تعتبر البطاطا المادة الاستهلاكية الأولى لدى العائلات الجزائرية ويطلق عليها اسم"سيدة المائدة" بحيث تستهلك بشكل واسع من طرف كل الطبقات الاجتماعية لاسيما الطبقة الفقيرة التي كانت في وقت من الأوقات تتناسب وقدرتها الشرائية،لكن يد السماسرة والمضاربين باتت تحول دون ذلك وأصبح يقتصر اقتناؤها على العائلات ميسورة الحال وذلك بعدما وصل سعرها إلى 100 دينار للكيلوغرام الواحد في أوقات الندرة.ومن أجل معرفة أوضاع هذا المنتوج بولايات غرب البلاد ومختلف العراقيل التي تواجه الفلاح في زراعة هذه المادة الكثيرة الاستهلاك في الجزائر من البذرة إلى الجني و التخزين ثم التسويق .فغالبا ما يرتفع سعر البطاطا قبل جني المحصول و ذلك يرجع إلى غلاء البذور خاصة تلك المستورة من الخارج و التي تعرف بجودتها العالية بالإضافة إلى مشكل المياه أو بالأحرى السقي الذي يرتبط بكمية الأمطار المتساقطة و نسبة امتلاء السدود و الآبار وكذلك المياه الجوفية و كل ولاية تختلف عن الأخرى من حيث توفرها على مساحات تصلح لزراعة البطاطا ومياه السقي .فولاية معسكر التي تحتل المرتبة الرابعة وطنيا لا تعرف مشكلا في الإنتاج و إنما في التسويق و التخزين و كذا غياب التنسيق يبن مديرية التجارة ومصلحة الفلاحة كما تشهد الولاية مرض المليديو الذي ضرب بقوة سهل غريس أما بغليزان فتراجعت المساحة المغروسة في ظل عزوف الفلاح عن غرس هذه الشعبة و عين تموشنت تنحصر في بعض الهكتارات و تتزود من ولايات مجاورة . أما سعيدة فحققت اكتفاء ذاتيا .و بلعباس رائدة في الإنتاج و تصدر البذور .فيما اكتفت تيسمسيلت بنسبة 0.11 رغم خصوبة أرضها و توفرها على إمكانيات تؤهلها لزراعة البطاطا. ووسط هذا التباين تبقى أسعار البطاطا بولايات الغرب مستقرة حاليا ما بين 40 و 65 دج في حين عرفت ارتفاعا في الأشهر السابقة . و الفرق بين سعر البيع عند الفلاح و سعر الشراء عند المستهلك شاسعا تدخل بينهما أيادي المضاربة .