ضبط المسرح الجهوي " عبد القادر علولة " بوهران برنامجه الخاص بالاحتفالات المخلدة للذكرى ال 60 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة ، وذلك حسبما أكده مدير المؤسسة السيد " عزري غوثي " ، حيث كشف في تصريح خاص للجمهورية عن أجندة النشاطات الفنية والمسرحية التي ستقام على مدار أسبوع كامل خلال الفترة الممتدة بين 30 أكتوبر و 6 نوفمبر المقبل، لتكون البداية بطبيعة الحال مع فضاء التكريمات الذي سيمس كل من المجاهدة الراحلة " وفية بالعربي" التي كانت تنشط ضمن الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني و الفنان القدير عميد الأغنية الوهرانية " أحمد وهبي " ، وذلك استذكارا لروح الفقيدين ووقوفا عند أهم أعمالهما الخالدة التي لازالت راسخة في الذاكرة الفنية لوهران و الجزائر ككل.. ملحمة " وفية " لعشاق الفن الرابع وفي هذا الصدد سطرت الهيئة المعنية بمناسبة الاحتفالات عرضين مسرحيين يميطان اللثام عن الثورة المباركة و التضحيات الجسام التي قدمها أبناء الجزائر من أجل تحقيق الاستقلال و تحرير البلاد من الاستدمار ، المسرحية الأولى هي ملحمة " وفية " الثورية التي كتبها " قدور بن خماسة " واقتبسها الكاتب المسرحي " بوزيان بن عاشور" ، ليخرجها على الركح " عبد القادر بلقايد" ، العمل المسرحي يعد من أهم الإنتاجات الفنية التي تألق بها مسرح وهران عام 2013 ، بدليل الجماهيرية الكبيرة التي حققها خلال عروضه الأولى ، ناهيك عن مشاركته المميزة في المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته الثامنة ، فقصة " وفية " المؤثرة ألهمت الكثير من الجزائريين و عكست بصدق معاناة المرأة الجزائرية أثناء فترة الاحتلال الفرنسي ، وكيف تعرضت لكل أنواع التعذيب الوحشي الذي أفقدها أنوثتها و سلبها روحها دون سابق إنذار ، فلم يكن أمامها خيار آخر سوى الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني و الوقوف إلى جنب المجاهدين لأجل محاربة المعمر الغاشم ومواجهة طغيانه وجبروته ، وإضافة إلى ملحمة " وفية " فقد تقرر أيضا عرض مونولوج " يحسن عونك يا بلادي" للمخرج و الممثل المسرحي " محمد ميهوبي " ، وهو عرض مونودرامي وطني يتحدث فيه الفنان عن الهوية الجزائرية و وواقع الشباب الجزائري .. أفلام سينمائية لتخليد مآثر الثورة و لأن الصورة لها دور كبير في إيصال صوت الثورة إلى الرأي العام العربي و الدولي ، فقد كشف محدثنا عن عدد الأفلام الثورية المبرمجة و التي ساهمت في الحفاظ على ذاكرة الشعب الجزائري ونقل بطولات وتضحيات مجاهديه إلى الجيل الجديد ، في مقدمتها فيلم " معركة الجزائر " للمخرج الايطالي " جيلو بونتيكورفو "، و هو العمل السينمائي الذي فاز بعدة جوائز عالمية على غرار جائزة " الأسد الذهبي " في مهرجان البندقية عام 1966، و جائزة " النقد " في مهرجان كان السينمائي في نفس السنة، كما أنه حصد ثلاثة أوسكارات سنتي "إخراج" إخراج وأفضل سيناريو، هذا إضافة إلى عرض أحداث الفيلم الثوري " الأفيون و العصا " للمخرج الجزائري" "أحمد راشدي" أحمد راشدي" الذي أنتج عام 1969، و يليه عرض أول فيلم ثوري للجزائر المستقلة الموسوم ب" السلم الوليد " للمخرج الفرنسي " جاك شاربي " عام 1964 ، مع العلم أن المخرج يعد من ألسباقين لمناصرة القضية الجزائرية و مساندة شعبها ، حيث كان عضوا فعالا في لأول فيلم للجزائر المستقلة ليس وليد الصدفة بل نتيجة منطقية لنضاله من أجل القضية الجزائرية كعضو في " شبكة جونسون" التي أسست لدعم جبهة التحرير الوطني، و لأنه كان من أبرز المكافحين و الرافضين للاستعمار تم توقيفه عام 1960 من طرف الجيش الفرنسي ، ليلجأ بعدها إلى تونس بعد فراره من السجن حيث حكم عليه غيابيا مدة 10 سنوات كاملة ، وبعد الاستقلال استقر بالجزائر العاصمة بعد الاستقلال ليقرر العودة إلى فرنسا عام 1966، توفي جاك شاربي عام 2006 مخلفا وراءه إرثا أدبيا و فنيا كبيرا فمن أهم مؤلفاته نذكر " الجزائر في السجن" ، " أبناء الجزائر" ، و كتاب آخر يضم أهم شهادات أعضاء شبكتي " "جونسون " و" كوريال" إضافة إلى أعمال سينمائية لا تزال تشكل العلامات البارزة في مسار هذه السينما الثورية الجزائرية... محاضرات تاريخية و أمسيات شعرية من جهة أخرى أكد مدير المؤسسة المسرحية بوهران السيد " غوثي " أن الشعر سيكون حاضرا هو الآخر في الاحتفالية المخلدة لثورة أول نوفمبر سواء تعلق الأمر بالشعر الفصيح أو الملحون ، حيث سيستمتع عشاق القصيدة بأجمل الأصوات الشعرية الجزائرية التي أخذت على عاتقها مسؤولية الكشف عن بطولات الثوار و جرائم الاستعمار ، من خلال أبيات متفاوتة في صيغها و مختلفة في أوزانها ، وفي هذا الصدد أوكلت إدارة المسرح مهمة اختيار الشعراء المشاركين على حد تصريح محدثنا إلى كل من فرع اتحاد الكتاب الجزائريين و الفنان المتعدد المواهب " بلاحة بن زيان " .. أما فيما يخص المحاضرات التاريخية المبرمجة ضمن الحدث فستكون بمشاركة ثلة هامة من الأساتذة و الدكاترة المختصين وكذا مجموعة من الباحثين في تاريخ الجزائر خلال الفترة الاستعمارية ، على غرار الأستاذ والكاتب " بوزيان بن عاشور" الذي سيقدم محاضرة بعنوان " المسرح الجزائري و الثورة "، إضافة إلى الأستاذ " نقاوي صالح " وعدد آخر من المشاركين الأكاديميين ، و إلى جانب ذلك سيتم تخصيص فضاء خاص بشهود العيان من المجاهدين الذين عايشوا الثورة الجزائرية المجيدة ، حيث سيروي هؤلاء على مسامع الحضور وقائع تاريخية حقيقية و أحداث دامية عاشوها خلال فترة الاستعمار ..مع العلم أن برنامج مسرح علولة ضم أيضا سهرات موسيقية وطنية تحييها فرقة النهضة من وهران و سيكون هناك أيضا معرضا للصور الفوتوغرافية حول ثورة التحرير بالتنسيق مع منظمة المجاهدين بوهران ...