الذريع للرباط في ملف الصحراء . ولم يتفاجأ السيد بوڤاطية بخرجات العاهل المغربي المتهجمة على الجزائر وقال في حوار « للجمهورية » أمس أنه رغم ذلك كان يتوقع أن يقدم الملك محمد السادس إعتذارا رسميا للجزائر شعبا وحكومة على ما حصل في حادثة تدنيس العلم الوطني بمبنى القنصلية الجزائريةبالدار البيضاء . الجمهورية : سيدي كيف قرأتم خطاب العاهل المغربي محمد السادس بمناسبة إحياء ذكرى المسيرة الخضراء والذي هاجم فيه الجزائر ؟ الصادق بوڤطاية : في الحقيقة فقد تعودنا على مثل هذه السلوكات غير اللائقة والتهجمات من قبل الملك المغربي محمد السادس لكن هذه المرة خطابه بمناسبة المسيرة الخضراء كان أعنف مما تضمنه خطابه أمام البرلمان في 11 أكتوبر المنصرم . الجمهورية : ولماذا زاد الملك من حدة التهجم ؟ الصادق بوڤطاية : لأنه وببساطة عرش الملك مهزوزا لاسيما وما يعانيه الرباط من مشاكل إجتماعية وإقتصادية وسياسية زادت تأزما في السنوات الأخيرة ناهيك عن العاهل المغربي شعر بأنه وحيدا أمام المنظمات غير الحكومية ولجان حقوق الإنسان والمجتمع الدولي في قضية الصحراء الغربية وحق شعبها في تقرير مصيره فراح يلمّح إلى أصدقائه الذين تركوه وحيدا . الجمهورية : على ضوء ما جرى بمبنى القنصلية الجزائريةبالدار البيضاء وتدنيس العلم الوطني في ذكرى ثورة نوفمبر هل كنتم تتوقعون أن يعتذر الملك رسميا ؟ الصادق بوڤطاية: أنا شخصيا بالرغم من تعودي على تصرفات الملك وتهجماته على الجزائر في كل مناسبة إلا أنني أنتظر أن يتقدم باعتذار للشعب الجزائري وحكومته عن حادثة الدار البيضاء، حتى أن الملاحظين الدوليين عبروا عن أسفهم لما حصل بمبنى القنصلية الجزائرية، وما حمله خطاب المخزن من تهجمات على الجزائر في وقت كان الكثير منهم يترقب أن يقدم الملك اعتذاره. * الجمهورية: وفي نظركم سيدي لما تحاشى العاهل المغربي في خطابه هذا الحديث عن حادثة تدنيس العلم الوطني؟ الصادق بوڤ طاية: الأكيد أن تجاهل ملك المغرب الحادثة وتركيزه على التهجمات يريد من ورائه أن يُظهر (بضم الياء) أن الرباط قوي لا يرضى المساومة ويرفض النصائح وذلك ليغطي فشله السياسي الذريع في قضية الصحراء الغربية باعتبار أنه لا وجود لأي دولة ومنظمة حكومية وغير حكومية تعترف للمغرب في حقه في احتلال الصحراء الغربية وهو الأمر الذي جعل الملك محمد السادس يظهر في خطابه مهزوزا الى درجة التهجم على الجزائر ولم يحدث عبر التاريخ أن يقوم ملك أو رئيس دولة بتحريض شعبه على شعب دولة شقيقة. * الجمهورية: وماذا عن تحريض الملك للجزائريين كي يثورون على الحاكم بحجة أن أموال البلاد تنهب وتبذر؟ الصادق بوڤطاية: الرباط يحسد الجزائر على ثرواتها الطبيعية ومساحتها الشاسعة التي تجعلها 10 أكبر دولة في العالم فقد نسي الملك تبذيره لأموال الشعب المغربي في احتلال أراضي الصحراء الغربية، ودعم عملائه ممن كانوا يساندوه في القضية وكان من الأفضل له أن يصرفها في مشاريع تنموية لا سيما لساكنة الأرياف التي تعاني من العزلة، أما الجزائر فقد وظفت أموالها في التنمية المحلية والبرامج الضخمة كالطريق السيّار وتنمية القطاعات الحساسة كالتعليم والتربية من خلال إنجاز المدارس والثانويات والمعاهد والجامعات والأرقام والواقع يؤكد ذلك حيث يوجد بالبلاد 8 ملايين متمدرس و13 مليون طالب جامعي وهذا لأن الجزائر تؤمن بديمقراطية التعليم ناهيك عن مشاريع أخرى في قطاعات هامة كالسكن والموارد المائية وغيرها من المجالات التنموية. الجمهورية:ألا ترون أن ملك المغرب كان متناقضا في خطابه عند حديثه عن الصحراء الغربية مؤكدًا أنها قضية وهمية؟ * الصادق بوڤطاية:نعم التناقض كان جليا لدى هذا الملك الذي يقول أن القضية وهمية من جهة وهو الذي يتفاوض منذ سنتين مع البوليزاريو في حل هذه القضية ناهيك عن توقيعه لعدة إتفاقيات دولية في شأن القضية واستقباله لوفود مبعوثي الأممالمتحدة على رأسهم كريستوفر روس ولما وجد نفسه في وضع حرج للغاية وشعر أن أصدقاءه تخلوا عنه ذهب ليتحدث عن أن قضية الصحراء وهمية. الجمهورية: وكيف تقرأون سيدي رد فعل الدبلوماسية الجزائرية إزاء ما جرى ويجري من تطورات؟ * الصادق بوڤطاية:الجزائر دولة تدرك جيدا أهمية مواقفها الثابثة ومقارباتها في قضايا الجوار والقضايا الإقليمية ناجحة نجاح دبلوماسيتها وسمعتها المحترمة دوليا تأهلها للرد على استفزازات المغرب بالثباث في مواقفها. الجمهورية:وماذا عن رد الطبقة السياسية في الجزائر؟ * الصادق بوڤطاية: الأحزاب السياسية بالجزائر موحدة وموقفها واحد إتجاه قضية الصحراء الغربية وكذا الحكومة والدبلوماسية الجزائرية وقد أبدت أسفها عما حدث بمبنى القنصلية وما تضمنه خطاب ملك المغرب. * الجمهورية: وكيف يمكن أن يرد الجزائريون على إستفزارات المغرب في نظركم؟ * الصادق بوڤطاية: برد حضاري كما عودونا وبأضعف الإيمان يمتنعون عن الذهاب إلى المغرب للسياحة وأحيطكم علما أن الكثير من الأشقاء المغاربة المقيمين بالخارج يرفضون سلوكات المخزن وخرجاته الأخيرة المتهجمة على الجزائر.