**تهيئة السدود المنهارة فيما يبقى العديد منها غير مستغل بسبب نقص التوعية عند الفلاحين * سد سيدي عامر من بين السدود الناشطة بفضل جمعية تسيره وتراقبه. تتميز ولاية عين تموشنت بكونها فلاحية بامتياز وتعد العمود الفقري لاقتصاد الولاية وتساهم في ترقية الاقتصاد الوطني عبر مختلف المنتجات الموسمية فضلا عن زراعة المحاصيل الكبرى التي تعد فيها عين تموشنت رائدة بتحصلها على المراتب الأولى وطنيا وهذا يعود إلى طبيعتها الجيولوجية ونوعية التربة الخصبة عبر 28 بلدية معظمها ساحلية أو داخلية ومن باب أنها فلاحية فإن معظم الفلاحين يعتبرون أن نجاح القطاع مرتبط بإنجاز عدد لا بأس به من السدود والحواجز المائية وحتى الآبار عبر المستثمرات الفلاحية والحقول المتفرقة والموجودة بالبلديات الفلاحية كولهاصة التي استفاد فلاحوها مؤخرا من رخص لحفر الآبار مثلها مثل باقي الفلاحين الذين كانوا في حاجة ماسة لمثل هذه المنشآت المائية الأساسية لتطوير المنتوج الفلاحي **تكوين الفلاحين في تربية المائيات ومن ضمن العوامل التي لها صلة مباشرة في إنجاح الفلاحة بعين تموشنت هي السدود والحواجز المائية وفي هذا الإطار كانت لمكتب الجمهورية وقفة حول الموضوع مع رئيس مصلحة مكلف بالسدود بمديرية الري السيد تيزغو والذي أكد أن بالولاية 11 سدا منها 5 سدود مستغلة بصورة فعالة على مدار السنة حيث تمتلئ أيام الشتاء بمياه الأمطار لتصل 100 بالمائة وتوجه مباشرة لسقي الحقول والأراضي الفلاحية المحيطة بها ومنها ما هو مستغل لتربية المائيات على اختلاف أنواع السمك الموجودة والتي يتم اختيارها من قبل مديرية الصيد البحري والموارد المائية والتي أعطت نتائج جيدة بفضل الأسابيع التكوينية التي تقوم بها مدرسة الصيد البحري لمدينة بني صاف والتي يتم من خلالها تكوين عشرات الفلاحين الراغبين في تربية السمك داخل السدود والحواجز المائية حيث تفتح المدرسة أبوابها على مدار السنة لتنوير هذه الفئة وكسبها لمهارات تنفعها في مراحل تكبير وتسمين السمك . ** سد سيدي عامر بأولاد الكيحل نموذج للنجاح ولعل أهم سد معروف بالولاية والذي يعتبر نموذجا حيا لنجاح عملية إنجاز السدود بالولاية سد سيدي عامر ببلدية أولاد الكيحل والذي تصل سعته بعد ملئه بمياه الأمطار كمية أثناء فترة الشتاء إلى مليون و430 متر مكعب وهو يسقي حاليا 240 هكتار من الأراضي الفلاحية والتي يتفنن فيها أصحابها من الفلاحين في غرس مختلف الخضر والفواكه على مدار السنة وللسد جمعية ناشطة تعمل على مراقبة ومرافقة الفلاحين أثناء تأدية عملهم وممارسة كل أنشطة حتى منها تربية السمك ثاني سد هو سد بن جلول ببلدية ولهاصة التي تعد منطقة فلاحية فحتى النساء تعمل في الحقول الجبلية دون هوادة وهو سد بسعة 960 متر مكعب ويسقي 23 هكتار بالإضافة إلى سد مخايسية ببلدية سيدي بن عدة بسعة ثلاثة ملايين متر مكعب وهو يسقي 324 هكتار وسد أولاد عزوز بسيدي ورياش بسعة 100 ألف متر مكعب وهو يسقي 11 هكتار وسد عين قمال بأغلال بسعة 240 متر مكعب وهو يسقي 10 هكتارات ويؤكد السيد تيزغو رئيس المصلحة أن هذه السدود تمتلأ إلى درجة الفياضان حيث تتدفق منها المياه بعد امتلائها عندما تكون المغياثية مهمة ومتواصلة طيلة الأيام المهمة في الشتاء وبداية فصل الربيع كما يوجد بالولاية4 سدود مهمة تعرضت في المدة الأخيرة إلى انهيارات بسبب عوامل طبيعية وتعمل مديرية الري على تهيئتها بعد تخصيص الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للري بإنجاز العملية حيث أكد ذات المسؤول أن التهيئة ستنطلق خلال هذا الأسبوع بعد الإعلان عن المناقصة وستمس عملية التهيئة كل من سد سيدي حدوش بعين الكيحل وسد سكان بعين الطلبة وسد مشمش بأغلال وسد واد قدرة بالمالح هذا الأخير سيخضع إلى دراسة خاصة لمعرفة سبب عدم مكوث وبقاء مياه الأمطار بداخله ** سدود غير مستغلة بسبب نقص التوعية كما لم يخف مسؤول المصلحة وجود سدود ممتلئة وغير مستغلة بسبب نقص التوعية عند الفلاحين بالرغم من أهميتها وموقعها داخل الأراضي الفلاحية حيث لا تبعد عنها إلا ببضعة أمطار ليس إلا ورغم ذلك يفضل الفلاحين انتظار مياه الأمطار الفصلية لسقي محاصيلهم الزراعية دون استعمال مياه السدود والحواجز المائية وقد قامت مصالح مديرية الري ومديرية المصالح الفلاحية وغرفة الفلاحة بعدة خرجات نحو هذه السدود والتقت بشريحة الفلاحين وقامت بإرشادهم وتوعيتهم بأهمية عملية السقي عن طريق السدود واستغلالها من أجل الحصول على خضر وفواكه على مدار السنة إلا أن سعيهم باء بالفشل في ظل بقاء بعض العقليات متحجرة مكتفية بمياه الأمطار وبمحاصيل قليلة ونجد هذا الإشكال مطروحا بشدة بسد واد شعبة الحمراء ببلدية أغلال والذي يعد حديث النشأة حيث أنجز بأموال باهظة سنة 2012 بسعة 200 ألف متر مكعب ويسقي 30 هكتارا بالإضافة إلى سد واد قلة ببلدية الحساسنة بسعة 3 ألاف متر مكعب وهو يسقي 40 هكتارا **حواجز جديدة مابين 2016 و 2019 ومن ضمن السدود والحواجز المائية المقترحة لترقية المجال الفلاحي بالولاية خلال سنوات 2016 إلى 2019 هناك سد واد سيدي رحمون ببلدية سيدي بن عدة التي تتوفر على أراضي فلاحية هائلة وسد واد درابلة بعين الكيحل وسد سيدي دفع بالعامرية وسد سيدي دحمان ببلدية سدي ورياش وسد واد عقب الليل ببلدية عقب الليل وسد ببلدية شنتوف وسد صوف التل ببلدية عين تموشنت وسد هشامة ببلدية الحساسنة وسد واد قرمود ببلدية عين الطلبة مع العلم فإن سعة هذه السدود تصل إلى 02 مليون متر مكعب ومن المنتظر أن تسقي حوالي 400 هكتار ** سقي 5987 هكتار وما تجدر الإشارة إليه فإن العمل بالسدود وبالأراضي المسقية بها هو من اختصاص فلاحين ومتعاملين في القطاع جاءوا من خارج الولاية حيث نجد أن أغلبية المساحة المسقية منجزة من قبل أناس قدموا من الولايات البعيدة والقريبة بدءا ببومرداس وولاية الشلف وغليزان ومستغانم وغيرهم من فلاحين استثمروا ونجحوا وتحصلوا على رؤوس أموال خيالية بفضل مثابرتهم في العمل على مدار السنة وهذا بعدة شعب مثل الطماطم والبطيخ والفلفل والكرنب والجلبانة والفول وغيرها من محاصيل موسمية وتستثنى منطقة ولهاصة من هذه الظاهرة حيث يفضل سكانها العمل داخل حقولهم وهي عادة دأبت عليها العائلات حيث نجد النساء والرجال يعملون يدا واحدة في ممتلكاتهم الفلاحية حيث تعد ولهاصة ببلدياتها نموذج حي على ازدهار جميع أنواع الخضر الموسمية بدءا بالبصل والثوم والجزر واللفت حيث ستكون هذه المنتجات حاضرة في كبريات الدول الأوروبية من خلال مشاركتها في الإتحاد الأوروبي للتغذية الريفية . للتذكير فقد وصلت المساحة المسقية من مختلف الموارد المائية بعين تموشنت هذه السنة إلى 6343 هكتار منها 5987 هكتار مسقية من الحواجز والسدود مقارنة ب 561 هكتار من الأراضي الفلاحية تم سقيها في حين وصلت نسبة التوحل بها إلى 40 بالمائة وتعمل السلطات المعنية على إزالتها وفق برنامج مسطر .