الأديبة الإعلامية السورية ، سهام ترجمان المولودة بدمشق عام 1932 م ، إبنة فهمي آغا ترجمان وعزيزة بهلول ، وخريجة الجامعة السورية 1955 م قسم الفلسفة تذكرناها بعد مشاهدة ماحل بدمشق من فتن ، ومحن (دم ، و دمع) فهي ابنة هذه المدينة وصاحبة كتاب بوسم *يامال الشام* الصادر سنة 1969 م ، ويحكي عن دمشق القديمة وتراثها وعاداتها وتقاليدها وقد ترجم إلى عدة لغات سنة 1994 م ، تحت عنوان إبنة دمشق وقد قامت بترجمته إلى الإنجليزية د.اندرياراو المستشرقة وبالمناسبة نتساءل : ماذا حل بدمشق الشام ،وكيف تعيد المدينة زخم فاعلية الحضور ، وفعاليات يوميات العمل والأمل بمكتباتها وجامعاتها ومعارضها ومهرجاناتها ؟ إننا عندما نتذكر سوريا نسترجع الموقف النبيل للأمير عبد القادر الجزائري سنة 1860 م حيث أطفأ نار الحرب المحمرة الأهلية بين الدروز والمسيحيين ، وقد اعترف العالم بأكمله بوساطة الأمير الإنسانية وغمرت القوى المسيحية الأمير الجزائري بمظاهر التقدير والتكريم ، رسائل ، هدايا ، أوسمة ،... -فرنسا- أرسلت له الوشاح الأكبر لجوقة الشرف ، وروسيا قدمت له الصليب الأكبر للنسر الأبيض وبروسيا الصليب الأكبر للنسر الأسود ، واليونان الصليب الأكبر ، وتركيا وسام المجيدية من الدرجة (1) وإنجلترا أرسلت له بندقية بفوهتين رائعة مطعمة بالذهب ، وأمريكا أرسلت له مسدسين مطعمين بالذهب أيضا : وماسونيو فرنسا أرسلوا له نجمة رائعة ، وكانت هذه الأوسمة مرفقة برسائل شكر ، وحتى بطل القوقاز الشهير شاميل أرسل له رسالة تقدير وإكبار وهنا نتساءل : أين توجد تلك الهدايا والرسائل و من يملكها ياترى ؟ والآن هل هناك عناصر تاريخية قادرة على إطفاء نار الحرب في دمشق الشام ؟ وكما هو معلوم فقد تزوجت سهام ترجمان عام 1956 م من الشهيد النقيب فؤاد محفوظ والذي قضى نحبه سنة 1973 م في جبل الشيخ دفاعا عن وطنه واستقلاله وحريته وقد كتبت إبنة دمشق بعد إستشهاد زوجها مؤلفا وثائقيا وضمنته رسالة مؤثرة ترجمت إلي عدة لغات بوسم - رسالة إلى الطيار الإسرائيلي الذي قتل زوجي - عجبا للصور المقلوبة في الزمن العجيب الغريب لقد كنا نملك من يطفئ نار الفتنة كالأمير عبد القادر ومن يقاتل الدخلاء الغرباء بالقلم كسهام ترجمان ومن يقاتل المغضوب عليهم أهل التيه والطغيان والبهتان كالضابط الشهيد المذكور سلفا ، وقد أصبحنا نتقاتل بقوة العنف وقسوة التطرف ونحن أبناء الأمة الواحدة ، في الفضاء العام وأبناء البلد الواحد في الفضاء الخاص والأعداء يتفرجون من كل المواقع وهنا (مفترق الطرق) سوريا إلى أين ؟ أين المفر ؟ وكيف الخلاص ؟