أصبحت المحلات الواقعة في الطوابق الأرضية للعمارات القديمة التي رحل سكانها في إطار برنامج إعادة إسكان قاطني الأحياء الهشة بوسط المدينة ،مصدرا للخطر يهدد زبائنها وملاكها على حد سواء ، فيما تعيق هذه المحلات التجارية سير عملية الهدم التي كان من المقرر أن تشمل كل العمارات والمباني الهشة الواقعة بأحياء وسط مدينة وهران و التي شملتها عملية إعادة الإسكان التي انطلقت قبل أشهر وحسب مصدر رسمي من ديوان الترقية والتسيير العقاري يرفض التجار الواقعة محلاتهم أسفل العمارات المعنية بالهدم مغادرة المكان إلى موقع آخر قصد استكمال عمليات إخلاء المبانى كليا قبل هدمها بصفة نهائية ، واسترجاع أرضيتها قصد استغلالها فيما بعد في مشاريع عمومية و تواجه مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري صعوبات كبيرة في استكمال هذه العملية التي تعثرت على مستوى كل من حي مديوني والحمري وخاصة الدرب وأمام رفض التجار مغادرة الموقع ، اضطرت مصالح الاوبيجي لهدم الأجزاء المشتركة داخل المباني المعنية ، لمنع تسلل الغرباء إليها واتخاذها أوكارا لظواهر معروفة بالمباني المرحل سكانها حيث عادة ما كان يقتحمها المنحرفون ويسيطرون عليها ويشرعون في بيع الشقق المتواجدة هنالك بمبالغ رمزية للعائلات التي تعاني بشدة من مشكل السكن ،غالبا ما تطالب فيما بعد من السلطات المحلية ترحيلها مجددا ، حيث كانت المصالح المذكورة فيما سبق تغلق المدخل الرئيسي للمبنى المرحل وتسده بسور إلا أن هذه الطريقة أثبتت فشلها حيث غالبا ما يتم هدمه ليلا من قبل غرباء يقتحمون الشقق ويفرضون الأمر الواقع بعدها لكن مصالح الاوبيجي اتخذت إجراءات من شانها عدم تكرار الأخطاء السابقة ، إذ تباشر ذات المصالح مباشرة عقب الترحيل عملية هدم السلالم المؤدية إلى الطوابق العليا لجعل المبنى غير صالح للسكن تماما قبل أن يتم هدمه جزئيا إلا أن رفض التجار لمغادرة العمارات المذكورة جعل العملية مهددة بالفشل
ولا تزال العملية جارية حسب خلية الإعلام والاتصال لدى ديوان الترقية والتسيير العقاري "اوبيجي " إلى حد الساعة لكن تبقى المحلات المتواجدة في الطوابق الأرضية على مستوى 16 عمارة تقع بكل من الحمري ومديوني والدرب تعطل سير إجراءات استرجاع العقار لصالح أملاك الدولة . ويخاطر التجار بأنفسهم وزبائنهم برفضهم لإخلاء المحلات وقبول التعويض عنها في أماكن أخرى بالموت تحت أنقاض المبانى التي قد تتهاوى فوق رؤوسهم في أية لحظة رغم أنهم يعلمون أن المبنى الذي فوق رؤوسهم هش وسكانه تم ترحيلهم بسبب خطر انهياره وهو الوضع الذي يستدعي توعيتهم وتحسيسهم بأهمية القبول بالأمر الواقع و الرحيل من هنالك وتقبل عروض التعويض في أحياء أخرى جديدة تتوفر فيها حركية تجارية عكس ما يتخوفون منه من كساد تجارتهم وفقدان الزبائن قبل وقوع الكارثة حسب ما أكده لنا احد التجار الذين يرفضون الرحيل مخافة كساد تجارته وفقدان الزبائن في حالة ترحيلهم إلى مناطق أخرى خصوصا وان محلاتهم تقع في قلب المدينة وتتمتع بشهرة كبيرة جعلتهم يخاطرون بالبقاء هنالك وبسب هذا الإشكال تم هدم 9 عمارات فقط ، بشكل كلي وتم استرجاع عقاراتها بوسط المدينة في الوقت الذي انطلقت العملية على مستوى 8 عمارات بينما تنتظر 34 عمارة أن تشملها العملية المذكورة بعد أن تم الإخلاء وينتظر أن يتم إخلاء عمارات أخرى تندرج ضمن برامج الولاية لإعادة إسكان قاطني العمارات الهشة وتبرز أهمية هذه الوعاءات العقارية بحكم تواجدها في قلب المدينة ومن الممكن استغلالها في مشاريع هامة أو لإنشاء فروع لإدارات عمومية غير أن التجار الواقعة محلاتهم أسفل هذه العمارات يشكلون عائقا كبيرا للعملية مما يفرض إيجاد حل لهذا الإشكال