طلبة جامعيون و تلاميذ يقبلون على الأدوية المقوية و مشروبات الطاقة لمواجهة ضغط الامتحانات يتهافت العديد من التلاميذ بمختلف الأطوار الدراسية و كذا الطلبة الجامعيين على استهلاك الأدوية المنشطة و مشروبات الطاقة المختلفة لمواجهة ضغط الامتحانات و البقاء في حالة نشاط ذهني و بدني دائم، تساعدهم، كما يعتقدون ،على تكثيف المراجعة و الاستيعاب دون الانتباه لآثارها الجانبية على الصحة و التي قد تصل إلى حد الإدمان. و قد شجع الضغط الكبير الذي يفرضه الأولياء و حتى الأساتذة قبل و خلال الاختبارات السنوية و الامتحانات المصيرية، الأبناء على الإقبال على استهلاك المشروبات المنبهة لاعتقادهم بأنها تمنحهم الطاقة و الحيوية و تساعدهم على السهر، كما تقضي على الإرهاق الذهني و تساعدهم على التركيز. فلم يعد اللجوء إليها كبديل للمشروبات و العصائر الطبيعية، مقتصرا على فئة الطلبة الجامعيين بل إن تلاميذ الثانويات و حتى المتوسطات أصبحوا يستهلكونها بشكل مفرط بدعم من أوليائهم ، إذا ما علمنا أن مثل هذه المنتجات تعد مكلفة بالنسبة لهم حيث تتراوح أسعارها بين 60 إلى 90دج للعبوة الواحدة ، فيما تتعدى 1200دج بالنسبة للأدوية المنشطة و المقوية للذاكرة. الملفت أن الإقبال ليس منحصرا على مشروبات الطاقة فحسب، إذ توجه كثير من التلاميذ و الطلبة إلى الاستعانة ببعض هذه الأدوية المنشطة المعروضة بقوة على مستوى الصيدليات، على غرار كبسولات الطاقة و بعض الحبوب و الأقراص سريعة الذوبان الحاوية على عدد من الفيتامينات «كالزنك و الماغنيزيوم « بالإضافة إلى مركبات مساعدة على تنشيط الذاكرة و الجسم معا. فقد أخبرنا عبد الرزاق وهو تلميذ ثانوي بأنه و بعض زملائه كثيرا ما يستعينون بكبسولات الطاقة و الذاكرة خلال الامتحانات، لأنها تساعدهم على التركيز و الحفظ معلقا : «نصحني بها أحد زملائي في الصف و قد ساعدتني على التركيز أكثر لا يهمني إن كانت مضرة، فأنا لن أستهلكها لمدة طويلة المهم عندي هو أن أنجح». أولياء يدفعون أبناءهم للإدمان دون وعي يلجأ بعض الأولياء إلى طلبها و تشجيع أبنائهم على استهلاكها دون الأخذ بعين الاعتبار خطورتها على صحتهم ، حيث أخبرنا أحد الصيادلة بحي بوالصوف بقسنطينة، بأن الطلب متواصل و بصورة دائمة على هذه الأدوية، غير أنه يزيد بشكل ملحوظ خلال فترات الامتحانات و الاختبارات السنوية ، مشيرا إلى أن الصيدليات تعرضها كما تعرض باقي المنتجات،حيث يعمد بعض أصحابها إلى بيع المنتج المطلوب مباشرة فيما يتطوع آخرون باقتراح أسماء أخرى تكون عادة أخف تركيزا وذلك من باب النصح. في الوقت الذي يختارها بعض الأولياء لمساعدة أبنائهم على التركيز و الحفظ ، يجد آخرون أنفسهم مضطرين إلى اقتنائها، نزولا عند طلب أبنائهم الذين يفرضونها كحتمية لمواصلة المراجعة ، بحجة أنها كانت مفيدة لزملائهم و أنها ستساعدهم على تحقيق نتائج أفضل . تجدهم يقبلون على استهلاكها باستمرار ، دون الانتباه لآثارها الجانبية و أحيانا دون الاطلاع على مكونات المنتج ، فغالبية هذه الأدوية و المشروبات تحتوي على مواد كيميائية و منشطات مضرة « كالكافيين و التاورين والأنسيتول والهرمونات « وهي مكونات أفادت دراسات عديدة بأن تأثيرها على الصحة يشبه كثيرا الإدمان على المخدرات. خصوصا بالنسبة للفئات العمرية أقل من 16سنة،وهو ما جعل العديد من الدول تمنع بيعها في المحلات العامة ،فيما ألزمت الجهات المختصة الشركات المنتجة لهذه الأدوية و المشروبات الطاقوية بوضع تحذيرات صحية على العبوات قبل تسويقها. غير أنها بالمقابل تعرف رواجا كبيرا في الجزائر،بسبب الدعاية التسويقية وإمتلاء المحلات التجارية بها،فيندفع الكثيرون لاقتنائها لزيادة نشاط أبنائهم، دون اعتبار لما تخلفه بعد انتهاء مفعولها من مضاعفات كالقلق و الترهل و الضعف. مختصون ينصحون بتجنب استهلاكها حذر الطبيب العام الدكتور طارق مشاطي ، من استهلاك هذه الأدوية و بالأخص المشروبات المنبهة ، لما لها من تأثيرات جانبية خطيرة على القلب ، الكبد و الكلى ، موضحا بأن استهلاكها لأكثر من شهر يؤدي إلى إدمانها ،كما يخلف مشاكل صحية خطيرة قد تصل حد التعرض لأزمات قلبية مفاجئة ، لأنها تؤثر سلبا على كهرباء القلب و المخ . كما أشار إلى أن الإفراط في استهلاك الأدوية المنشطة و مركبات الذاكرة من شأنه أن يؤدي إلى نتائج عكسية ، لأنها تمنح شعورا خاطئا بالتركيز و النشاط ، فيما تعمل بالمقابل على تحريض العقل و الجسم بشكل مبالغ ،مما يشوش المخ و يدفع الجسم إلى استهلاك جزء هام من طاقته في وقت قصير، فيصبح بعد ذلك غير قادر على الاستغناء عنها . من جهته، نصح رئيس مجلس أخلاقيات مهنة الصيادلة بقسنطينة السيد بغلول كمال بتجنب استهلاك هذه الأدوية و المشروبات لأنها مركزة و مضرة، كما أنها مصنعة في الخارج من مواد غالبيتها مجهولة ، الأمر الذي يرفع من نسبة خطورتها على الصحة ، مشددا على ضرورة المحافظة على التغذية السليمة و الصحية و اختيار المنبهات و المشروبات الطبيعية كالشاي و العصائر كبديل أسلم عند الضرورة. نور الهدى طابي