بانطلاق العد التنازلي للدخول المدرسي الذي لاتفصلنا عنه إلا أيام قليلة فقط ، شرعت العائلات هذه الأيام في التسابق لاقتناء الأدوات المدرسية لأبنائها لاسيما بسوق المدينة الجديدة التي تعرف وفرة كبيرة لهذا النوع من المنتوجات . أجواء مميزة تعرفها السوق بانتشار الكبير للأدوات المدرسية بمختلف أنواعها وأحجامها ليس فقط في المحلات والمكتبات ،وإنما حتى المساحات المحايدة للطرق الرئيسية، فقد اصطفت هي الأخرى بطاولات يباع فيها مختلف الأدوات وفرشت عليها هذه المستلزمات والتي حظيت بدورها بإقبال كبير للعائلات . الملاحظ بمحلات بيع المحافظ والتي يصل سعرها إلى 280دج تنوعها وهذا لاستقطاب أنظار الأطفال المتمدرسين ،فمنها ماأخذت اسم "سبيدرمان "والأخرى" بان 10"و"سبونج بوب "وغيرها من الأفلام الكارتونية الخاصة بهذه الفئة حيث استغل بعض المصنعين المحافظ الدراسية للترويج بمنتوجاتهم ، لاسيما و أن بعض العائلات قدمت إلى سوق المدينة الجديدة لاقتناء الأدوات المدرسية رفقة أبنائها ، أما عن المآزر فقد شهدت الأخرى تنوعا كبيرا في الرسومات التي تحويها رغم أن لونها وردي موحد وقد تفنن الصانعون لجعلها تخطف الأنظار، لكن سعرها تجاوز المعقول إذ تراوحت مابين400دج لتصل عند بعض المحلات إلى 180دج تقريبا ،تاركين بذلك حرية الاختيار للزبون كما قال لنا أحد الباعة . العائلات التي وجدناها بسوق المدينة الجديدة وبالضبط في بعض محلات بيع الأدوات المدرسية أبدت استغرابها الكبير لهذا الغلاء الفاحش ،فحسبها كل "الباعة " اتفقوا على توحيد الأسعار والضرب على الجيوب للربح السريع سواء في المآزر أو المحافظ التي تم عرضها، لكن مع هذا فالملاحظ بسوق المدينة الجديدة يرى توافد عدد كبير من العائلات القاطنة بمختلف الولايات حتى المغتربين منهم اغتنموا فرصة تواجدهم بالباهية وهران لقضاء عطلة الصيف وقاموا باقتناء المستلزمات الدراسية . العديد من العائلات التي لا تسمح ميزانيتها باقتناء المحافظ الجديدة توجهت إلى سوق "البالة" كما قالت لنا إحدى ربات البيوت " عائلتي تضم 5 أطفال متمدرسين لايمكن أن تشتري المحافظ الجديدة مع العلم أننا لم نستفد من الإعانات التي تقدمها الوزارة الوصية . أما عن الباعة، فقد أرجعوا غلاء الأدوات المدرسية إلى تلك المبالغ المالية التي تصرف من أجل توفير المنتوج، ليكون بين يد الزبون وأنهم لادخل لهم في ارتفاع الأسعار وإنما هناك أشخاص يتحكمون في زمام السوق مع العلم أن المحافظ يتم استيرادها من الصين وتركيا وهذه الأخيرة يكثر عليها الطلب جامعيون يبيعون الكتب المدرسية لغياب فرص العمل أما عن الكتب المدرسية فقد أفرشت هي الأخرى على الأرض لتجلب العديد من العائلات التي لم تتوافد من وهران فقط، وإنما حتى من الولايات المجاورة بغرض اقتنائها . وفي هذا الصدد كانت لنا دردشة مع أحد الباعة الذي أكد أن هذه الكتب تباع بأسعار معقولة لأصحاب ذوى الدخل الضعيف معللا بذلك سلسلة كتب السنة الثانية ثانو ي التي يعادل سعرها 3آلاف دج بالمؤسسات التربوية فقد تباع عند هؤلاء ب 100 ألف تقريبا ، مضيفا أن هذه الكتب المعروضة يتم اقتنائها من العائلات التي تتوافد على هذه الطاولات بكثرة . والملاحظ في هذا المجال أن من بين المعروضات كتب غير متوفرة في المدارس والاكماليات وقد أرجعها البعض إلى توفيرها بأسواق الولايات المجاورة لجلبها للزبائن، وخلال دردشتنا مع هؤلاء الباعة الشباب الذي يبلغ عددهم حوالى 10 شاب ، أكدوا أن أغلبهم حاصلين على شهادات عليا في مختلف الاختصاصات لكن في ظل غياب فرص العمل لجؤوا الى بيع الكتب المدرسية ، وهذه العملية التجارية موسمية لاغبر لتبدأ معاناة كبيرة مع شبح البطالة .