يقصد العديد من مواطنينا البقاع المقدسة لاداء مناسك العمرة و يفضل الكثير منهم شهر رمضان المعظم لما فيها من ثواب كبير ولكونها تعادل حجة مع الرسول محمد صلى الله عليه و سلم ويبدع الجزائريون في اختيار طرق ادائها و مسالك التوجه لبلوغ مقاصدهم بزيارة الروضة الشريفة و الحرم المكي ويرغب العديد منهم في السفر عبر الوكالات السياحية العمومية لما تمتلكه من خبرات و تجارب ميدانية وعمل مشترك لعقود من الزمن لكن رغم كل هذه المميزات يتمرد الكثير من الراغبين في اداء مناسك الحج او العمرة عن هذه الهيأت ويفضل هؤلاء التنقل مع اصحاب الوكالات السياحية الخاصة التي تستهويهم بسبب نوعية الخدمات المقدمة و الاسعار المقترحة الانطلاق برا من الوادي الى تونس رحلتنا تنوعت ما بين التنقل برا و جوا فكانت البداية من مدينة الالف قبة التي وصلناها من وهران مع موعد الافطار و بعد قطعنا لمسافة تفوق الالف كيلومتر بواسطة سيارتنا الشخصية بعد اربعة عشر ساعة سير متواصلة تناولنا بعض من الحليب و التمر و الشربة فريك المحلية وطجين لحلو وبعد صلاة التراويح كان الموعد مع انطلاقنا نحو العاصمة التونسية الساعة الثانية صباحا حضر كل المشاركين في الرحلة و عددهم 250 شخص من اعمار متفاوتة شيوخ وعجائز اطفال رضع والشبان من مختلف مناطق الوطن والتحقوا بالحافلات الخمس المخصصة لنقلنا الى تونس و بعد ساعة من السير وصلنا الى بلدية الطالب العربي حيث يوجد المركز الحدودي الجزائري بوعروة على بعد 90 كلم من عاصمة الولاية الوادي على الساعة الثالثة صباحا دقائق معدودة كانت كافية لاتمام اجراءا ت السفر بفضل الخدمات الايجابية و السريعة المقدمة من طرف اعوان شرطة الحدود و اعوان الجمارك عندنا بعدها انتقلنا الى مركز حزوة الحدودي التونسي على بعد اربعة كيلومترات وبقينا هناك لساعات طويلة رغم شغوره من السياح وفي تمام السابعة صباحا تم السماح لنا باجتياز الحاجز الحدودي التونسي و التوجه نحو الشمال التونسي مرورا بكل من توزرقفصةسيدي بوزيدالقيروان و الوصول العاصمة تونس الخضراء على الساعة الثانية زوالا بعد قطعنا لمسافة 500 كلم هناك اتجهنا مباشرة صوب مطار قرطاج الدولي حيث مكثنا اثنى عشر ساعة اخرى في انتظار الرحلة الجوية المبرمجة سحور و استراحة بالطائرة و في الساعة الثانية وخمسة عشر دقيقة صباحا انطلقت بنا طائرة الخطوط الجوية التونسية نحو مطار جدة السعودي وارتحنا قليلا من معانات الانتظار خاصة مع الخدمات المتميزة للمضيفات و الابتسامة الدائمة لطاقمها و قدموا لنا وجبة السحور و الكثير من المياه المعدنية و شاي تونسي بالنعناع حلو المداق ونحن نتبادل اطراف الحديث في ما بيننا سمعنا صوت قائد الطائرة الذي يدعونا فيه الى الكف عن الاكل و الشرب لان موعد الامساك قد حان و في تمام الساعة الثامنة و النصف بالتوقيت المحلي- السادسة و النصف صباحا بتوقيت الجزائر- حطت بنا الطائرة على مدرج مطار جدة الدولي و الذي يشهد توافد مئات الرحلات في اليوم الواحد و من كل عواصم العالم و بعد اجراءات سريعة و مريحة من قبل الشرطة و الديوانة السعودية وجدنا انفسنا خارج المطار و في انتظار حافلات تقلنا الى المدينةالمنورة على بعد اربع مئة كلم في جو حار و مرة اخرى نعود للتنقلات البرية و معانات امتطاء الحافلات خمس ساعات اضافية في إنتظارنا و لم يبق لنا الجهد و قوة تحمل مشقة سفر اخر تخلله توقف واحد في منطقة الكحيل حيث ادركنا صلاة الظهر و في كل مرة كان العديد من الركاب يتساءلون عن اقترابنا من يثرب للتدكير مند ان وطأت اقدامنا ارض الحجاز والحرارة في ارتفاع متزايد مما جعل الواحد منا يعطش بسرعة يعيش الجفاف و الاختناق و هلعنا حينما علمنا بان درجة الحرارة عند و صولنا قد فاقت السبعة و الاربعين درجة مؤوية فرحة الوصول الى قبر الرسول محمد صلى الله عليه و سلم سرعان ما أنستنا المعاناة و التعب و بعد اخذنا لدوش خفيف هرولنا مسرعين صوب المسجد النبوي الشريف للصلاة و الدعاء