ماوقع قبل 86 سنة مرت قد يكون وراء دخول السكان المبكر لمنازلهم اليوم ما حدث منذ مرور 86 سنة بمستغانم ذكرى سوداء تدق ناقوس الخطر و سكان مستغانم لاتغيب عنهم مأساة طوفان عام 1927 لكل مدينة تاريخها وأحوالها وأهوالها والتي مهما مرت السنون والاجيال تبقى تلك الاحداث التي وقعت عالقة في الاذهان والذاكرة مثل حال سكان مدينة مستغانم الذين كلما حل فصل الشتاء وتدهورت احوال الطقس تعود إلى مخيلتهم أحداث الطوفان نعم الطوفان الذي وقع عام 1927 وبالذات في مثل هذا الشهر نوفمبر والذي باغت المدينة من الجهة الشمالية الشرقية عندما فاض وادي العين الصفراء الذي كان ولايزال يخترق المدينة ويقسمها الى نصفين منذ اكثر من 10 قرون خلت فكل المياه التي تجمعت وقدمت من الجهات المحيطة بمستغانم وخاصة فيضانات جبل الديس ومنطقة الحشم وصيادة التي تدفقت منها المياه نحو مستغانم والتحقت بمياه ومسار وادي العين الصفراء وكانت كلما تجمعت تزداد قوتها التي عندما اقتربت الى وسط المدينة صارت قوة لايمكن مقاومتها فلايمكن التصدي للطوفان بأية وسيلة بشرية فكانت تلك الليلة ليلة سوداء حقا اذ هدمت الكثير من المباني الموجودة على ضفاف الوادي من منازل ومحلات تجارية وغيرها وقد هرع السكان انذاك لانقاذ مايمكن انقاذه الا ان قوة المياه كانت أقوى من كل شيء حسب ما رويه كبار السن الذين مازال البعض منهم على قيد الحياة وقد هدمت اكثر من الف بناية في تجديت وقادويس المداح وطبانة ووسط المدينة لان الوادي فاض في كل مكان واما عن السكان فقد هلك منهم مالايقل عن 2000 شخص من رجال ونساء واطفال ناهيك عن تحطم منازلهم عن آخرها وعن المواشي والبقر فقد جرفتهم المياه بدءا من الحشم وصيادة وسيدي عثمان ورمت بهم المياه جثث البشر في اعماق البحر وعندما تحدثنا مع كبار السن أو ممن سمع عن الحادث عن طريق حكايات ممن عاشوا الحدث وماتوا فان المأساة كانت أكبر من اي وصف وانه كان طوفان بأتم معنى الكلمة هكذا يروي لنا الحاج عسري البالغ حاليا من العمر 99 سنة وبالرغم انه عاجز فمازالت ذاكرته تحتفظ بالحادثة وكأنها وقعت بالأمس بالنسبة اليه وهو يتحدث إلينا واما خالتي عويشة التي كانت تقطن في عام 1927 بحي الدرب فقالت أن أكثرية من كتبت لهم الحياة هم من كانوا يقطنون في العمارات والاماكن المرتفعة عن الوادي وهي تتذكرجيدا تلك الليلة التي بدت تفاصيل الفيضانات ابتداء من الساعة السابعة مساء وهذا محمد الساكن حاليا بحي قادوس المداح عمره الآن 88 سنة يقول سمعت عن الحادث المأسوي وأنا صغير ومن خلال الجد والجدة رحمهما الله عرفت ان المياه عندما تتحرك فلا يمكن مقاومتها ولاتوجد لحد الآن رغم الاختراعات هناك قوة أخرى مضادة للطوفان إلا قوة الله ولكن ماهو مطلوب قبل اي شيء ان يضع المسؤولون بالبلدية والولاية في الحسبان كل الاحتمالات ويحتاط لذلك ليس بالكلام بل بإنجاز الهياكل والمنشآت الضخمة ومادام وادي العين الصفراء لحد الآن يخترق المدينة عابرا إلى البحر فان حادثة ال 1927 تبقى تثير الخوف رغم مرور عليها أكثر من 86 سنة وسبب الخوف هو ان الوادي مثل بقية وديان الجزائر قد يكون معرضا للفيضانات وهذا مايستدعي تهيئة مسار الوادي والاسراع في إنجاز تلك الدراسة الخاصة به والتي أنجزتها مديرية الري مع مصالح البيئة والسياحة والعمران وبلدية مستغانم.