المولودية، ومرة أخرى تنجو من السقوط بأعجوبة بعدما أدت موسما كارثيا، لكن الحقيقة أن فريق الحمراوة يتخبط منذ عدة مواسم في مشاكل تتمدد ولا تكاد تنتهي على اعتبار أن المولودية لم تعد تلك النخبة التي كانت تخيف وتقهر أفضل الفرق الوطنية، ودخلت في دوامة من "الأعاصير" لم تفارقها، ولم تتركها تستعيد أنفاسها منذ مواسم عديدة حتى أنها عادت إلى القسم الأول السنة الماضية بشق الأنفس. والكل يتذكر تلك المهزلة الفريدة من نوعها التي حصلت لهذا الفريق عندما حضر بتشكيلتين لمجابهة الملاحة بملعب سيدي بلعباس وكانت النتيجة أن فازت الملاحة بنقاط المباراة مادام كل رئيس تشكيلة لم يتنازل للآخر، والقصة معروفة وهي جديرة أن تسجل في كتاب غينس، أو في كتاب الطرائف حتى تحصى ضمن غرائب مولودية وهران. اليوم أبناء المولودية يقولون "بركات" حان الوقت لقول الحقيقة، حان الوقت لكشف المستور، وفضح المتسببين ولايجب الانتظار أكثر لتقديم الحلول المناسبة حتى يستعيد فريق الحمري عافيته، ويقوم بدوره كقلعة من القلاع الرياضية بالجزائر عامة وفي هذا الخصوص زارنا الحاج ناصر بن شيحة أمس بمقر الجريدة بهدف إطلاق صرخة النجدة، فهذا الحارس القديم الذي تربى على يده عدة لاعبين شبان يقول أن فريقنا المحبوب كان في الماضي بين أيدي آمنة، نظيفة ولطيفة، وكل واحد في منصبه يؤدي ما عليه، ويعلم يدرك أن كرة القدم لعبة وتسلية وثقافة وتعارف... إلا أن هذه القيم أضحت اليوم في خبر كان، واختلط الحابل بالنابل، حتى أن بعض الناس حشروا أنفسهم في أمور لا يفقهونها وآخرون لا علاقة لهم باللعبة أصبحوا في مناصب المسؤولية بدون مؤهلات تذكر، مما شكل محيطا بعيدا كل البعد عن المهام المنوطة به، وعلى مرّ الزمن تعفنت الأمور مما أثر سلبا على الاداء العام والتسيير، والنتيجة أن كل العمل القديم الذي تميزت به الفرقة انهار وتحولت المولودية من فريق كبير يُحسَب له ألف حساب الى قزم تتقاذفه الرياح من كل جانب. ويضيف السيد بن شيحة أن المولودية تحولت إلى ما يشبه الشبح وينطبق عليها إسم "كبير بأرجل من طين" وسوف ينهار هذا الكبير في أحد الايام إذا مالم يتم دعمه بأرجل رجالية، لا بأرجل الهف والنفاق والدوران. لما سألناه عن الاسباب الحقيقية لهذا الوضع أكد لنا السيد بن شيحة بأن أمر التسيير أسند لغير أهله، وتوقعوا سقوط المولودية إذا تواصل هذا الأمر واستدل على ذلك بأن المولودية كانت تمد الفريق الوطني بعدة لاعبين كانت الفرق داخل الوطن تلهث للتعاقد مع أحد لاعبيها إلا أن السياسة المتبعة أخلطت كل الحسابات، وكأن الامر يتعلق بكعكة بالليمون وليس بفريق عريق رفع لواء الوطنية والدليل على ذلك عدم الاستقرار الذي شهده الطاقم الفني في السنوات الاخيرة... فهناك عدة مدربين ومساعديهم من الاكفاء غادروا الفريق بسبب عدم كفاءة الطاقم المسير، وعدم إلمامه بمجال الكرة وكيفية التصدي للصعوبات، فكيف نفسر بأنه مدربا ما لم ينجح في فريق الحمري، وحقق نتائج باهرة مع فرق أخرى، فهذا كان يتعين دراسته والتمعن فيه وإيجاد الحلول المناسبة، لكن يبدو أن الاوضاع تعفنت ولم يبق من المولودية سوى الإسم! ويضيف الحارس القديم للمولودية أنه يتحتم على اللاعبين السابقين الابتعاد عن الفريق وتجريب حظوظهم في التدريب والتسيير مع فرق أخرى لأن المولودية ليس مملكة ولا تتحمل الإبتزاز، لأنها بكل بساطة فريق كروي فقط يهوى الرياضة وليست له علاقة بغير النزاهة والالتزام واخلاقيات المهنة. ويوضح بن شيحة أن التسيير الفعال غائب بالمولودية تماما مثله مثل التكوين والمتابعة، ومع ذلك هناك من النزهاء من هو قادر على تسوية الوضع، ولن تنحني المولودية مادامت أنجبت اشخاصا مثل السيد بن عبو الذي هو قادر على النجاة بها إلى بر الامان حيث سبق له وأن غامر واستعان بالشباب كان متوسط أعمارهم 19 سنة، وأخرج الفرقة من دائرة الخطر. ولما سألناه عن تجاربه في هذا المجال ذكر السيد بن شيحة مايجري بوفاق سطيف من تنظيم محكم وتسيير مضبط أعطى نتائجا يعلمها الجميع منها كأس شمال افريقيا، نهائي كأس افريقيا، المربع الذهبي في المجموعات... فهذا أمر يخص الرجال والوفاء، وما يفعله سرار للوفاق جدير بأن يمنحه وسام سفير للنوايا الحسنة. وكلما يقول محدثنا لن تتراجع الكرة بالجزائر مادام على رأسها الزعيم عبد العزيز بوتفليقة... وفي الأخير، يقول بن شيحة "أهدي ألقابي للباهية وهران وشكرا ل"الجمهورية" على ملفها.