* الانارة المنزلية تنقطع في الأيام الممطرة * لا أحد يحوز على عقود الملكية بقرية قدارة * تذبذب في النقل المدرسي في الوقت الذي تفكر السلطات المحلية في جعل وهران مدينة كبرى ترقى إلى مصاف المدن المتوسطية لا يزال عدد كبير من سكان الولاية و خاصة القاطنين بالقرى و المناطق النائية يعانون التهميش و الإقصاء من برامج التنمية و التحديث بل و يفتقرون إلى ادنى متطلبات العيش من مسكن و عمل ومرافق خدماتية و الأمثلة على ذلك كثيرة و لا يسع المقام لذكرها كلها لكننا سناخذ عينة من إحدى البلديات قديمة النشأة .فما يعيشه معظم سكانها ينطبق على الكثير ببلديات اخرى و مثل ببلدية العنصر الساحلية التي من المفروض ان يكون أبناؤها اكثر حظا بفضل مكانتها السياحية و يعتبر السكن المشكل المقيت الذي يعانون منه سواء بمقر البلدية او القرى التابعة لها مثل قدارة و سيدي حمادي الواقعتان بمنطقة جبلية صعبت العيش عليهم اكثر فاكثر . الاف الطلبات تنتظر الرد على طاولة المسؤولين و برامج السكن الاجتماعي قليلة جدا و لا تلبي الاحتياجات رغم انه منذ ايام قليلة وزعت حوالي 120 شقة من هذه الصيغة لكنها لم تقضي على الازمة حيث صرح الكثير من سكان قدارة ان اثنين فقط من ابناء هذه القرية و اثنين اخرين من قرية سيدي حمادي كانوا ضمن قائمة المستفيدين من هذه الحصة رغم ان مشكل السكن هناك عويص جدا دفع بالكثيرين الى البناء الفوضوي للتخفيف من حدة الازمة على ذويهم و يقول احدهم ان طلباتهم تعود إلى تاريخ نشاة بلدية العنصر بعد انفصالها اداريا عن بوتليليس اي منذ السبعينات . * عقود الملكية تنتظر التسوية منذ السبعينات وفي السياق ذاته تحدث مواطنون اخرون عن عقود الملكية التي ينتظرونها منذ زمن بعيد ففي قرية قدارة مثلا يؤكد السكان و بعض المنتخبين ايضا انه لا يوجد احد يحوز على عقد ملكية مسكنه و شهادة الاقامة لا يثبتها سوى فاتورة الماء فقط باعتبارها الخدمة الوحيدة المتوفرة هناك و هذا المشكل "عقد الملكية" يمنع معظم البطالين من الاستفادة من مشاريع "انساج" او "انجام" او غيرها . و يضيف السكان المعنيون بان ملفات تسوية العقود في انتظار البت منذ عقد او اكثر بالوكالة العقارية كما وعدتنا السلطات المحلية بتسويتها و نحن في الانتظار منذ 2008 لكن دون جدوى لذا نحن متخوفون من مصيرنا و مصير ابنائنا و اباؤنا عاشوا و تمنوا تحقيق الوعود و نحن اليوم نصارع لتحقيقها. * أراضي الحمضيات مهملة منذ سنوات اما البطالة فتزيد العيش في القرية تعقيدا يقول بعض الشباب فنحن لا نجد وظائف تضمن لنا الرزق و معظم شغلنا عند الخواص و بشكل مؤقت لذلك نحن نطالب من الجهات المعنية منحنا فرص لخدمة الاراضي الفلاحية الموجودة بمحيط البلدية عن طريق الامتياز او باي صيغة اخرى بحيث توجد المئات من الاراضي المهملة رغم انها صالحة لزراعة الكثير من الثمار كالحمضيات فالمنطقة كانت معروفة بهذا المنتوج الفلاحي في الماضي . و الى جانب كل هذه المعاناة ينتظر عدد كبير من سكان العنصر وصول شبكات الغاز الطبيعي و الهاتف الثابت و الطرقات و النقل و المرافق الصحية و التربوية و غيرها بفارغ الصبر لان المنتخبين وعدوا بها . فنحن على ابواب 2014 نستعمل قارورات الغاز و نجرها من اماكن بعيدة احيانا للطهي و التدفئة و الإنارة المنزلية تنقطع في الايام الممطرة بفعل تضرر الكوابل المعلقة . اما سونلغاز فوعدتنا بتوصيل شبكتها الينا يضيف سكان قرية سيدي حمادي .و الهاتف الثابت ايضا مفقود فكيف لشبابنا التفكير في الانترنيت و مرافق الترفيه. اما شبكة الطرقات يضيف سكان قدارة فشبه منعدمة و اخر عملية تعبيد وتزفيت تعود الى الثمانينات و هي تصعب علينا التنقل خاصة في الايام الممطرة و تقول أمّ أنا أمنع أبنائي من الذهاب الى المدرسة عندما تمطر السماء لانني اعلم ان المسلك وعر جدا و خصوصا لتلاميذ الابتدائي فالطريق الى المدرسة منحدر و تتجمع به المياه و الاوحال و حتى النقل غير متوفر كذلك و كل سكان قدارة و سيدي حمادي يستعملون "الكلونديستان" نحو مقر البلدية و نفس الشيء بالنسبة للمتمدرسين فمنهم من يدرس بالعنصر و منهم من يذهب الى مدارس بلدية بوتليليس راجلا او بسيارة العائلة او الجيران لان النقل المدرسي غير متوفر في كل الاوقات.
* وعد ببناء 500 مسكن اجتماعي اما الخدمات الصحية فضعيفة كذلك و بالاخص بالقرى فيوجد بها قاعة علاج تفتقر الى الكثير الى التجهيزات و المعدات الطبية و عند الحالات المرضية المستعجلة او عند الولادة يقطع سكان العنصر مسافات طويلة الى مستشفيات عين الترك و لاشك ان المجلس الشعبي البلدي على دراية تامة بهذه المشاكل و بمعاناة الكثيرمن ابناء المنطقة الذين يرون انفسهم مهمشين فلا يستفيدون من الامتيازات صيفا و لايسعدون بعيش كريم بسبب تاخر وصول التنمية الى قراهم و اهم هذه الانشغالات طرحناها على رئيس المجلس و منها مشكل السكن فكان رده ان الوالي الجديد منح لهم حصة معتبرة من السكن الاجتماعي الايجاري تضم 500 شقة انطلقت اشغالها منذ ايام عند مدخل البلدية و تشرف عليها مؤسسة اجنبية لذلك ستبنى في وقت وجيز اما شبكة الطرقات يضيف فهي في لائحة انشغالات المجلس و خصصت عدة مليارات لتعبيدها ما بين قدارة و سيدي حمادي . و فيما يخص مشكل الغاز الطبيعي فاكدت مصادر مسؤولة من مديرية التوزيع السانيا بان بلدية العنصر مبرمجة ضمن المخطط الخماسي للتوزيع العمومي للغاز و سيتم ربط ما بقي منها في 2014 اما مديرية الري فتنتظر هي الاخرى تسجيل مشروع هام تقول مصادر مسؤولة و يتعلق الامر بحماية كامل المنطقة من الفيضانات و بطبيعة الحال لا يمكن البدء في التعبيد قبل انجاز القنوات و مصارف المياه . اما الوالي عبد الغني زعلان فقد استمع الى شرح مستفيض بخصوص عقود الملكية من السكان انفسهم و وعد بتسويتها و ذلك خلال الزيارة التي قادته لاول مرة الى هذه المنطقة. انطباعات * رفاس محمد (لا أحد غيّر من واقعنا المرير) : "المعاناة كبيرة بقرية قدارة و كان سكانها لا يملكون الحق في عيش كريم كغيرهم بولاية وهران و قد عرضنا مشاكلنا على كل المنتخبين و الولاة لكن لا احد غير من واقعنا المرير شيئا فمطالبنا بسيطة لكن تحقيقها يبدو مستحيلا" * قايد شريف حمادي (السكن ، عقود الملكية والبطالة القاسم المشترك) ازمة السكن و عقود الملكية و البطالة هي اهم انشغالات سكان بلدية العنصر فكيف لهم ان يفكروا في الامور الاخرى كالنقل و الهاتف و الغاز فذلك بالنسبة لهم من الرفاهية و خلال الزيارة الاخيرة للوالي الجديد استرجعنا بعض الامل من جديد خصوصا عندما ادرك باننا كنا مهمشين طيلة هذا الوقت . * هاشمي احمد (البناء الفوضوي الحل الوحيد) أعيش في قرية قدارة كغيري من الشباب المتزوج و العاطل عن العمل و اضطررت الى بناء بيت فوضوي لكي لا أبقى في الشارع أما بيت الوالد فلا يمكنه ان يأوي كل الافراد و اوجه ندائي الى المسؤولين ليتقوا الله في رعيتهم . * ساردي معزوز (تلاميذ يقطعون مسافة طويلة يوميا) انا اتألم كثيرا من حال التلاميذ لدى ذهابهم الى المدرسة فهم يقطعون مسافات طويلة اما نحو مقر بلدية العنصر او بوتليليس و عند سقوط الامطار يتعذر تنقلهم فيتغيب الكثيرون عن الدراسة بسبب مشكل النقل من جهة و اهتراء الطرقات من جهة اخرى و " الكلونديستان" هو وسيلتهم الوحيدة .