بادرت مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو نهاية الاسبوع الفارط بالتنسيق مع المسرح الجهوي كاتب ياسين إلى تنظيم حفلا تكريميا على شرف ثلاثة فنانين معروفين رحلوا عنا و هم شريف خدام و عبد الرحمان بوقرموح و الفنانة الراحلة كلثوم. علمنا ان هذه التظاهرة جاءت إحياء لليوم الوطني للفنان. فعاليات الحفل جرت على مستوى دار الثقافة بحضور كوكبة من الفنانين المعروفين والذين تداولوا على المنصة لإعطاء شهادتهم عن السيدة كلثوم ومن بينهم السيدة وهيبة زكال ،الفنانة القديرة فتيحة بربر ،الإخوة سعيد ومحمد حلمي ،طاهر لميري وغيرهم ،وتعتبر الراحلة كلثوم والتي ولدت يوم 4افريل 1916 بضواحي البليدة من بين ابرز الممثلات الجزائريات و أشهرهن صاحبة المشوار الفني الخصب بالانجازات السينمائية و المسرحية المتميزة التي لاقت رواجا كبيرا،يصفها الكثيرون بعميدة الفن في الجزائر سيدة المسرح و السينما و التلفزيون، كانت أول امرأة عربية تمشي على البساط الأحمر في اكبر المهرجانات السينمائية العالمية عام 1967 في مهرجان كان السينمائي...و كانت أول امرأة عربية أيضا تقف في دار الأوبرا بباريس في الاربعنيات ،احترفت الفن منذ نعومة أظافرها ،فكان رصيدها 20فيلما و أكثر من 70 مسرحية أدت خلالها كل الأدوار بدقة و احترافية و مهنية.في عام 1935 عندما اكتشفها عميد المسرح الجزائري محي الدين باشطارزي و لم يبلغ سنها بعد العشرين ،رغم انغلاق المجتمع الجزائري الذي ظل إلى وقت قريب يرفض دخول المرأة إلى عالم الفن و رغم معارضة عائلتها...و مع انطلاق أوبرا الجزائر في عام1947 أسندت الأدوار الأساسية إليها.و قامت بعدها بجولات في أوروبا قدمت فيها عروضا.إنها ليست فقط مجرد اسم ساطع في سماء الفن ،إنما هي أيضا مجاهدة و ثورية دوخت الاستعمار الفرنسي حيث و مع اندلاع حرب التحرير في الجزائر في نوفمبر 1954 ،انحازت إلى جبهة التحرير الوطني ،لتعود بعد الاستقلال إلى العمل المسرحي محملة بالتجربة و العطاء الذي لم ينضب ،رفقة أهم الأسماء الفنية الجزائرية آنذاك،مثل مصطفى كاتب ،علال محب ،حاج عمر،نورية و رويشد الذي شكلت معه ثنائيا فنيا رائعا ،تعزز في مسرحية"حسان طيرو"،التي اخرجها مصطفى كاتب وايضا مسرحية"بندقيات الأم كالا" للألماني برخت،مسرحية "وردة حمراء لأجلي" من إخراج علال محب،"السلطان المحرج"لتوفيق الحكيم التي أخرجها عبد القادر علولة،مسرحية"الريح"لمولود معمري و إخراج جان ماري بيغلير.و لتطرق أبواب العالمية من خلال مشاركتها في الفيلم الفرنسي الألماني"الباب السابع لسفابولبا" لتقف كلثوم على أهم المسارح العربية و الأوروبية مع عرابها بشطارزي،بما في ذلك وقوفها أمام 20ألف متفرج بحديقة البير الأول بباريس.كلثوم التي شهد لها المخرج لخضر حمينة بالجهود التي بذلتها في دورها الشهير في فيلم"وقائع سنين الجمر" حيث توج بالسعفة الذهبية في مهرجان كان ،كما كان لها دور بارز في نجاح الفيلم الآخر لحامنية "ريح الاوراس" توج بجائزة أحسن عمل في الطبعة العشرين عام 1967.شاركت فى عدة أعمال فنية منها "حسن طيرو"للمخرج محمد الاخظر حمينة عام 1968، حسن طاكسي" لسليم رياض،"حسن نية" لغوثي بن ددوش وغيرها .توفيت يوم 11نوفمبر 2010 بالعاصمة عن عمر يناهز 94 سنة بعد معاناة مع المرض تاركة ابنا واحدا و الكثير من أعمالها التي أسست للسينما و المسرح و للتلفزيون الجزائري