تبقى مولودية وهران تتخبط في المشاكل المالية التي أثرت بشكل ملحوظ في أداء الفريق في الجولات الماضية وجعلت عدة عناصر تقرر مقاطعة التشكيلة وأخرى تغيب في كل مرة عن الحصص التدريبية. وهذا بحجة عدم تحصلها على مستحقاتها المادية التي تدين بها لإدارة النادي التي عجزت عن تلبية متطلبات اللاعبين الذين بدأوا ينسحبون من التشكيلة واحدا تلو الآخر، حيث أصبح الفريق يتدرب بأقل من نصف التعداد خلال الأيام الماضية. ما أثر بالسلب في اللاعبين الذين يتدربون بمعنويات محبطة بسبب عدم وجود السيولة المالية وعدم وفاء الإدارة بوعودها في الآجال المتفق عليها. ليمام يطلب من الوالي التدخل وفي ظل هذه المشاكل الكبيرة التي يتخبط فيها “الحمراوة“ في الشطر الثاني من المنافسة، لم يجد رئيس الفريق قاسم ليمام الحلول المناسبة لمنح اللاعبين مستحقاتهم المالية لعدم وجود الدعم المالي المطلوب وتأخر دخول الإعانات المالية التي لم تتسلمها الإدارة لحد الآن. ما جعل ليمام يضطر للاتصال بوالي ولاية وهران قصد مساعدته لإيجاد الحلول المناسبة في أقرب الآجال، حيث استقبله الوالي في الأيام القليلة الماضية في مكتبه وشرح له رئيس “الحمراوة“ المشاكل الكبيرة التي يتخبط فيها الفريق في الوقت الحالي. حيث طلب منه الإسراع في تسريح الأموال التي سيتحصل عليها النادي من دعم الدولة والتي تأخرت عن موعدها المحدد بسبب بعض الإجراءات الإدارية ومشكل تسريح الأموال في رصيد النادي بسبب الديون المتراكمة على المولودية. أكد له أن الأمور لا تبعث على الارتياح وقد اجتمع الوالي برئيس مولودية وهران قرابة الساعتين من الزمن شرح له فيهما ليمام المشاكل الكبيرة التي يتخبط فيها “الحمراوة“ في هذه الفترة الصعبة من البطولة الوطنية التي تستوجب تسريح الإعانات المالية في أقرب الآجال وإيجاد الحلول المناسبة. ولذلك قال ليمام للمسؤول الأول عن ولاية وهران بإن الأمور لا تبعث على الارتياح، حيث بدا هذا الأخير متفهما وتبادل أطراف الحديث مع رئيس المولودية الذي أكد أن فريقه يمر بمرحلة صعبة للغاية من الناحية المالية. ما جعل العديد من اللاعبين يتخلون عن الفريق الذي يتواجد في مرتبة غير مريحة ويتطلب ذلك تضافر الجهود لحل هذه المشاكل المادية التي تعرقل السير الحسن للتشكيلة المقبلة على مباريات مصيرية. ليمام يؤكد أن الفريق ليس ملكا له لوحده هذا وقد أكد لنا رئيس مولودية وهران قاسم ليمام أن هذا الفريق هو ملك للجميع وليس ملكا له وحده، حيث يجب تضافر جهود الجميع لإنقاذ الموقف وإخراج التشكيلة من الوضعية الصعبة التي تتواجد فيها في الوقت الحالي. وأضاف ليمام: “مولودية وهران رمز من رموز الباهية وعلى الجميع أن يتدخل لإيجاد الحلول المناسبة في أقرب الآجال. فالموقف أصبح خطيرا ولا أريد أن أتحمل المسؤولية بمفردي، بل يجب على الجميع أن يتقاسمها معي، فالأمور تتجه نحو الأسوأ ولا أحد تدخل وقدم لنا يد المساعدة في هذا الظرف العصيب. وهي الرسالة التي أردت أن أوصلها لوالي ولاية وهران وكذا رئيس البلدية الذي تحدثت معه مطولا لأشرح له الأمور التي تدور داخل الفريق“. السلطات المحلية وعدت بتسريح الأموال نهاية مارس وقد طمأن والي ولاية وهران رئيس المولودية بإيجاد الحلول المناسبة في أقرب وقت ممكن حتى تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي ويتم حل هذه المشاكل التي تعاني منها التشكيلة. وفي هذا فقد وعد الوالي بأن يتم تسريح الأموال المتمثلة في دعم الدولة نهاية الشهر الحالي حتى يتم منح اللاعبين مستحقاتهم المالية التي يدينون بها ويتمكنوا بعد ذلك من تحقيق هدف الفريق المتمثل في ضمان البقاء ضمن حظيرة الكبار هذا الموسم وتفادي سيناريو المواسم الماضية التي يتخوف منها الجميع. وهو الشيء الذي أراد ليمام أن يوصله لوالي الولاية الذي كان متفهما للموقف وأكد أن الدعم المالي سيتم تسريحه نهاية شهر مارس الجاري كأقصى تقدير. اللاعبون منحوا مهلة إضافية للإدارة وبعد الاجتماع الذي انعقد بين والي الولاية ورئيس البلدية بمعية المسؤول الأول عن المولودية قاسم ليمام، شرح هذا الأخير الأمور للاعبيه، وأكد لهم أن السلطات المحلية لولاية وهران ستسرح لهم الإعانات المالية خلال الأيام القليلة المقبلة. وكشف لهم مادار بينه وبين المسؤولين عن ولاية وهران حول قضية تسريح الأموال التي ستدخل خزينة النادي في الأيام القادمة، حيث ارتفعت معنويات اللاعبين نوعا ما. وأكدت جل العناصر أنها ستمنح مهلة إضافية لإدارة الفريق حتى تتم تسوية قضية المستحقات العالقة والتي تأخرت كثيرا عن موعدها المحدد. وقد منح أيضا جل اللاعبين ثقتهم من جديد لرئيس الفريق الذي ينتظرون منه الوفاء بوعوده تجاههم في أقرب فرصة ممكنة. ------------- داود بوعبد الله: “تحصلت على 50 مليونا فقط وليمام يتحمل الوضعية الحالية” بداية كيف حالك بعد هذا الغياب الطويل؟ والله أنا بخير وسط عائلتي في مسقط رأسي بعين تموشنت رغم أني متأثر ببعض الأمور التي لم أتجرعها لحد الآن والتي تجعلني أفقد صوابي في بعض الأحيان، خاصة عندما أسمع بعض التصريحات من قبل المسؤولين عن مولودية وهران. تبدو متأثرا بما حدث لك، أليس كذلك؟ بالفعل “راني معمّر”، فما حدث لي هذا الموسم مع مولودية وهران لم أجد له أي تفسير، فقد جئت لهذا النادي العريق الذي صنع لي اسما على الساحة الكروية ومن خلاله لعبت في المنتخب الوطني وعدة فرق معروفة داخل وخارج الوطن كشبيبة القبائل، وداد تلمسان وحتى في أشهر الأندية التونسية. فأنا لا أنكر أبدا فضائل هذا النادي علي، وهو ما جعلني أعود إليه كي أساهم في عودته القوية إلى الساحة الكروية بعد أن سقط إلى القسم الثاني. وقد كنت أشد المتأثرين بسقوطه في المواسم الماضية ورفضت اللعب أمامه عندما كنت ألعب لصالح جمعية الشلف، لكن عند عودتي وجدت عدة أمور لا تليق بسمعة هذا الفريق. هل لك أن تحكي لنا ما حدث لك بالضبط؟ قبل ذلك أريد أن أؤكد أنني كنت لا أريد العودة إلى موضوع مغادرتي للمولودية، لكن بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس النادي عبر صفحات الجرائد والتي أراد من خلالها تلطيخ سمعتي عندما أراد أن يتهمني رفقة بعض اللاعبين بأخذ مبالغ مالية ضخمة وعدم العودة إلى التشكيلة واتهمنا بأننا المتسببون في الوضعية الحالية والحقيقة غير ذلك تماما، وعليه أن يكشف بالوثائق اللاعبين الذين تحصلوا على أموال ضخمة ولا يتهمني أنا بذلك، فقد أخذت من مستحقاتي المالية التي اتفقت معه عليها 50 مليون سنتيم فقط. وهناك ورقة أمضيتها عنده شاهدة على ذلك، فقد اتفقت معه عند بداية الموسم على أن يمنحني 400 مليون كمنحة الشطر الأول، ووعدني أن يمنحها لي بعد العودة من تربص إيفران، لكن بعد العودة أكد لي أن الأموال غير موجودة وعلي الانتظار. ولأني لا أحب المشاكل لعبت مباراة بلوزداد وسجلت إصابتين وكنت وراء الهدف الثالث الذي أمضاه بحاري، حيث كنت أريد أن أؤكد لمن قالوا إني لا أصلح للمولودية أني مازلت قادرا على العطاء. وماذا حدث بعدها؟ ظل يؤكد لي أن الإعانة المالية لم تدخل الخزينة وعلي الانتظار، لكنه كان عليه أن يعلمني بذلك لأني رب عائلة وهناك واجبات علي أن أقوم بها. وبعد مرور بعض الجولات توجهت إليه ليمنحني مستحقاتي المالية فأعطاني 50 مليون سنتيم وقال لي عندما تدخل الإعانة المالية سأمنحك البقية. وما كان علي سوى مواصلة المشوار حتى لا يقال إني لاعب مشوش رغم أنه منح عناصر أخرى أموالا ضخمة وأراد أن يلصق بي هذه الأموال التي تسلمت منها كما قلت 50 مليونا، وهي القيمة التي يمنحها سرار وحناشي كمنحة الفوز. وكنت أتحصل عليها أنا في تونس كشهرية، لكن أراد أن أسكت بعد هذه القيمة التي تحصلت عليها والتي لا تمنح حتى في الأقسام السفلى، فما بالك في فريق عريق يمثل كل الجهة الغربية. وبعدها قررت المقاطعة؟ لا لم يحدث ذلك، بل كنت مصرا على أن أبرهن على حسن نيتي وعلى أني مازلت قادرا على العطاء، فلعبت 12 مقابلة سجلت من خلالها خمسة أهداف حاسمة منحت للمولودية عدة نقاط، كما كنت وراء عدة أهداف سجلها بحاري الذي توقف عن التهديف منذ أن غادرت التشكيلة. لكن بعد مرور إثنتي عشرة جولة وعندما كان الفريق يحتل الصف الثاني توجهت إلى رئيس النادي لأطلب مستحقاتي فقال لي إن الأموال غير موجودة وإذا أردت المغادرة فلن أمنعك من ذلك لأني غير قادر على تسليمك مستحقاتك المالية، وكان ذلك بعد لقاء مولودية الجزائر. وهو الشيء الذي أثر فيّ كثيرا وجعلني أغادر التشكيلة من الباب الضيق لأني لعبت بإخلاص و”الحمراوة“ يعرفون ذلك ويعرفون ماذا كان يقدم داود بوعبد الله فوق أرضية الميدان. وماذا حدث لك في مرحلة الميركاتو؟ في مرحلة التحويلات الشتوية عندما تأكدت أن ليمام يتجاهلني ولا يريد منحي مستحقاتي المالية التي أدين بها، طلبت منه ورقة تسريحي بعد العروض التي وصلتني من السعودية لمدة شهرين فقط بمبلغ مالي ضخم وعروض أخرى من ليبيا عن طريق مدربي السابق حاج منصور الذي يعرف إمكاناتي جيدا، إضافة إلى بعض العروض المحلية من الشلف، باتنة والبرج، لأتفاجأ برفضه منحي ورقة تسريحي. وهو الشيء الذي أكد لي أن ليمام يريد أن يبقيني بدون فريق “زكارة”، وهذا ما أغضبني كثيرا، خاصة أنه تسبب لي في توقيف لقمة عيشي، وهو الأمر الذي لن أسامحه عليه ما حييت. وأريد أن أضيف شيئا آخر. تفضل: يقول ليمام إن اللاعبين الذين قاطعوا الفريق هم من تسببوا في الوضعية الحالية، أريد أن أوضح له شيئا وهو أنه رفض منحي مستحقاتي المالية رغم أن الأموال دخلت الخزينة، وكان عليه أن يكافئني لأني جلبت له 12 نقطة. وظن بعدها أنه لا يريد خدماتي، وأقول له إنك أنت المسؤول عن هذه الوضعية التي أصبح يتخبط فيها الفريق الذي أصبح مهدذا بالسقوط. ولو حافظ على التشكيلة التي بدأت معه الموسم لتمكنا من ضمان البقاء منذ مدة، والآن ننافس على المراتب الأولى، لكنه تخلى عني بدون سبب. وقد تركت الفريق في المرتبة الثانية بعد سلسلة النتائج الإيجابية التي حققناها مع بداية الموسم، والآن ليمام يحصد ما زرعه في وقت سابق. كان لزاما عليه أن يدعم التشكيلة وليس يقلص التعداد حتى لا يمنح اللاعبين حقهم. بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟ أريد أن أؤكد أن الأمور داخل مولودية وهران ليست على مايرام، والدليل على ذلك انسحاب الذراع الأيمن لرئيس المولودية منذ أكثر من 25 سنة، وهو المناجير عبد النور الذي انسحب من تسيير الفريق، وهو الشيء الذي يطرح أكثر من علامة استفهام. كما أريد أن أؤكد أيضا أن هناك بعض الأطراف حاولت إبعادي من النادي بشتى الطرق لأن المناجير الذي أتعامل معه اسمه بللو وكانت لهم حسابات معه أرادوا إلصاقها بي رغم أن مصلحة الفريق كانت لا تستدعي ذلك.