حضر أمس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، حفل إحياء ليلة القدر المباركة بالجامع الكبير للجزائر العاصمة، وذلك بحضور كبار مسؤولي الدولة والوزراء وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمدين بالجزائر، وجموع من المصلين(...)، وقد أبرز الإمام الخطيب، فضائل هذه الليلة المقدّسة التي يحييها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، مؤكدا على قيمها الخالدات وداعيا إياهم إلى التمسّك بالدين والمنهاج القويم وسنّة رسول الله عليه الصلاة والتسليم حاثّا الشعب الجزائري إلى الوحدة والتآخي. وحلّل الإمام أيضا فضائل التضامن والتسامح في الإسلام وقيمه السامية، مبرزا آثار السلف الصالح من علماء وفاتحين ودفاعهم عن الدين والوطن، ضاربا أمثلة عن علماء الجزائر أمثال الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله وحبّه لوطنه وأمته. وأكد أيضا الخطيب على ضرورة نبذ الفرقة والخلاف وترك الغلو والتطرف دفاعا عن وحدة الأمة وثوابتها، وبذل التضحيات لتبقى الجزائر مثلما ضحّى عليها الشهداء الأبرار آمنة مزدهرة. وقام الرئيس بوتفليقة بتكريم الفائزين في المسابقة الدولية للقرآن الكريم لصغار الحفظة من الجزائر، والبلدان الشقيقة (ليبيا، قطر...). كما كرّم حكام لجان التحكيم. كما تم تكريم بروفيسور جزائري متخصص مقيم في الولاياتالمتحدة، وبدوره كرّم الحفظة الرئيس بوتفليقة على دوره ومجهوداته في خدمة الإسلام والقرآن الكريم. وليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، شهدت نزول القرآن الكريم على خير خلق الله، محمد عليه الصلاة والسلام، وهي ليلة لها مكانة كبيرة في قلوب كل المسلمين، لما تنطوي عليه من مضامين الرحمة والمغفرة، والإكثار من الدعاء للبارىء تعالى، ليوطّد لحمة المسلمين، كي تتعزّز شوكتهم، ويهابهم أعداءهم، ويحسب لهم ألف حساب. وتأتي ليلة القدر، وقلوب كل المسلمين، متجهة إلى الإخوان في فلسطين، وهم تحت الحصار الجائر الذي فرضه الإستيطان الإسرائيلي الغاشم، لكن المسلمون في فلسطين صابرين، ومحتسبين لله تعالى، وهم كلهم إيمان بعدالة القضية وانتصارها باذنه تعالى. هذا، وتكثر في ليلة القدر الصدقات والدعوات المتضمنة نشر الفلاح والخير في أوساط المجتمع، إحتفاءً بها، خصوصا، وأنها تأتي أيام قلائل قبيل عيد الفطر المبارك.