خروبة منطقة فلاحية رعوية تقع على بعد 2 كلم من بلدية حاسي بونيف شرق وهران تضم حوالي 16 ألف ساكن و تعيش حياة أخرى، بعد العشرية السوداء التي عرفت أكبر مجزرة جماعية بها آنذاك راح ضحيتها 21 شخصا شهر أكتوبر من سنة 1997 حسبما صرح به بعض المواطنين القاطنين بها الذين أكدوا بأنه رغم النقائص التي لا تزال تسجل بهذا الحي على غرار اهتراء بعض الطرقات و مشكل النقل و النقل المدرسي و الذي يضطر العديد من التلاميذ إلى التوجه نحو بلدية حاسي بونيف للالتحاق بمقاعد الدراسة لا سيما الطور الثانوي إلا أن أمل الحياة عاد إليهم من جديد في ظل توفر أهم عامل و هو الأمن و الاستقرار . هذه القرية الصغيرة المعروفة بإسم دوار "خروبة" أخذت مكانها حسب العديد من السكان في خارطة التنمية والبناء والتشييد بعد ميثاق المصالحة الوطنية ، ومن خلال زيارتنا لهذه القرية والتي سبق وان قمنا بزيارتها منذ سنوات مضت و قفنا على تغير الوضع بها ، ولم تعد القرية تحمل إسم "الدوار"، هذا المجمع السكني الذي انشأ منذ 40 سنة خلت بات قطبا سكنيا يتوفر على كافة الهياكل والمنشآت الضرورية من الدوار إلى حي الأمير خالد
قفزة تنموية جسدتها المشاريع التي أنجزت و لم يسبق للمنطقة أن شهدت مثلها منذ نشأتها، خاصة بعد أن عانى سكان الحي من مشاكل عديدة حولت حياتهم إلى جحيم من افتقار للمرافق العمومية و اهتراء الطرقات و ضعف الإنارة العمومية وانعدام الغاز الطبيعي و غيرها من المشاكل. و لكن الحي مؤخرا أضحى يظهر بملامح مغايرة خاصة من حيث تهيئة 17 كلم من شبكة الطرقات و بات ورشة مفتوحة على أشغال متعددة منها ما أشرفت على الانتهاء و منها ما بلغت نسب متفاوتة و أخرى لا تزال في بداية الخطوات الأولى . دعم مالي ب 47 مليار سنتيم و قد لمسنا من الحديث مع بعض السكان ارتياحهم للالتفاتة التي أزاحت عنهم الغبن، بعد أن استفاد حيهم من مبلغ مالي معتبر دعما من الصندوق الدولي منذ سنين خلت بعد العشرية السوداء و نوهوا إلى أن السلطات أبدت لحد الساعة اهتماما لدفع عجلة التنمية بالمنطقة نحو الأمام ، و هو ما أكده رئيس بلدية حاسي بونيف الذي أشار إلى الانتهاء من مشروع تزويد المنطقة بالماء الشروب و كذا مشروع الغاز الطبيعي الذي بلغت فيه نسبة الانجاز حوالي 90 بالمائة أما تهيئة الطرقات فتمت تهيئة 17 كلم ، هذا إلى جانب الإنارة العمومية لتغطية كافة شوارع و أزقة الحي ،إضافة إلى الهياكل الأخرى فقد أضحى الحي يتوفر على ملحقة إدارية و5 مدارس ابتدائية ومتوسطة ومؤسسة عمومية للصحة جوارية فضلا عن عدد من المرافق الترفيهية و المساحات الخضراء جعلت الحي يظهر في حلة جديدة . من جهته أكد مصدر مسؤول من بلدية حاسي بونيف أنَ حي خروبة شهد تهيئة شاملة بانطلاق جملة من المشاريع المذكورة أنفا بعد أن استفادت منذ سنوات من صندوق الدعم الدولي بمبلغ قدر ب 47 مليار سنتيم كونها منطقة تضررت خلال العشرية السوداء و لن يقف الأمر عند هذا الحد و انما تم تجسيد مشاريع أخرى كتهيئة الفضاءات الخضراء و مساحات اللعب للأطفال و ملعب و عيادة متعددة الخدمات و مركز بريد و ملحقة إدارية.وفيما يتعلق بقنوات الصرف الصحي والمعاناة التي كان يعيشها السكان فقد استفاد قاطنوه من مشروع لترميم قنوات المياه القذرة، ودراسة أخرى لمديرية الري بوهران لوضع مخطط لقنوات الصرف الصحي . خبير عقاري لتسوية عقود الملكية وفيما يخص التأخير الذي مس بعض المشاريع فكان ذلك بسبب الإجراءات الإدارية و بعد تجاوزها انطلقت العمليات كلها بالتوازي و منها ما انتهت و منها ما هي قيد الانجاز من بينها مشروع ا لربط بالغاز الذي تطلب إجراءات استلزمت وقتا مهما أما الان فكل الأمور تسير بشكل منظم حسبه و ستقضي المشاريع بعد انتهائها على جل مشاكل الحياة اليومية التي عانى منها المواطن البسيط خلال سنوات مضت مضيفا أن معظم سكان خروبة كانوا لا يملكون عقود ملكية لسكناتهم منذ سنين طويلة حيث تم في هذا الإطار تكليف خبير عقاري قام بعملية مراقبة لملكية الأرض التي بنيت عليها ثم جرد السكنات وإعداد عملية تقنية لكل مسكن و قد تم الانتهاء من دراسة الملفات بمجلس التنسيق التقني للدائرة من أجل تسوية وضعية سكناتهم
هذا و نشير إلى حي الأمير خالد "خروبة" عرف وضعا صعبا في منتصف التسعينيات حسب أحد القاطنين بها ، و كان وراء هجرة ونزوح العشرات من السكان نحو وجهات مختلفة، إلا أنه وبعد أن تم بسط الأمن و الاستقرار بها ، عقب دخول ميثاق السلم والمصالحة الوطنية قيد التجسيد ، وعودة الحياة الطبيعية مجددا ، عادت أفواج من سكان المنطقة إلى مساكنها وأملاكها .