بالرغم من أن الأرقام المستقاة من لدن الجهات الأمنية المختلفة تؤكد انخفاض معدل الجريمة والاعتداءات على الأشخاص والممتلكات هذه السنة بفضل الإجراءات الوقائية التي مكنت ذات المصالح الأمنية من تضييق الخناق على نشاط الخارجين عن القانون إلا أن جرائم القتل والتصفيات الجسدية بدافع الانتقام أو السرقة لم تسقط من أجندة القضايا المعالجة من قبل الشرطة والدرك . وهران وعلى غرار كبريات المدن الجزائرية كالعاصمة و عنابة لم تمر عليها سنة 2014 مرور الكرام بالرغم من أن بداية العام كانت تبشر بالطمأنينة إن صح التعبير حيث لم تسجل إلى غاية نهاية شهر أوت أي جريمة قتل باستثناء عمليات السرقة المتبوعة بالاعتداء حتى وإن كان ذلك عنيفا في كثير من الحالات. ***[ السرقة الباعث الأبرز ] سجلت عاصمة الغرب في الخمسة أشهر الأخيرة من العام الجاري ثماني جرائم قتل بشعة كانت مدينة وهران قد شهدت أغلبها إلى جانب بلدية بوسفر الساحلية ذهب ضحيتها شباب في مقتبل العمر حيث لا يتعدى سن أكبرهم العقد الثالث وكان الدافع الأبرز لارتكاب مثل هذه الأفعال التي يعاقب عليها القانون هو السرقة كما حصل في بحي "ميشلي" بوسط المدينة حيث سرق القاتل بعد ارتكاب جريمته سيارة الضحية من نوع '' إيفوك '' التي يتعدى سعرها في السوق 450 مليون سنتيم نفس المبرر دفع المتورط في قتل شاب بمنزل بحي عبد المؤمن حيث قيل أن الضحية سرق منه مبلغ مالي يتعدى 10 ملايين سنتيم كان بحوزته ساعة ارتكاب الجريمة ضده . كما كان السبب نفسه هو الذي جعل الجناة يقررون تصفية شاب كان يعتني بدواجنه بإحدى المستودعات الواقعة على تراب بلدية بوسفر الساحلية ويتركونه يسبح في بركة من الدم . ***[ إزهاق أرواح لأسباب تافهة ] حتى وإن كانت السرقة ليست دافعا مبررا لارتكاب جرائم القتل ولن يستفيد الجناة من ظروف التخفيف بسبب توافرها إلا أننا قد نرى ذلك سببا للقيام مثل هذه السلوكات الخارجة عن القانون . لكن من غير المعقول أن نهضم تلك الأسباب التافهة التي تجعل الأشخاص يقتلون , من المؤسف حقا تلك الشجارات التي بين الأشقاء التي تنتهي بالتصفيات الجسدية بطريقة يندى لها الجبين . لعل أبرز هذه الجرائم تلك التي وقعت عشية عيد الأضحى المبارك بحي قمبيطا حيث أقد م شخص على قتل آخر عقب شجار بدأ لفظيا وانتهى بالضرب والجرح العمدي المؤدي إلى الوفاة الى هنا الأمر قد يكون عاديا لكن من غير المعقول أن يكون سبب الجريمة تافه كيف لا وهو متعلق بطريقة ركن السيارة حيث أصيب الجاني بهستيريا جعلته ينقض على الضحية ويشبعه ضربا مبرحا دون استعمال أي آلة حادة بل بركلات عنيفة على مستوى الصدر كانت كافية بجعل الضحية يسقط أرضا جثة هامدة. كما سجل في نفس اليوم جريمة أخرى بشعة تختلف عن الأولى في كون الأطراف من عائلة واحدة حيث كان حي الألفية بوهران شرق مسرحا لهذه الجريمة النكراء التي هزت التجمع السكني الجديد إذ أقدم شخص على قتل شقيقه إثر خلاف عائلي تطورت حدته إلى درجة التصفية الجسدية والمؤسف حقا هو ارتكاب الجاني لجريمته أمام أفراد عائلة شقيقه الضحية بل لم يكتف بفعلته وذهب إلى طعن الأم أمام أبنائها لحسن الحظ تم إنقاذها من الموت المحقق عقب تحويلها إلى مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية و أمام هول الجريمة قام الجاني بمحاولة الانتحار بتمرير سكينه على رقبته لكنه لم يتمكن من وضع حد لحياته فتم إنقاذه هو الآخر من الموت بعد وصوله إلى الاستعجالات فور إخطار مصالح الأمن والإسعاف بالجريمة من قبل الجيران. ***[4 ضحايا في مأساة واحدة ] وتعد جريمة القتل التي راح ضحيتها الشاب خير الدين بمسكنه بحي "ميشلي" بوسط مدينة وهران من أبشع الجرائم التي ارتكبت خلال هذه السنة خاصة أنها انتهت بوفاة شيخ وزوجته و حفيدهما الذي لم يتجاوز 18 شهرا حيث قام الجاني والذي تعرف على الضحية عن طريق "الفايس بوك" وأصبحا صديقان حميمين بطعن صاحبه عدة طعنات على مستوى الظهر ولم يكتف بذلك وراح يضرم النار في جسده لمحو أثار الجريمة وفر هاربا بعدما سرق مفاتيح سيارة الضحية من نوع '' إيفوك '' ولما وصلت ألسنة النار إلى قنوات الغاز الطبيعي دوّ انفجار عنيف بالطابق الأول من العمارة التي كانت مسرحا للجريمة وذلك في حدود الرابعة صباحا وأدى الحادث إلى سقوط الجدار الفاصل بين منزل الضحية وجاره على شيخ وعجوز و حفيدهما علما أن الضحيتين كانا في ضيافة ابنتهما بوهران علما أن الجاني تم توقيفه بمستشفى أول نوفمبر بعدما قصده للعلاج من حروق بليغة أصيب بها خلال تنفيذه للعملية الإجرامية . **[ من الحب ما قتل ] ولا يمكن في خضم الحديث عن الجرائم البشعة المقترفة بوهران خلال العام الجاري أن نغفل عن ما وقع بحي "بلانتير" حيث قام شاب معتاد الإجرام على قتل فتاة عندما كانت تهم بدخول منزلها العائلي بتوجيه عدة طعنات خنجر كانت كفيلة لتضع حدا لحياتها والغريب في الأمر أن الجريمة البشعة لم تكن بدافع السرقة أو التصفية الجسدية و إنما انتقاما من رفض عائلتها تزويجها له و باستثناء هذه الجريمة التي وقعت في الشارع جل الجرائم المسجلة خلال السنة سجلت داخل المنازل كون الجناة والضحايا تربطهم علاقات صداقة أو قرابة أو مصاهرة . ****باستثناء المحاولة الفاشلة لتحويل الرضيع 'ليث' بقسنطينة ***البراءة تفلت من بطش الأيادي المجرمة لم تخلو سنة 2014 على غرار السنوات السابقة من تسجيل عدة جرائم في حق المواطنين من مختلف الفئات العمرية من سرقة وقتل واختطاف و اغتصاب وكذا المتاجرة بالسموم و الأكيد أن الأرقام التي بحوزة الجهات الأمنية تؤكد تنامي الجريمة وتطورها بالمجتمع و التي يتففن الخارجون عن القانون في ارتكابها رغم المجهوذات الكبيرة التي تبذلها عناصر الأمن من شرطة ودرك لدحض المجرمين وإحباط عملياتهم الإجرامية . و الأكيد أن هذه السنة تختلف إيجابا عن باقي السنوات لاسيما 2013 و 2012 خاصة في القضايا المتعلقة باختطاف الرضع والأطفال حيث لم تسجل اي حادثة اختطاف أطفال حجم المأساة التي خلفتها عمليات مماثلة سجلت في السنتين الماضيتين بكبريات المدن الجزائرية لاسيما الجزائر العاصمة و قسنطينةووهران و تيزي وزو باستثناء حالتين تتعلق بمحاولة فاشلة لاختطاف الرضيع ليث محفوظ من مصلحة التوليد بقسنطينة أواخر شهر ماي المنصرم وكذا محاولة تزوير شهادة ميلاد لرضيع ولد خارج مستشفى بن زرجب بوهران بعدما تم إدخاله إلى مصلحة التوليد لغرض استخراج تقرير عن ميلاده بالمصلحة. وقد دفعت حادثة اختفاء ليث من مصلحة التوليد بقسنطينة بوزير الصحة إلى مطالبة مدراء المؤسسات الإستشفائية عبر الوطن بنصب كاميرات مراقبة على مستوى مصالح الولادة لوضع حد للمتاجرين بالرضع فبمستشفى وهران على سبيل المثال قامت مباشرة الإدارة بوضع 8 كاميرات مراقبة بمصلحة أمراض النساء والتوليد حيث وزعتها بعدة نقاط مهمة كمدخل المصلحة وأروقتها وكذا غرف تواجد حديثي الولادة وبالتالي لا يمكن أن يفلت الجناة من عدسة الكاميرات إذا ما حاولوا اختطاف الرضع بهذه المصلحة. ***[العقوبات الردعية تؤتي أكلها] ودفعت تنامي ظاهرة الاختطاف إلى تحرك الشارع ومطالبته السلطات العليا بضرورة تنفيذ القصاص ضد هؤلاء المجرمين الذين نكلوا بجثث الأطفال الأبرياء و أمام الحراك الشعبي وتفاعل المجتمع المدني عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مع حملات التنديد و التحسيس التي عقبت هذه العمليات الإجرامية خاصة مع اكتشاف الجثث المنكل بها أقرّت الجهات الوصية بتعديلات في قانون العقوبات في نصوصه المتعلقة بمعاقبة المختطفين بتشديد العقوبات من خلال الحكم على الجناة بالمؤبد والإعدام وعدم استفادتهم من اظروف التخفيف. للتذكير تعتبر جريمة الاختطاف من أبشع الجرائم التي تمس حرية الفرد وحقوقه،والمادة 291 من قانون العقوبات كانت تنص ''بعقوبة السجن المؤقت من 5 إلى 10 سنوات لكل من اختطف أو حجز أي شخص بدون ترخيص من السلطات المختصة، وتطبق العقوبة على من أعار المسكن لحجز فيه ذاك الشخص، وإذا استمر الحجز أو الخطف أكثر من شهر فتكون العقوبة من 10 إلى 20 سنة وشددت المادة 293 من قانون العقوبات أن تصل العقوبة إلى الإعدام، إذا ما وقع أي تعذيب بدني على الشخص المختطف '' ***[الخلافات العائلية والشذوذ أهم أسباب افتراس الطفولة] وحسب المختصين في علمي والنفس والاجتماع فإن ظاهرة اختطاف الأطفال تعرف منذ سنة 2000 تناميا خطيرا بالمجتمع الجزائري يستدعي دق ناقوس الخطر لاسيما عندما يكون مصير هذه البراءة الموت وبأي شكل ...اغتصاب وتنكيل بالجثث بدون أي رحمة ولا شفقة . ويقول هؤلاء المختصون أن العمليات الإجرامية هذه تكون غالبا لأسباب عديدة أبرزها الدافع الانتقامي وذلك نتيجة نزاع بين طرفين و هنا الثأر يكون بالاختطاف ، ومن الأمثلة التي سجلت مؤخرا أن أطراف النزاع تربطهم صلة قرابة . إلى جانب ذلك يكون سبب الاختطاف في كثير من الأحيان الدافع الجنسي حيث تم العثور على جُثث أغلب المعتدى عليهم جنسيا أو مشوهة، حتى لا يُتمكن من التعرّف على الفاعل، الذي غالبا ما يكون قريبا أو جارا أو مجنونا و قد يكون الدافع الثالث للاختطاف ماديا وهناك حالات قليلة سجلت في بداية بروز هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة بالمجتمع الجزائري من خلال مطالبة المختطفين أهل الأطفال الضحايا دفع فدية. وهناك فرضية أخرى يتحدث عنها الشارع لكن المصالح الأمنية نفتها جملة وتفصيلة وهي أن يكون الاختطاف بهدف المتاجرة بأعضائهم البشرية لأغراض طبية أو لممارسة طقوس الشعوذة. ***[ياسر ، سندس و شيماء.. أسماء محفورة في الذاكرة] وحسب العارفين بخبايا ملف اختطاف الأطفال فإن سنة 2013 هي أبشع سنة بحكم أنها شهدت أعلى نسبة وأكثر الحالات التي راح ضحيتها أطفال أبرياء...ياسر سندس و شيماء. ضحايا أبشع جرائم الاختطاف والقتل خلال ذات السنة فبراءة الطفلة شيماء ذات الثماني سنوات لم تشفع لها أمام الجاني الذي نكّل بجثتها ورماها بعد ذلك بمقبرة الحي أين عثر عبيها بعدما تعاطف الشارع الجزائري مع قضيتها قضية مماثلة في البشاعة حرك الشارع الجزائري سنة 2008 تتعلق بمأساة الطّفل ياسر جنحي، الذي خطفه جاره صاحب 27 سنة واقتاده إلى مسكنه المجاور، حيث اعتدى عليه جنسيًا وذبحه ثلاث مرّات. وبعدها قام بإلباس الضحية ثيابه وغطّى عنقه بوشاح كان الضحية يضعه يوم الحادث وبعدما قام بالتخلّص من دم الضّحية في المرحاض أخرج الجثة إلى رواق العمارة وتعد ولايات تيزي وزو و وهران و الجزائر العاصمة و قسنطينة و بومرداس وبجاية ومستغانم وباتنة من أبرز المناطق التي عرفت تنامي ظاهرة الاختطاف بها منذ سنة 2000 حسب إحصائيات المصالح المعنية في وقت يبقى فيه وعى المواطن بأهمية التبليغ عن حالة الاختطاف ضروريا كون العزوف عن إخطار مصالح الأمن بمثل هذه الجرائم تزيد من تفاقمها وهي التي تنتهي في كثير من الأحيان والتي تنتهي غالبا هذه الجريمة بأبشع صور القتل والتنكيل