لم يعد خافياً على أحد أن التعليم هو أساس نجاح التطور في المجتمعات كلها،وبقدر ما يكون العنصر البشري مؤهلاً تكون النتائج عى أرض الواقع متوافقة مع الخطط لتحقيق التنمية الشاملة لذلك يعد الاستثمار في التعليم قضية وطنية هامة جندت لها الدولة كل الامكانات اللازمة للنهوض بها و ما المرسوم الذي اقره السيد رئيس الجمهورية في 23جانفي 2007 لدعم استراتيجية محو الامية و تعليم الكبار الا دليل على ذلك الوعي الذي اضحت تحظى بها الدولة في هذا الجانب . الى ذلك استطاعت ملحقة محو الامية وتعليم الكبار بولاية البيض تحقيق قفزة نوعية معتبرة في مجال محاربة الجهل و الامية لدى فئات واسعة من المجتمع البيضي و بالاخص النساء و الرجال من كبار السن و ذلك منذ تاريخ انشائها سنة 2004 الى غاية يومنا هذا . الامر كشفت عنه مديرة الملحقة بولاية البيض على هامش اعطاء انطلاق الموسم الدراسي 2010-2011 . و تحصي ولاية البيض 3034 متمدرس موزعين على ثلاث مستويات يتابعون دروسهم ب 63 هيكل منتشرة على مستوى بلديات الولاية ال 22 _ وتؤكد الأرقام التي قدمتها مديرة الملحقة أن هناك إقبالا كبيراوارتفاعا محسوسا في عدد المسجلين مقارنة بالسنوات الماضية، خاصة من فئةالنساء حيث نسبة المسجلين سنة 2004 كانت تبلغ 1608 متمدرس بنسبة أمية بلغت وقتها 38.34 بالمائة لتنخفض الموسم الدراسي الماضي الى 30.2 بالمائة باحصاء 3034 متمدرس، كما أن عدد المتخرجين من الملحقة بلغ لحد الساعة 1149 متمدرس استطاعوا الحصول على شهادة التعليم القاعدي التي تمكنهم من الاندماج سواء في الحياة المهنية او الالتحاق بمقاعد الدراسة بالنسبة للذين يتوفر فيهم عامل السن و تعود أسباب انتشار الامية بالولاية بالدرجة الأولى إلى رفض العديد من الأسر تعليم الفتاة خاصة في بعض المناطق الريفية والمعزولة، ويضاف إلى هذا عامل الفقر الذي يحرم أبناء المناطق المعزولة التنقل إلى المدارس يوميا. الارقام التي حققتها الملحقة جعلت ولاية البيض تحق المرتبة الخامسة على المستوى الوطني من حيث عدد المسجلين كل عام و من حيث عدد الاميين الذي هو في انخفاض مستمر . نشاط الملحقة لم يقتصر على التدريس بل شمل ايضا انشاء ورشات للخياطة و الطرز للمتعلمات من أجل دمجهن في الحياة العملية و إعطائهن حرفا اضافية تزيد من ارتباطهن بالملحقة .وأضافت المتحدثة أن غالبية المتمدرسين من فئة الإناث تتراوح أعمارهم ما بين من 15 سنة إلى 55 سنة، ويمثلون نسبة تقارب 80 بالمئة من العدد الإجمالي للمسجلين_ للاشارة و حسب المتحدثة تهدف الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية التي سطرتها الدولة الجزائرية الى تقليص فئة الأميين في بلادنا في آفاق 2012 إلى نسبة 50 بالمئة والقضاء عليها تماما في آفاق ,2016 وفي ذلك تم مؤخرا تدعيم عدد إضافي من المدرسين يصل إلى 428 معلما، إضافة إلى توفير الإمكانيات ومختلف الوسائل_من جانب اشارت مديرية الملحقة الى ان مرتبات معلمي اقسام محمو الامية بولاية البيض على غرار باقي معلمي الملحقة على مستوى الوطن سيتم دفعها هذا الشهر بعد التوصيات الهامة و الحازمة التي قدمها السيد وزير التربية للقائمين على القطاع , ما سيساهم حسبها في تشجيع فئة المعلمين على الاندماج اكثر في البرنامج و السعي لتجسيده بكل شجاعة و اخلاص هذا دون ان لا تنسى التنويه بروح المسؤولية التي يتحلى بها المعلمون الذين التحقوا بمناصبهم رغم انهم لم يتقاضوا مراتباتهم منذ أكثر من سنة .