في ظل الأحداث المتصارعة التي شهدها العالم خصوصا العالم العربي خلال العقد الجاري بفعل الظواهر الاجتماعية التي طرأت على الساحة منها ظاهرة التنصير ، الإرهاب ،الهجرة السرية... التي استهدفت بالأخص دول الساحل الإفريقي ...إذ ساهمت الكثير من الدول العربية في وضع إستراتيجية هادفة للحد من انتشارها مثل الجزائر التي حققت مستويات عالية على جميع الأصعدة علاوة عن التحديات والتطورات التي توصلت لها وشملت كافة المجالات والقطاعات الحساسة منها على وجه الخصوص المكانة العالمية المرموقة بفضل الازدهار والرقي الذي تجسد من خلال التنمية الشاملة والصورة الناصعة للبلاد نحو مستقبل أفضل التي حققها فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للشعب سواء داخل الوطن أو خارجه لاسيما اعتزاز الجالية الجزائرية لما يحظى به الجزائريون من احترام و تقدير وحسن المعاملة مثلا بأوروبا التي يقبل عليها معظم المهاجرين وغيرها من المناطق ببقاع العالم ...على هذا السياق صادفت الجمهورية أحد الأئمة الأستاذ بلقوراري أحمد الذي يشتغل بإحدى مساجد فرنسا تحديدا بمدينة "ألبي "له دراية على قضايا الجالية مع الدين والهوية واشتياق الوطن ... وهو وجه من أوجه الفكر والثقافة الإسلامية عاش حينا من الدهر بالغربة بفرنسا كإمام خطيب حيث رصد جانبا من المساعي التي يقوم بها القائمون على خدمة الجالية بدافع الأصل و الهوية والوطن...فكان لنا معه نهار أول أمس هذا الحوار الذي تصب أفكاره على محبة وغيرة الوطن وتاريخه العريق الذي سجله الرجال بالأمس بالدماء من هو السيد بلقوراري أحمد ؟ بداية شكرا بإسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين أنا إمام خطيب بمسجد مدينة "ألبي "هذه المدينة تقع جنوب غرب فرنسا أبن منطقة الأبيض سيدي الشيخ مسقط رأسي أنحدر من عائلة عريقة معروفة بالجهاد والمعرفة والكرم يرجع نسبها إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ..متحصل على شهادة كفاءة من المدرسة الوطنية لتكوين الإطارات الدينية بولاية سعيدة وتخرجت منها خلال سنة 1997 م عملت بعدة مساجد بالأبيض سيدي الشيخ وكذا بفرنسا منها مسجد مدينة "أنسي "بحدود جنيف السويسرية ثم بمسجد "ألبي " حتى إلى يومنا هذا كم عدد سكان الجالية العربية المسلمة بهذه المدينة الفرنسبة ؟ وكيف إقبالهم على المساجد ؟ . عدد المغتربين العرب غير متوفر لدي بل عدد جاليتنا يفوق حوالي 2000 جزائري هناك إقبال من كافة الجاليات لاسيما الجزائريين وذلك التعلق بالوطن والإيمان وتجسيد التواصل بالمحبة الوطنية من خلال اللقاءات بالمسجد تعلقا بالهوية والعقيدة الإسلامية وناهيك عن مظاهر التلاقي بين الجزائريين للحفاظ على هوية أبنائهم ومن جانب أخر بان مساعدات تحفيزية معنوية ومادية قام بها رئيس بلدية "ألبي" السيد فليب في تقديم الدعم لدورنا وكذا الاهتمام بالمسلمين منها إعطاء أرضية بناء المسجد ومنح مبلغ مالي يقدر ب80 ألف أورو لترميم المسجد خلال المدة الأخيرة . ماهي المهام التي يقوم بها المسجد بمدينة " ألبي" ؟ من أهم المهام تعليم اللغة العربية والدين الإسلامي وأصوله والفقه وكذا الثقافة الإسلامية العريقة لكافة الجالية من مختلف بقاع العالم لاسيما المتواجدة أو المتدفقة على فرنسا منها المغاربة وتونس والجزائر والأفارقة وسوريا ومصر....حيث تلقى محاضرات في الكثير من الأحيان من قبل مختصين في الشريعة الإسلامية وذلك لترسيخ معالم الدين الإسلامي والإسهام بضرورة إظهار مناهجه والأخلاق الحميدة ونبل المسلمين في تواصل هذا الدين الذي هودين تسامح ... هل تعطينا إحصاءات عن الذين اعتنقوا الإسلام من الأجانب ؟ لا حصر على المعطيات حول هذا الطرح بل العشرات من النصارى الذين اعتنقوا الإسلام أعمارهم تنحصر ما بين حوالي 20 سنة و60 سنة وهذا من خلال احتكاكهم بالمسلمين ومدى تأثرهم بالثقافة الإسلامية لاسيما العلاقات الوطيدة مع الجزائرين الذين يتمتعون بمكانة خاصة من الأداب والتربية الحسنة علاوة عن العادات والتقاليد المتينة التي يتصفون بها بفرنسا ...وناهيك عن تلاقيهم بالكثير من المناسبات التي تجمع الجالية بالأجانب مثل الأعياد حيث تتبادل بينهم الأفراح مما ترك المواطنون غير المسلمين مثل المسيحيين يتأثرون بعمق حضارة المسلمين منها الاعتدال في الإسلام بالحوار وتوطيد العلاقات المتينة كيف هو إقبال الأجانب على حفظ القران الكريم وتعليم اللغة العربية بفرنسا ؟ نعم من خلال الأبواب المفتوحة للمساجد لخدمة الجاليات كل الأوقات لدعم هذه الأطروحات والإنشغالات الدينية هناك لقاءات شهرية مع المسيحيين الأكثر انتشارا بفرنسا مثلا لإظهار الخصال الحميدة التي يتميز بها المسلمون ومظاهر التسامح والتصالح مع الآخرين علاوة عن التقاط صور تذكارية تبرز عمق الحوار الإسلامي مع الأجانب ...أعطى نتائج في إقبال منقطع النظير في تطلع مثلا الفرنسيين لاعتناق الدين الإسلامي والحرص على تعلم اللغة العربية التي أصبحت مطلوبة في لغة الحوار . هل هناك إمكانيات متوفرة لتوصيل هذه الرسالة الدينية ؟ كل الظروف المادية والبشرية مسخرة منها على سبيل المثال الانترنت والكتب أي المصاحف ولا حصر على الإمكانيات الضرورية .يضاف إلى هذا وجود طاقات كفاءات من الأئمة ودكاترة وأساتذة يتوافدون على المساجد علاوة عن دور الجمعيات وكذا مساعي الوزارة الجزائرية في خدمة جاليتنا في هذا المجال على مستوى تراب فرنسا . من يشرف على المساجد بفرنسا ؟ يأتي الدور الفعال والإشراف الرئيسي مسجد باريس في تسيير والسهر على كافة المساجد حيث يقوم مفتش الأئمة السيد " و. محمد "بالتنسيق مع الأئمة والجمعيات في تسهيل أداء مهامهم ...ونحن نعلم أن الدولة الجزائرية قائمة بدورها في خدمة الجالية (الجزائرية ) على مدار السنيين أي وزارة الشؤون الدينية والأوقاف هي الداعم الأول في هذا المجال انطلاقا من مسجد باريس أي تقوم الوصايا بإرسال الأئمة إلى المساجد وتعيينهم ونشير بان الأئمة أصحاب كفاءات لتوصيل هذه الرسالة التي تخص الدين الإسلامي بالغرب علاوة عن المساهمة الفعالة في تشييد المساجد بفرنسا لخدمة الجالية عبر التاريخ ما هو دور المساجد في محاربة ظاهرة الهجرة السرية ؟ نحن كأئمة لنا الدور المهم والفعال في الاهتمام بقضايا الجالية منها الدينية إذ نحسس المقيمين بفرنسا بحب الوطن الأم وعدم تشجيع الشباب على الهجرة نظرا لعواقبها الوخيمة إظهار مكانة وخيرات الجزائر إشادتهم بالبقاء على تراب الوطن مهما كلفهم الأمر ذلك ودون أن أنسى بأن الجزائر لها مكانة عظيمة في الوقت الحالي تزخر بإمكانيات ضخمة بشتى المجالات والقطاعات الحساسة أمام الإزدهار والرقي الذي شهدته منذ اعتلاء فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة سدة الحكم خلال سنوات هذه الألفية التي توصف بسنوات الخيرات والشعب الجزائري والجالية يعلمون جيدا ما تحقق وتكتسبه الجزائر من مؤهلات لا تتوفر في بلد آخر . هل لكم إطلاع على الصحف الجزائرية عبر الانترنت وكذا القنوات الوطنية ؟ اشتياق حنين البلاد لا يفارقنا نحن نتطلع يوميا على قضايا وطننا بتصفح معظم الصحف الوطنية منها على سبيل المثال دون مبالغة لكون أننا نجري حوارا معكم أولا جريدة الجمهورية ،المساء ،الشعب ،الخبر ،الشروق ...علاوة عن تتبع برامج القنوات الوطنية لا تغيب بين أحضاننا يوميا ونحن نشكر الإعلام الجزائري الذي لعب دورا هاما كذلك في خدمة الشعب والوطن و الجالية .