لن نقول بأننا نكتب صفحة من صفحات التاريخ عندما نعود للحديث اليوم عن فقيد المسرح الجزائري وفقيد الجزائر المرحوم أمحمد بن ڤطاف لأن الحديث عن شخصيات صنعت المسرح الجزائري وأسست له ،يغفر لنا هذا التأخر مادمنا في بلادنا لا نكرم الناس إلاّ بعراجين تقدم لهم بعد أن يفارقوا الحياة وتحاصرهم الدنيا بهمومها ويلفهم الإهمال واللامبالاة بل يخنقهم خنقا هو فعلا وحقا ما يحدث لأناس إحترقوا ليضيئوا مجالات الفن المختلفة وضحوا كثيرا ولم يحظوا بالإهتمام والتقدير الذي يلقاه أمثالهم في بلدان أخرى وفي فضاءات ثقافية خارج حدودنا. إنه لمؤسف أن نراهم ينطفئون الواحد تلو الآخر من فنانين وكتاب وأدباء كما أن الموت إن كان قد غيب اليوم رجالا مثل امحمد بن ڤطاف وأبو القاسم سعد الله وآخرين وأخريات قد وضعوا منذ زمن على الهامش وفي الأرشيف لنتذكرهم فقط لنكتب لهم نعيا وخطاب تأبين ...فإن نفس هذا الموت أصبح وسيلة وحيدة لإحياء ذكرى الكثير من مبدعينا من فنانين وأدباء ،قدموا للجزائر الكثير من سنوات عمرهم وفوق هذا الكثير قدموا لها الحب الأكبر والإخلاص وجوه فنية وأقلام مبدعة صنعت المشهد الفني وفضلت أحضان الجزائر على أن تشد الرحال الى ما وراء البحر متجاهلة مقولة لا نبي في قومه وحكمة زامر الحي لا يطرب ولهذا ظل التمسك بالوطن وامحمد بن ڤطاف كان من أبناء الجزائر المحبين لها بشغف والمتيمين بعشق فضاء هو المسرح وأركان الفن الرابع. من هناك لايقف وقفة إجلال لهذا الفنان الذي كان يتألق على الخشبة في مسرحيات مثل الشهداء يعودون هذا الأسبوع والعيطة ومن منالم يتألم بإعجاب كبير أداء الفنانة صونيا في مونولوغ فاطمة الذي هو من تأليف وأعمال أخرى كثيرة جمعته بالمسرحي زياني الشريف عباد في زمن العطاء الذهبي للمسرح الجزائري الذي كان ينشطه رجال ونساء امتزج دمهم بحب المسرح وبأجواء الخشبة مثل عبد القادر علولة «رحمه الله» وسيراط بومدين، ومحمد حيمور ومحمد أدار ومحمد الطيب الدهيمي وعز الدين مجوبي وآخرين وأخريات لايتسع المكان لذكرهم لكن المسرح قد إحتوى كل ابداعاتهم وتألقهم وتضحياتهم.