أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الأحد، استشهاد وفقدان 87 شخصا جراء القصف الإسرائيلي لمشروع بيت لاهيا في شمال غزة. وقالت الوزارة في بيان صحافي أمس، الأحد، إن "مجزرة الاحتلال الاسرائيلي بحق المواطنين في مشروع بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة منذ ليلة أول أمس، وفجر أمس، راح ضحيتها 87 شهيدا ومفقودا تحت الأنقاض". وأشارت إلى أكثر من 40 إصابة بينها حالات حرجة جدا. وكانت هذه المجزرة الثانية التي ترتكبها إسرائيل في شمال غزة، السبت، حيث قتلت 33 مدنيا فلسطينيا، بينهم 21 امرأة، وأصابت أكثر من 85 آخرين، بقصف جوي طال عدة منازل سكنية بمخيم جباليا في الدقائق الأولى من يوم الأحد. ولليوم ال16 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات الإبادة الجماعية التي ينفذها في شمالي قطاع غزة، عبر قصف وحرق مناطق سكنية كاملة في مخيم وبلدة جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، بينما يمنع وصول الطعام والمياه والدواء لعشرات آلاف الفلسطينيين المحاصرين داخل هذه المناطق. وأكد شهود عيان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي واصل على مدار الليلة الماضية وفجر الأحد، قصف مخيم وبلدة جباليا ومحيطيهما بشكل عنيف ومكثف. وذكر الشهود، أن القصف الإسرائيلي طال محيط مستشفيات العودة واليمن السعيد وكمال عدوان، موضحين أن أعمدة دخان كثيف أسود تتصاعد من مخيم جباليا ومحيطه منذ ساعات طويلة جراء القصف الإسرائيلي. وأشار الشهود إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي واصل كذلك خلال ساعات الليل وصباح الأحد، عمليات نسف وحرق المنازل غرب مخيم جباليا وفي مناطق متعددة بشمالي القطاع. وفي الوقت نفسه، يطلق جيش الاحتلال النار تجاه كل من يحاول الخروج من المناطق المحاصرة للحصول على الطعام أو المياه أو الدواء، بحسب ما أفاد الشهود. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن هناك العشرات من الجرحى تحت أنقاض منازل قصفتها إسرائيل في جباليا ومحيطها وطواقم الإسعاف لا تستطيع الوصول إليهم بسبب استهدافها بشكل مباشر من الجيش. من جانبه، قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، في بيان، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي "قصف المستشفى وأطلق النار بشكل عنيف باتجاه مبانيه واستهدف خزانات المياه وشبكة الكهرباء". وأضاف أبو صفية أن "عشرات المفقودين والجرحى تحت الأنقاض فقدوا حياتهم جراء منع وعرقلة الجيش الإسرائيلي وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، وتركهم لساعات طويلة دون إنقاذ". وفي مدينة غزة؛ قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلاً لعائلة دلول في محيط مفترق الطيران وسط المدينة، ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين بجراح نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وفق بيان لجهاز الدفاع المدني الفلسطيني. وأفاد شهود عيان، بأن "الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ حزاماً نارياً جنوب غرب مدينة غزة، وأطلقت الآليات الإسرائيلية النار تجاه حي التفاح شرق المدينة". ..الأممالمتحدة: المشاهد شمال غزة "مروعة" دعت الأممالمتحدة، الأحد، إسرائيل إلى فتح المزيد من الطرق المؤدية إلى قطاع غزة لتسهيل توصيل المساعدات إلى السكان، واصفة المشاهد في شمال القطاع بالمروعة. ولفتت المنظمة الإنسانية إلى أن المشاهد في شمال غزة "مروعة وسط تقارير عن مقتل العشرات في بيت لاهيا". وذكر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "في غزة لا يمكننا أن ننفذ عملية إنسانية على النطاق المطلوب مع وجود عدد قليل من نقاط العبور غير الموثوق بها ومن الصعب الوصول إليها". ودعا المكتب إلى فتح العديد من الطرق للإمدادات والخدمات المهمة ..الفصائل الفلسطينية تندد بالموقف الدولي وتحذر من خطط الإبادة نددت الفصائل والمؤسسات الفلسطينية الرسمية، بالمجزرة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، والتي استشهد على إثرها أكثر من 70 مواطنا، حين دمر الاحتلال مربعا سكنيا. وحملت حركة فتح حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن المجزرة الدموية، وطالبت بأن يتوقف العالم أمام "حرب الإبادة الإسرائيليّة الممنهجة المتواصلة"، والتي تنتهك كل المعايير الإنسانية والقانونية. وقالت "إن جريمة الاحتلال التي استهدفت الأطفال والنساء هي جزء من مسلسل إجرامي صهيوني، لتهجير شعبنا لا يتوقف منذ بدء الاحتلال، وخاصة عدوانه الغاشم على قطاع غزة، وأن شعبنا الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة منظمة تقودها حكومة اليمين المتطرف في "إسرائيل" بمنتهى الإجرام والحقد"، داعية دول العالم الحر وكل المؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ولجم إسرائيل وحرب الإبادة التي تستهدفه. من جهتها قالت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" إن الاحتلال يسابق الزمن في مجازره وفظائعه التي يرتكبها على مدار الساعة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وآخرها القصف الهمجي والعشوائي وارتكابه مجزرة وحشية استهدفت مربعاً سكنياً مكتظاً بالسكان والنازحين الآمنين في منطقة مشروع بيت لاهيا. ورأت أن "الصمت العربي والعجز الدولي شجع هذا العدو الفاشي المجرم على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر، لإفراغ شمال القطاع من سكانه"، داعية الدول العربية والإسلامية والأممالمتحدة وكافة الجهات الدولية المعنية إلى "التحرك الفاعل، لوقف هذه المحرقة التي يرتكبها النازيون الجدد، والتي سيكون لها تداعيات كبيرة على أمن المنطقة وسلمها". م. أ/ وكالات