رغم أن المنتخب الوطني حقق ثلاث نقاط أمام مالي جعلته يقتطع نصف التأشيرة للتأهل إلى العرس الإفريقي ، إلا أنه في المقابل لم يقنع الجمهور الجزائري وصف مردود رفقاء فيغولي بالمخيب لأماله ، و هو ما وقفنا عليه من مجمل تعليقات عشاق الخضر الذين بدت علامة الحيرة مرسومة على وجوههم رغم أن الفوز كان من حليف أشبال غوركوف ، و هو زاد من مخاوفهم من تواصل الوضع في باقي مشوار التصفيات ، الأمر الذي قد يمحو الصورة التي رسموها عن المنتخب الوطني بعد المشوار الكبير في المونديال و الذي رشح الخضر لنيل التاج الإفريقي بالمغرب. كتيبة غوركوف فازت بشق الأنفس أمام نسور مالي الذين سببوا متاعب كبيرة للخضر و حتى هم بعشرة لاعبين ، و هو ما أكده الناخب الوطني أثناء الندوة الصحفية التي عقدها عقب المباراة و الذي أكد من خلالها أن المباراة ازدادت قوة بعد خروج لاعب المنتخب المالي ندياي بالبطاقة الحمراء ، و لم يتوقف التقني الفرنسي عند هذا الحد بل اعترف بأن فريقه يحتاج لإعادة ترتيب أوراقه كاشفًا بأن المنتخب الوطني سيعرف تغيرات شاملة بداية من لقاء ملاوي و هو ما يؤكد أن غوركوف سيفتح ورشة كبيرة قد تقصف بأسماء كانت تشكل نواة المنتخب طيلة عهد البوسني حاليلوزتش ، و هو ما زاد من مخاوف أنصار المنتخب الوطني الذين يخشون أن تتسبب إصلاحات غوركوف بهدم كل ما تم تشييده في السنوات الثلاثة الأخيرة و التي جعلت الكرة الجزائرية تجتاز الدور الأول في مونديال البرازيل ، كما أن جل الانطباعات لدى عشاق المنتخب الوطني كانت تصب في أن تدني مستوى بعض اللاعبين و عدم مشاركتهم بانتظام مع أنديتهم هو السبب الرئيسي وراء ظهور المحاربين بوجه شاحب أمام الماليين . مرزقان : " مدرب الخضر تفطن مبكرا لسيطرة مالي " و بخلاف الأنصار يرى الفنيون أن الناخب الوطني أثبت للمرة الثانية كفاءاته و قدرته في قراءة المنافس ، و ذلك للطريقة التي سير بها المباراة و أخذه للتدابير اللازمة في الوقت المناسب ، حيث اعتبروا أن التقني الفرنسي تمكن في وقت وجيز من دراسة تحركات المنافس و هو ما أكده لنا المدرب مرزقان قائلا: " غوركوف تفطن مبكرًا لسيطرة المنتخب مالي على وسط الميدان الذي استحوذ عليه رفقاء كايتا لمدة عشر دقائق و أنه وفق في قرار استبدال تايدر ببن طالب الذي كان يقوم بدور المنسق ما بين الدفاع و الهجوم في ظل المراقبة اللصيقة التي كانت على إبراهيمي ". قوريشي :" التقني الفرنسي يتمتع بنظرات ثاقبة " فيما أكد المساعد السابق لحاليلوزتش قوريشي و الذي كان متواجدًا بالمنصفة الشرفية ، أن غوركوف يتمتع بنظرات ثاقبة و يملك ميزة خاصة و المتمثلة في إيجاده للبدائل ، كما رجع قوريشي لمقابلة إثيوبيا و الذي أكد أن الناخب الوطني الجديد يجيد استغلال ورقة التغييرات . ياحي : "الناخب الوطني لم يكن محظوظا" أما المدرب المساعد الحالي لشباب بلوزداد حسين ياحي فذكر أن المدرب غوركوف لم يكن محظوظا في لقاء مالي و ذلك بعدما اختلطت عليه الأمور بعد تعرض لحسن لإصابة على مستوى الكاحل ، حيث يرى ياحي أن التقني الفرنسي كان ينوي تحرير براهيمي من المراقبة اللصيقة بإدخال سوداني و تنشيطه للجهة اليمنى و وضع محرز رفقة فيغولي على اليسار . مناد : إصابة لحسن أخلطت حسابات غوركوف أما جمال مناد الذي كان يشارك في حصة إذاعية خاصة و التي نقلت المباراة للمغتربين الجزائريين بفرنسا ، أكد لنا أن غوركوف كان يريد الاستفادة من تضييق الخناق على إبراهيمي و توظيف هذه المراقبة اللصيقة في مصلحة الخضر و تكرار سيناريو إثيوبيا بوضع لاعب بورتو كرأس حربة و إدخال بلفوضيل رفقة سوداني ، إلا أن الإصابة أخلطت حساباته ، شريف الوزاني: " الخضر اجتازوا أصعب امتحان " كما أشار مدرب مولودية وهران شريف الوزاني في اتصال هاتفي أجريناه معه أول أمس ، أن الخضر اجتازوا امتحان صعب فمباراة مالي حسبه سيطر عليها الجانب التكتيكي الذي حرم الجميع من متابعة مباراة مفتوحة ، منوهًا أيضًا بخبرة مدرب البولوني كاسبارجاك الذي اعتمد على خطة ماكرة و ذكية كادت أن تدخل الشك في نفوس اللاعبين و الأنصار ، إلا أن نباهة مدرب الخضر حالة دون ذلك و ذلك بتضحية غوركوف بلعب الخطة الهجومية في الدقائق الأخيرة من المباراة و محاولته لاستعادة وسط الميدان .