مرت أمس الذكرى الأولى لوفاة المرحوم بإذن الله ،الاعلامي شيخ اللغة العربية وفقيهها مصحح خطابات الرؤساء ،الأستاذ محمد فارح عن عمر يناهز 82 سنة . يذكرنا الأستاذ بأعماله في تقويم اعوجاج ألسنة الصحفيين ،واستعمالهم الركيك للكتابات الاعلامية باعتبارهم "غير مراقبين" في كتاباتهم الصحفية! كان فارح "يطاردنا وينورنا "في الوقت نفسه من خلال ركن " الخطأ والصواب " الذي سيضل شاهدا على صرامته في التعامل مع لغة الضاد طيلة نشره على مدى عقود من الزمن بجريدة "الشعب" وفي الوقت نفسه يشرف على الصفحة الدينية ، ثم صار الركن مسموعا عبر الأثير "بالقناة الأولى" وبعد ذلك تبنته بعض وسائل الاعلام بصيغ اخرى .ونرجو أن يعود هذا الركن لما يحمله من تدقيقات لغوية وتصويبات أمام هذا الكم الهائل من وسائل الاعلام التي ظهرت بالجزائر . لقد كان هذا الصحفي الألمع يدقق الكتابة الأدبية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية.. وبالأخص الصحفية لأنها الأقرب من الجماهير يعلق على كل ما تقع عليه بصره ،أو تسمعه اذنه بالتوضيح والتدقيق. كان مرجعه في ذلك القران الكريم والسنة النبوية ،وأشهر القواميس وفطاحلة الشعر والقواعد النحوية والصرفية ، رحمه الله ينزعج من بعض الكلمات المترجمة من اللغة الأجنبية فيظهر اشمئزازه منها لأنها دخيلة وغير مبررة. لقد خدم اللغة العربية بعلمية وموضوعية، لا يحسم في الأمر إلا بعد مراجعات ، يتتبع الأخطاء الشائعة مستعملا منهجية " قل هكذا..ولا تقل كذا.."فهو ضد مقولة لحن مشهور خير من صحيح مهجور" . ومن أطرف ماقال عندما سؤول أول مرة أستاذه عن اسمه فأجاب " فارح محمد بن رابح" فرد المعلم نعم الطالب الفارح الرابح.