بات لزاما على الأندية الجزائرية المحترفة و شركاتها الرياضية المباشرة في البحث عن مصادر مادية خارج الإعانات التي تقدمها الدولة بعدما قررت هذه الأخيرة اتباع سياسة تسقيف الحد الادنى من النفقات في إطار ترشيد أموال الدولة الذي يعد من أولويات الحكومة الجزائرية التي تسعى لمسايرة الوضع الاقتصادي الحالي للبلاد . و عليه فقد ظهرت في الآونة الأخيرة بعض بوادر تطبيق هذه السياسة على أرض الواقع مع الأندية المحترفة، خصوصا بعدما كشفت الحكومة أنها ستتوقف أو ستقلص من مساعداتها المالية للأندية المحترفة و ستقتصر الإعانات على المدارس الرياضية و كذا الفرق الصغرى التي تنشط بالأقسام الدنيا ، و هو ما يراه البعض مطلبا ضمنيا للشركات الرياضية بتحصيل أموالها بنفسها على غرار باقي الأندية المحترفة عبر العالم بما أن أندية الرابطتين الأولى و الثانية أصبحت شركات ذات أسهم منذ عام 2011. و في حالة تطبيق القرار على الشركات الرياضية، فإن هذه الأندية باتت مهددة بحالة من الانسداد في ظل شح المصادر المادية ما يحتم على الأندية التفكير في مصادر أخرى كافتتاح محلات لبيع الأقمصة و مختلف البضع التي تمثل النادي للأنصار على غرار ما تفعله كبرى أندية العالم و نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر نادي ريال مدريد الذي استرجع الأموال التي أنفقها لجلب نجمه كريستيانو رونالدو فقط من خلال عائدات بيع أقمصة تحمل اسم اللاعب للأنصار. و معلوم أن الأندية المحترفة تستهلك اموالا طائلة خلال الموسم و هو ما يضطرها على تغيير سياستها ، على غرار مولودية وهران التي تصرف شهريًا ما لا يقل عن 1 مليار و نصف كراتب شهري فقط دون احتساب المنح المخصصة للمباريات و كذا تكاليف النقل و الإيواء، و هي نفقات لا يمكن توفيرها حتى من ما يجنيه الفريق في المباريات التي يستضيف خلالها بملعب أحمد زبانة و التي عادة لا تتجاوز سقف 20 مليون سنتيم يخصص جزء كبير منها لتسديد مستحقات الأمن الذي يضعه الديوان الولائي لتسيير المنشآت الرياضية بوهران لضمان النظام داخل الملعب. و تعتبر مولودية وهران عينة لفريق يمثل الجهة الغربية فهناك فرق تنشط بقسم النخبة تجد صعوبة في توفير نفقات السفرية الواحدة فقط ، كما هو حاصل لفريق أولمبي أرزيو الناشط في بطولة الرابطة المحترفة الثانية و الذي بالرغم من أنه يمثل ثالث أغنى بلدية في الجزائر إلا أنه يعيش أزمة مالية أدت بالرئيس السابق سهلي إلى رمي المنشفة بعدما وجد صعوبة في توفير الرواتب الشهرية للاعبين، و لا يختلف الحال بالنسبة لجمعية وهران و إتحاد بلعباس و حتى شبيبة الساورة فهذه الفرق تعتمد كثيرا على إعانات الدولة. من جهة أخرى قد يستمر دعم الدولة للأندية المحترفة إلى غاية عام 2017 تماشيا و المرسوم الرئاسي الذي يقضي بتدعيم الشركات الرياضية لغاية عام 2017 . و للحديث أكثر عن هذا الموضوع ، أخذت "الجمهورية" آراء الكاتب العام لنادي أولمبي أرزيو جمال عبدلي و رئيس شركة نادي إتحاد بلعباس جيلالي بن سنادة و المساهم الأكبر و العضو الفاعل في إدارة شبيبة الساورة محمد زرواطي.