القمة الحادية والعشرون للمناخ المنعقدة بمدينة (لوبورجي )الفرنسية تحت إشراف الأممالمتحدة بمشاركة حوالي 195دولة والعديد من المنظمات غير الحكومية والعلماء والخبراء في مجال حماية البيئة والمناخ تأتي تتويجا للقمم والمؤتمرات السابقة ورغم أهمية الظرف الذي تنعقد فيه فمن الصعب المراهنة على القرارات التي ستخرج بها لاختلاف وجهات النظر وتحكم الدول الكبرى المسؤولة عن أكبر نسبة من التلوث ولكن يبقى التفاؤل قائما بسبب وعي دول العالم بخطورة الوضع الذي صار يهدد صحة وحياة المجتمعات البشرية قاطبة ولهذا أجمع المتدخلون على تكثيف الجهود الدولية من أجل تقرير مصير الكرة الأرضية والتوصل الى اتفاق دولي لمكافحة التغير المناخي الذي يشكل أكبر التحديات في القرن ال 21وذلك بالعمل على تخفيض حرارة الارض بدرجتين مئويتين(2درجة مئوية) قياسا بالحقبة السابقة عن عصر الصناعة ويتكون نص الإتفاق المطروح للمناقشة 55صفحة وقد تحدث بعض المشاركين في القمة عن تزايد الإحباط بسبب المعارضة التي تبديها عدد من الدول فالرئيس الأمريكي براك أوباما الذي أعلن عن اتخاذ عدة إجراءات للحد من التلوث يصطدم بمعارضة الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون بينما أعلنت الصين عن تحديث مصانعها التي تشتغل بالفحم الحجري بداية من عام 2020الى 2030م وتتوجه انظار المختصين الى الإعتماد على الطاقات المتجددة النظيفة كالطاقة الشمسية وطاقةالرياح والمياه وتقليص استعمال الوقود الأحفوري المتمثل في النفط والغاز والفحم الحجري بالاضافة الى الطاقة النووية لأنه المسؤول الأول عن انبعاث الغازات الدفيئة المسببة للإحتباس الحراري والتغير المناخي لأن 80 بالمائة من الطاقة تستخرج منها مقابل 20بالمائة من الطاقات المتجددة والنظيفة وللعلم أن الدول المشاركة في قمة فرنسا (195دولة)صادقت على اتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغيير المناخ منذ اعتمادها في قمة الأرض بريو دي جانيرو بالبرازيل سنة 1992مواعتماد بروتوكول كيوتو باليابان سنة 1997م من أجل تطبيق الإتفاقية المذكورة ودخوله حيز العمل سنة 2005م وحدد أهدافا أهمها تقليص انبعاث الغازات الدفيئة والحد منها من قبل الدول المتطورة والدول ذات الاقتصاد الانتقالي والبحث عن نظام عالمي جديد للبيئة الذي تعمل القمة الحالية على بلورته وتكمن المسألة الشائكة في القسط الذي يمكن أن تتحمله الدول الكبرى في هذا الجهد االمشترك للحد من الغازات الدفيئة والمسؤولية التاريخية التي تتحملها الدول الغنية في ظاهرة الاحتباس الحراري وقد أكدت منظمة (أوكسفام ) البريطانية أن 10بالمائة من السكان الاثريا ء في العالم مسؤولون أكثر من نصف انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون في حين أن نصف السكان الأكثر فقرا في العالم لا تتجاوز نسبة انبعاث غاز الفحم 10بالمائة