إذا كانت بعض الدول الأوربية قد اعترفت بدولة فلسطين قبل انضمامها إلى الاتحاد الأوربي كما هو الشأن بالنسبة لرومانيا و المجر و بولونيا و التشيك و مالطا و قبرص و بلغاريا فإنّ السويد أول دولة اعترفت بالدولة الفلسطينية و هي عضو في ذات الاتحاد رغم التحذيرات التي تلقتها من الأعضاء خاصة ألمانيا و بعدها حكومة الكيان الصهيوني التي يتزعمها بن يامين نتنياهو. و كانت تل أبيب قد استدعت سفيرها لدى ستوكهولم يتساك باخمان الذي قدم شروحا لم تخرج عن نطاق تلك التي أكدتها وزيرة الخارجية السويدية مارغو فاليتروم التي أكدت من خلالها أنه آن الأوان من جل اتخاذ خطوة كهذه ليقرر الشعب الفلسطيني مصيره في كنف دولة توفرت لديها عناصر قيامها و هي الأرض و الشعب و الحكومة و رغم أنّها لا تملك حدودا . و كانت دول الاتحاد قد توافقت منذ مدة في الاعتراف بدولة فلسطين و تركت الحرية لأعضائها خاصة أن الاتحاد كان قد قرر منذ 2008 أنه سيعترف لاحقا بالدولة الفلسطينية و تقول السويد أن هذا الموعد قد جاء. و أضافت السويد أنه لابد من ترسيم الحدود بين فلسطين و اسرائيل و تمنت ستوكهولم أن تدل هذه الخطوة الآخرين على الطريق في إشارة إلى دول الاتحاد خاصة بريطانيا التي أنشأت الكيان الصهيوني و منحته أرض فلسطين و أيضا فرنسا التي تتأرجح مواقفها تبعا للحزب الذي يتسلم السلطة . و لا يزال الكيان الصهيوني يلعب ورقة تخويف العالم من الدولة الفلسطينية بتخويفه من أن الاعتراف بها هو اعتراف بحماس " الارهابية " فقد قال وزير الخارجية افيدغور ليبرمان " أن خطوة السويد مؤسفة و لا تساعد على حل النزاع بين الفلسطينيين و الاسرائيليين " و تكون السويد الدولة 135 التي تعترف بدولة فلسطين و أكدت قنصلها العام في تل أبيب أنسو في نيلسون أن خطوة مثل هذه إنما تعزز مسار السلام في المنطقة و تساعد على حل الدولتين . و معلوم أنّ السويد كانت قد رعت اتفاقية أوسلو (النرويج) بين فلسطين و اسرائيل و التي أفضت إلى التوقيع على اتفاق سلام ( اعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي ) رعته الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1993 . و قد تبع الاعتراف السويد المسبوق بالدولة الفلسطينية كثير من الأسئلة حول الاسباب التي اختصرتها وزارة الخارجية في التوصل إلى سلام بين الطرفين من أجل اغلاق ملف نزاع قديم قائم بشكل من الأشكال على المعتقد الديني الذي لا يجب أن يكون عائقا في العيش جنبا إلى جنب و تفضي إلى تنوع ثقافي قائم على الاحترام . و أيضا التوصل مع الفلسطينيين و الاسرائيليين خاصة لدى الشباب إلى أن الأمل في الحل موجود و ابعادهم قدر المستطاع عن دائرة العنف الذي تلده الحروب و بالتالي قد يعتقدون أن ه في هذه الحالة لا يوجد بديل للعنف . و في رد فعل الدول التي تؤمن بإمكانية الحل بين الطرفين لم تستغرب الخطوة السويدية حيث كانت ستوكهولم قد اعترفت سابقا بكرواتيا في 92 و كوسوفو في 2008 و لا تريد هذه الدولة الاسكندينافية التوقف هنا بل ستسعى إلى تقريب اسرائيل من وجهة نظرها و جر الطرفين من أجل العودة إلى مفاوضات السلام المتوقفة بفعل التعنت الاسرائيلي و حربه الضروس على الفلسطينيين و مساعدة فلسطين في التطور و التنمية على جميع الأصعدة .