حين تستفيق الذكريات تراود ليلي عن نفسه فيفرش لها جسرا أطول من عمر السؤال وتنزف جفونه أرقا وسفرا في الأدغال كيف لا أشبه ظلي الصامت المسافر بلا جدال كيف تعريني قصائدي وتجزئني حرفا حرفا و لا تبقي لي من جنتي غير ورقي أخصف منه علي فلا خيوط العنكبوت تحمي الشعراء و لا الحمام يصون رسائل تحت الماء أما كان ينبغي أن أهاجر ذاك المساء و قد تآكلت الظلال و تصدعت من حولي المرايا و شاخت الآما ل ألأني نبذت بالعراء و ما من شجر اليقطين ينبت على جسدي الآمان أم هي الترهات تطوقني تنحرني قربانا لكل شتاء يشتهيني ويعبرني دونما عناء فأبحث عن فصلي الجميل عن لوني عن ثوبي عن شيء يشبهني يشعرني بالانتماء فقد سئمت الرحيل ثم ها حروفي تخونني بالغيب عند الأصيل وحين أرغب في البوح و حين مل مني البكاء وها صوتي يفقدني في جنون الضوضاء حين ينبغي للشعراء ألا يموتوا موتة البعير وأن ينتحروا بسيوفهم بدل العويل..