غابت عملتا "الأورو" و "الدولار" عن السوق الموازية هذه الأيام، وذلك تعمدا من قبل تجار هاتين القيمتين الماليتين الذين امتنعوا عن بيعهما ترقبا للارتفاع الذي ستعرفه سوق "الأورو" و "الدولار" خلال الفترات القليلة المقبلة، علما أنّ أسعار شراء 100 أورو بلغت يوم أمس في السوق الموازية 16 ألف دينار جزائري، أما عن ثمن البيع فقد بلغ 15.850 دينار مقابل 100 أورو، علما أن أسعار هذه العملة بلغت يوم السبت الفارط، 15 ألف و900 دينار جزائري بالنسبة لشراء قيمة 100 أورو، أما عن ثمن البيع فقد وصل إلى 15 ألف و700 دينار جزائري بالنسبة ل 100 أورو كذلك، وفي الجهة المقابلة عرفت أسعار "الدولار" هي الأخرى ارتفاعا فاحشا إذ بلغت قيمة شراء100 دولار يوم أمس 13.600 دينار جزائري، أما عن ثمن بيع 100 دولار، فقد وصل إلى 13.500 دينار جزائري، فيما قدر ثمنها بداية الأسبوع الجاري ب 100 دولار في السوق الموازية مقابل 10آلاف و 350 دينار جزائري بالنسبة للشراء، أما عن ثمن البيع فبلغ 10 آلاف و200 دينار جزائري. وما يجدر العلم به أنّ الفرق بين "الأورو" و"الدولار"، في فترة الإرتفاع أنّ الأوّل يشهد تذبذبا من حيث الارتفاع والانخفاض خلال فترة قصيرة، أما بالنسبة للدولار فإنّه يبقى على هذه الحالة ويستقر عليها إلى غاية مرور شهرين أو ثلاث. وفي ذات السياق يجدر التذكير أنّ جريدة "الجمهورية" قد سبق وأن طرحت انشغالها المتعلق بانخفاض أسعار البترول في الوقت الذي تشهد فيه أسعار قيمتا "الدولار" و"الأورو" على الخبير الاقتصادي "عبد الرّحمن مبتول" الذي أكدّ أنّ لا علاقة بين ارتفاع أو انخفاض أسعار عملتي الأورو والدولار مع أسعار البترول، إلاّ ما يتعلق بنسبة ضئيلة جدا تتراوح قيمتها ما بين 10% و15%، ما يعني أنّ 85% من الأسباب لا علاقة لها بالنفط، مبرزا في الشأن ذاته أنّ الأسباب الحقيقية وراء انهيار أسعار البترول تتمثل في الأهداف الجيوسياسية التي أضحت تلعب دورا ليس خفيا فيما يحدث، والمراد من خلالها تحطيم دولة "روسيا"، حيث تحاول الولاياتالمتحدةالأمريكية و حلفاؤها من كبار المنتجين للنفط، إسقاط روسيا و إيران و فنزويلا و الضغط عليها بطرق مختلفة. مبرزا في ذات الإطار أنّ هنالك سببا آخر وراء انخفاض أسعار النفط والمتمثل في تراجع الاستهلاك الطاقوي هناك، بالإضافة إلى شروع الدول المستهلكة بما فيها أمريكا في تطوير الطاقات المتجددة و الغاز و النفط الصخري و هو ما أدى إلى انخفاض محسوس في استهلاك البترول. فيما تعتبر كلّ من الدول المنتجة للنفط الممثلة في كل من روسيا والعراق وإيران، بالإضافة إلى فنزويلا، وحتى الجزائر الأكثر تأثرا بهذا الانخفاض المفاجئ الذي تشهده أسعار البترول، موضحا بأنّ هذه الدول ليس لديها اقتصاد متنوّع و إنما تعتمد في اقتصادها على الذهب الأسود فقط.