رغم الكميات الكبيرة من اللحوم البيضاء التي تقوم بتسويقها المداجن بوهران في هذه الفترة من موسم الصيف خوفا من تلفها من شدة الحرارة إلا أن سعر الدجاج لم يعرف انخفاضا منذ بداية الموسم مما يجعل المواطن متخوفا تماما من ارتفاعه أكثر خلال شهر رمضان، حيث تراوح سعر الدجاج مابين 340 دج إلى 380 دج للكيلوغرام الواحد، في حين قفز سعر الديك الرومي إلى 600 دج مما ولد ذهولا كبيرا للمستهلكين الذين لم يسبق لهم عيش هذه الوضعية الصعبة التي خلقتها حركة السوق وارتفاع الأسعار التي ناطحت السحاب. لتبقى أصابع الاتهام موجهة نحو أولئك المضاربين الذين يلجؤون مع كل شهر رمضان إلى تخزين اللحوم البيضاء لعرضها بعد ذلك خلال فترة الصيام بسعر مرتفع أكثر مما هو عليه، بفضل وسائل التخزين والتبريد التي يعتمد عليهاهؤلاء مما يجعل هذه اللحوم ذات نوعية رديئة ومضرة بصحة المستهلك البسيط. وعن هذا الموضوع فقد أكد أحد الباعة بسوق لاباستي أن الكثير من التجار يقومون بعملية التخزين لكسب ربح وفير ومضاعف في رمضان لكنه يرفض تماما هذه الفكرة لأنه يفضل اللحم الطازج النظيف الخالي من علامات التبريد التي غالبا ما تفسد اللحوم خصوصا في موسم الصيف مؤكدا أنه ينشط في هذا المجال منذ 10 سنوات وله زبائن من مختلف المناطق والولايات ولم يسبق له أن واجه مشكلة معهم أما فيما يخص السعر المرتفع فقد أشار أنه لا علاقة لهم بتحديد الأسعار فإذا كان سعر الدجاج 380 دج فإن هذا الإجراء سيكون مطبقا على جميع التجار وإذا انخفض فسيتجه المؤشر نحو الانخفاض والعكس صحيح. وتجدر الإشارة أن ارتفاع سعر اللحوم البيضاء في وهران يعود بالدرجة الاولى للإقبال الكبير من طرف المواطنين عليها خصوصا في فصل الصيف كونها خفيفة الهضم كما يستعملها بكثرة أصحاب المطاعم ومحلات بيع الشواء التي تلجأ إليها العائلات والسياح، ضف على ذلك الأعراس والمناسبات العائلية التي تستوجب هي الاخرى وجود هذه ا للحوم وتقديمها للمعازيم لتكون بذلك فرصة كبيرة أمام الباعة والتجار لتحقيق ربح وفير ورفع الأسعار التي لن تكون أبدا عائقا أمام المستهلك الذي هو مجبر على شرائها. وإضافة إلى هذا لايمكن تجاهل النسبة القليلة من الدواجن التي صارت تربى هذه الفترة، حيث لم يعط المربون أي اهتمام بالدواجن مما ولد عجزا كبيرا في عددها دفعت السلطات المختصة لاستيرادها من الخارج وفرضها بالسوق بأسعار مرتفعة بل خيالية. ليغتنم بعض المضاربين الفرصة ويقومون بتخزين هذه اللحوم البيضاء حتى يعرضوها بأسعار مرتفعة خلال الشهر الكريم مما ينبىء على ارتفاع ثمن الكيلوغرام الواحد من الدجاج خلال رمضان وهو مؤشر مقلق بالنسبة للمواطن البسيط الذي طالما اعتبر الدجاج بمثابة المنقذ الوحيد له في رمضان هروبا من اللحوم المجمدة والطازجة المرتفعة الثمن، لتسد في وجهه جميع الابواب ويبقى حائرا ومذهولا أمام هذا الغلاء الفاحش لأسعار اللحوم التي أثقلت كاهله وجعلته يقف عاجزا أمام هذا الوضع الاقتصادي الصعب.