على بعد ايام من حلول عيد الاضحى المبارك تدخل التحضيرات مرحلة الجدية لما لهذه المناسبة من مكانة في قلوب الجزائريين المسكونين والشغوفين باحياء شعائرهم الدينية امتثالا لسنة سيد الخلق ولانه عيد لن يحلو دون الأضحية لمن استطاع اليها سبيلا تصبح شاة العيد او العيادة كما يصطلح على تسميتها الشغل الشاغل لرب الأسرة لتشغل حييزا كبيرا من تفكيره والامل يحذوه في تحقيق هذا الاستحقاق رغبة منه في إدخال الفرحة والسعادة على الأسرة التي تكتمل بالذبح او النحر يحرص الاب على بذل الغالي والنفيس والاقتصاد في الميزانية قدر المستطاع للايفاء بها اما في حالة العجز فانه يسلم أمره لله ويرضي بقدره وهذه طبيعة المؤمن وطبيعي ان تكون أسواق الماشية الوجهة الاولى لتحقيق هذه الرغبة و الأمنية رغم ما قد يعترضها من صعوبات فتشهد أسواق الماشية توافدا للمواطنين ويزداد الإقبال عليها مع اقتراب الموعد لاستكشاف وسبر أغواره من اجل الظفر بالأحسن وبمقابل اقل وهذا قانون السوق فكأي عملية بيع وشراء تتحكم فيه جملة من المعطيات والعوامل أهمها القدرة المالية للشاري ومؤشرات السوق وتقلباته والذي يتأثر بثنائية العرض والطلب ولتسليط الضوء عليه و معرفة حركيته و أجوائه أياما قبل العيد تنقلت الجمهورية الي هذه الأسواق التي تعد واحدة من اكبر الأسواق في الجزائر فمعروف عن ولاية البيض اشتهارها بطابعها الرعوي والفلاحي عموما كونها تتوفر على مساحات شاسعة للرعي مما يجعلها قبلة ومقصدا للموالين من مختلف ربوع الوطن ونخص أولاد نايل من الجلفة الأرباع من الاغواط وحميان من النعامة و بالخصوص عندما تجود السماء بخيراتها فتلبس الأرض حلتها الخضراء من النباتات ذات النوعية و المناخ الدافىء الذي يستهوي هؤلاء لتنمية هذه الثروة وتطويرها لتتحول الى مراعي لآلاف الرؤوس من بمختلف أنواع السلالات فكل الشروط متوفرة لبلوغ هذه الغاية التي تقطع من اجلها آلاف الكيلو مترات فهي تتربع على مساحة 71697 كم2 بينها 5776902ها صالحة للرعي ل 2000000 راس من الاغنام للسنة الحالية بعدما كان في السنة الماضية 1237550 راس وهو ما يعني انتشار الفضاءات لتسويق هذه السلعة والتجارة فيها من غرب البلاد خصوصا في شبه دورة على مدى الأسبوع بدءا من مدينة بوقطب يوم الثلاثاء والمشرية الأربعاء والبيض يوم الخميس وتنتهي الدورة بمدينة الأبيض سيدي الشيخ ويعد سوقا البيض و بوقطب الأكبر من حيث الأهمية لاعتبارات منطقية في مقدمتها موقع المدينتين كحلقة وصل بين الشمال والجنوب و في تتبعنا لاطوار و اغوار هذه الدورة توقفنا عند سوق الابيض سيدي الشيخ لان المؤشر يقفل عنده حيث يبدا يوم الخميس مساء و صباح الجمعة الذي يشهد الذروة من خلال الحركة التي يعرفها فيعج بالقادمين من مختلف الجهات ليكتظ بالمدبرين والمقبلين فكان الاختيار عليه للأسباب المشار إليها سالفا اذ لا يقل عدد الرؤوس المعروضة عن2800 مصدر هذا الرقم كبار التجار الذين يجمعون عليها نظرا لاهمية المعروض في قانون السوق الذي يتاثر بالعرض والطلب. مقتنصو الفرص يشلون السوق وما يسترعي الزائر لمثل هذه المواقع هو تلك الحلقات غير المتباعدة وبين ثناياها المارون وهم الشر ايون والفضوليون ومقتنصو الفرص الذين يسعون للكسب اذا اتيحت لهم الفرصة أصوات متداخلة تتناهي للأسماع لا تخرج عن تربح شحال راها ساوية؟ لكن السؤال الأبرز الذي يتكرر ويتكرر من شفاههم ؟؟؟ وهو كلمة السر هو شحال اعطاوك ؟؟ وهذا السؤال يكون أرضية للرفع من السقف المطلوب الذي يحرص صاحب السلعة علي الوصول به الي الاعلي وقد تكون 100 دينارا سببا في تمسكه بها أما السعر او إرجاع السلعة من حيث اتي بها في شبه مزايدة تكون مشفوعة بمرحلة شاقة من المفاوضات وقد يتدخل طرف ثالث للتوفيق بين الاثنين لتكون الخاتمة الظفر بالمراد بعد قبول البائع المخير بين أمرين أما إطلاق الحبل لرضاه بالعرض وسط الجموع التي تكون بصدد التجوال بين الحلقات تستطلع ما يحدث وخاصة الفضوليين المتابعين لتطوراته و مؤشراته ونحن بينهم كانت الاتصالات تجري بين التجار باستعمال النقال الذي كان حاضرا ومن خلاله تجري المفاوضات وكأنك في بورصة وجريا على العادة حملنا نفس السؤال لبعض العارضين للسلعة من خلال تقمصنا لدور الشاري فكنا نردد نفس الكلام وقد اصطحبنا احدهم ع احمد الذي دأب علي ارتياد هذا السوق وزيارته منذ 15سنة بحكم عمله كجزار مما اكسبه خبرة أكثر ولأننا نسعى لمعرفة سقف السوق من خلا ل المؤشرات فقد وصلت أسعار الحولي الي 17000دج بالجملة و الكبش الى 23000 والنعجة تراوحت بين 14000 و15000 دج حسب النوعية مسجلة استقرارا على مدي الثلاثة اشهر الماضية اما اذا ما قورنت بنفس الفترة من العام الماضية فان هناك اجماع على انها منخفضة و بمبلغ لا يقل عن 2000دينارا مما يشجع على الشراء هذا وقد تباينت الاراء بين من يراها معقولة وفي المتناول وبين من يراها غالية ولكل حجته وقد اجمع كل من تحدثنا اليهم ان السبب يعود الي وفرة العرض حيث تصادف هذا العام تواجد اولاد نايل اذ ابلغنا السيد محمد بلمبروك عضو الامانة الولائية للفلاحين عن ما يربو عن 15000 راس غزت الصحراء والذين كان لهم باع في الرفع من المعروض فضلا عن الاجراءات التي اتخذت من طرف الدولة للحد من التهريب الذي يستنزف هذه الثروة رغم كميات التساقط التي تؤشر الي امكانية نجاح الموسم الذي يتيح للموال التمسك بسلعته لوفرة المراتع مما يقلص المصاريف زيادة على العرض والطلب ليبقي التساؤل مطروحا عن امكانية صمود هذه الاسعار و هو امر لا يمكن الجزم به لان السوق غير مضمونة وقد تتراجع و العكس صحيح حسب السيد بوسماحة جزار الذي يجزم ان الاسعار حتى و ان ارتفعت فلن تكون بفارق كبير ومرد ذلك مرور فترة الذروة ونقص الاقبال من الشرايين القادمين من مدن الغرب منها وهران و سعيدة لانهم تعودوا على الشراء بعد عيد الفطر مباشرة للتسمين و اعادة البيع لذات المناسبة وقد نقلنا نفس الانشغال للسيد ع عمر متقاعد الذي يرى انها في غير صالح المستهلك و هي غالية و حجته في ذلك ان الموالين تجاوزوا اخطر الاوقات و قلت مصاريفهم بفضل الامطار التي سقطت وليس لهم حجة في ارهاق المستهلك بهذه الاسعار موجها انتقادا لاذعا للمضاربين الذين يلهبون السوق محملا اياهم هذا الغلاء فمد خوله الذي لا يتجاوز 19000لا يحقق مبتغاه امام بن كامو فهو لا يبريء باعة الاغنام من الغلاء فهم اقلعوا عن شراء العلف و هو ما يعني نقص التكلفة مع تسجيل ان هذه التجارة شهدت في السنوات الأخيرة بالذات بروز صيغة البيع بالتقسيط حيث يجد الكثير من المشترين ضالتهم رغم الفارق الذي قد يتجاوز معدلات السوق ب4000 دينارا فان هذه الفئة تضطر الى اللجوء الي هذه الطريقة و لو على مضض على طريقة مرغم أخاك لابطل وقد انتشرت بشكل ملحوظ نظرا للاعتبارات المذكورة ونحن نرصد هذه الفضاءات وتحولاتها بولاية البيض التي تختص بتسويق هذه الثروة شدتنا جملة من الملاحظات أهمها وأبرزها ان حجم التداولات جد مرتفع اذ تتداول فيه ملايين الدينارات وبالتالي يسترزق منه أناس كثر كثرة المتطفلين الذين يهمهم تحقيق الربح ولو على حساب البسطاء هم المستفيدون دون تقديم نظير لذلك صحيح لكل حرفة سلبياتها وايجا بيتها ومتاعبها وتربية الأغنام ليست مستثناة لكن العوائد مضمونة حتى وان تنكر البعض لها تضفي هذه السوق نشاطا وأجواء طيلة يومي الخميس مساء وصبيحة الجمعة بفضل الحركية التي تقطع صمت المدينة وتجعلها محطة أنظار كبار تجار الماشية مما يتيح للبطالين فرصا للكسب هذا بعض ما رصدناه وقفنا عليه من خلال جولتنا الاستطلاعية أين حاولنا ملامسة الصورة وان لم تكن كلها طالما ان تطورات السوق تشغل الكثير غنيهم وفقيرهم لكن رحمة الواحد القهار بعباده وسعت كل شيء رغم الجشع لايكلف نفسا الا وسعها