تحولت السدود و الأودية بتسمسيلت، إلى محطات للاستجمام و الترفيه لدى شباب المنطقة بما فيهم أطفالها ,أماكن يلجؤون إليها هروبا من لفحات الشمس الحارقة والحرارة القاتلة التي ألهبت أجسادهم نظرا لغياب مراكز للترفيه ما يجبر الفقراء منهم التوجه إلى مستنقعات الموت لقضاء يوم من المتعة والإثارة .بعدما أقفلت في وجوههم فرصة الذهاب إلى الشواطئ جراء ارتفاع أسعار تذاكر النقل والتي تفوق 400 دج للشخص الواحد حيث تكثر مظاهر الاستغلال التي يمتهنها أصحاب المركبات في كل موسم اصطياف للربح السريع حيث يجبر الشباب إلى الانصياع لمطالبهم من أجل قضاء يوم مريح بإحدى الشواطئ القريبة بولاية الشلف، ومع هذا هناك الكثير ممن تثقلهم تكلفة الرحلة فيفضلون إطفاء لهيب الحر بمياه سدود والحواجز المائية كسد سيدي عبدون الواقع بين بلدية ثنية الحد و بلدية سيدي بوتشنت والذي حصد الكثير من الأرواح نظرا لانعدام المراقبة واللامبالاة من قبل حراس السد ، ومازال الحال على ماهو عليه رغم حملات التحسيسية من أخطار تلك الأماكن ولكن الحرارة الصيف أذهبت العقول وكسرت الخوف من الهلاك في ظل السكوت المحلى لحل المشكل بتوفير أماكن الاستجمام لحماية أرواح العشرات من حالات الغرق بالبرك المائية والسدود، والتي راح ضحيتها شباب كانوا يبحثون على القليل من المتعة في ظل غياب المسابح البلدية، فسد كدية الرصفة وحده يسجل في كل صائفة ما لا يقل عن 3 غرقى، دون الحديث عن الحالات التي يتم إسعافها في الوقت اللازم وكذلك الحال بالنسبة لسدي بوقارة وميغلة، والقائمة طويلة، ورغم كل هذه الخسائر البشرية إلا أن السلطات المحلية وكذا الولائية، لم تكلف نفسها عناء بناء مسابح لهؤلاء الشباب تساعد في ذلك على التقليل من نسبة الغرق بمثل هذه الحواجز المائية، خصوصا وأن مثل هذه المرافق أصبحت أكثر من ضرورة في ظل غياب وسائل الترفيه الأخرى، فدور الشباب المتنفس الوحيد لشباب البلديات هي بمثابة هياكل بدون روح، وفضاءات الإنترنت حتى وإن وجدت فالشبكة تبقى ولعدة أسابيع غير موجودة، وحتى الملاعب البلدية فهي ليست في متناول الجميع ،مما يؤدي بالكثير من شباب البلديات النائية كالمعاصم وعماري، وسلمانة والعيون وبني شعيب، إلى كراء سيارات النقل الجماعي كل نهاية أسبوع والتوجه إلى شواطئ البحر، علهم يجدون قليلا من المتعة، ليعودوا أدراجهم في المساء آملين في أن يمر الأسبوع كلمح البصر ليعاودوا الكرة مرة أخرى، ويبقى جل شباب تيسمسيلت محروم من لذة البحر، وحتى من المسابح.