تتواصل بمتحف السينما بوهران دورة السينما الايطالي بتخصيص عروض أفلام ايطالية خالدة و من كلاسيكيات السينما الايطالية من 14 إلى 21 سبتمبر الجاري بعدما لقت العروض السابقة تميزا من قبل الجمهور وهذا بعرض عدة أفلام متميزة منها الليل البيضاء للمخرج لوشينو فيسكونتي و روما مدينة مفتوحة لربارتو روزوليني وهذا أمسية اليوم للتواصل العروض بأفلام أخرى طيلة هذا الأسبوع . والشيء الأكيد أن سينماتيك وهران قد استعادت في السنوات القليلة الماضية مكانتها كفضاء ثقافي و ذلك بفضل تنوع برامجها التي تجذب الشباب و الصغار من بين عشاق الفن السابع. و قد سمح تحديث التجهيزات و تركيب مقاعد جديدة مريحة للقائمين على هذا الفضاء الثقافي برفع عدد حصص العرض و ذلك حتى في فصل الصيف لتوفر القاعة على مكيفات هوائية. و أغلقت هذه المؤسسة الثقافية أبوابها سنة 2004 من أجل إعادة تهيئتها و تحديثها واستأنفت نشاطاتها بعد عام من ذلك حيث تم توفير ظروف استقبال أفضل بكثير . كما أنجزت أشغال تهيئة أخرى تسمح بتنظيم أنشطة إضافية مثل تجديد بهو الدخول الذي يحتضن بانتظام معارض للصور والرسم والكتب. و قد أعرب البعض من الجمهور المعتاد على التردد على "السينماتيك" عن سعادتهم بهذا التحديث ملاحظا أن متحف سينما وهران صمد بنجاح أمام عروض الفيديو التي اكتسحت تقريبا جميع قاعات العرض الخاصة بعاصمة الغرب الجزائري خلال عشرية التسعينيات. وعلى عكس قاعات السينما التي راهنت على أفلام "الاكشن" لم تضعف قاعة متحف السينما بوهران أمام مغريات التجارة المربحة وبقيت وفية لطابعها كمتحف للفن السابع الوطني والعالمي. و قد اثبت المستقبل أن هذه المؤسسة السينمائية كانت على حق في هذا الاختيار بما أن عدة قاعات للسينما اضطرت إلى وقف نشاطها عقب ظهور القنوات الفضائية و أجهزة "دي في دي" الرقمية. و هناك العديد ممن يولون اهتماما كبيرا بالفيلم من مقاس 35 مليمترا لأنه يعكس بالنسبة لهم "النوعية الأصلية للفيلم". و تتسع "سينماتيك" وهران التي تأسست في جوان 1965 بعد أشهر من "سينماتيك" الجزائر العاصمة ل 360 مقعد و تقع في شارع "العربي بن مهيدي" أحد من الشوارع الرئيسية لعاصمة غرب البلاد. و يتذكر كبار السن من المشاهدين مرور بهذه القاعة مخرجين مشهورين من مختلف القارات منهم المصريان "صلاح أبو سيف" و"يوسف شاهين" و الأمريكي "جوزيف لوزي" و الإيطالي "مايكل أنجلو أنطونيوني" و السينغالي "سامبان عصمان" و الكاميروني "جون ماري تينو" والأثيوبي"هايلي جيريما" واللبنانية "جوسلين صعب". و يحتفظ المدير السابق "لسينماتيك" وهران السيد الحاج بن صالح أيضا في ذاكرته بهؤلاء السينمائيين "المعجبين بنوعية الجمهور و النقاشات التي كانت تلي في بعض الأحيان العرض و تتواصل حتى وقت متأخر من الليل". كما استضافت في 1986 و بدعم من المجلس الشعبي الولائي لتلك الفترة أول مهرجان للأفلام القصيرة حيث تواصلت هذه التظاهرة في خمس طبعات". و احتضنت "سينماتيك" وهران أيضا أنشطة ناديين مهمين للسينما وهما العميد "سيني بوب" و الآخر بمبادرة من الجامعيين يسمى "أصدقاء الفن السابع" حيث أعطى كلاهما دفعا للتنشيط في صباح كل عطلة نهاية أسبوع. و كان متحف سينما وهران الوجهة المفضلة للعديد من السينمائيين لعرض أعمالهم لأول مرة على غرار "مسخرة" لالياس سالم و"انديجان" و "الخارج عن القانون "لرشيد بوشارب و"الساحة" لدحمان اوزيد ومؤخرا "كم تحبني'' لفاطمة الزهراء زعموم. ومن جانب أخر نجد المسؤول الحالي لسينماتيك وهران السيد عبد الغني زكري يحاول في كل مرة أن يقدم برنامجا لعشاق السينما حتى تبقى سينماتيك وهران تعيش على وقع الصورة و ذكر لنا السيد زكري في العديد من المرات أن تحديث المعدات سيسمح بمضاعفة حصص العروض المتبوعة بنقاشات والتظاهرات الموضوعية من أجل تلبية أفضل لتطلعات الجمهور لتبقى الأفلام الايطالية ذات وقع في وهران بجودة مخرجيها و مواضيعها الهادفة و هذا في اطار التبادل الثقافي و السينمائي بين البلدين .