لا شك أن البنوك هي أوّل شريك للمستثمر أو المتعامل الاقتصادي لأنه المصدر الرئيسي للتمويل و و رغم العلاقة الوطيدة التي يجب أن تكون بين الجانبين إلاّ أن أغلب المتعاملين الاقتصاديين يشكون نقص المرافقة من قبل هذه الأجهزة فدائما المتعامل هو الذي يذهب إليها و يبدل مجهودا لمعالجة كل الأمور المرتبطة بنشاطه التجاري و الصّناعي بيد أن البنوك لا تبادله نفس المجهود و الإرادة فلا نرى بنوكا تهتم بأمور زبائنها و هو أوّل ما يحتاج إليه صاحب المؤسسة خلال مراحل إنشائها و بعدها و لاحظنا بأن من الشباب من يحمل أفكار مشاريع و يتوجهون بها إلى البنوك طلبا للتمويل لكن أفكارهم ترفض لأن القطاع المعني بالاستثمار مشبع و بالتالي لا يمول البنك مشروعا بدون جدوى فيرفض الملف و لا يتم توجيه صاحبه نحو قطاعات أخرى لا تزال مجدية ،و أحيانا أخرى يقبل المشروع و يحصل صاحبه على القرض و يتم إنشاء المؤسسة لكنها لا تنجح و تفلس و يصبح صاحبها مدانا لأنه لم يلق المرافقة اللازمة من البنك ،فدور هذا الأخير توجيه المتعاملين الاقتصاديين و حاملي المشاريع نحو القطاعات المنتجة للثروة و المربحة و نقص المرافقة إحدى أسباب إفلاس الكثير من المؤسسات الصغيرة سنويا لذلك يجب على المؤسسات المالية أن ترافق المستثمر بشكل فعلي ليس فقط عند مرحلة إنشاء المؤسسة بل بعد ذلك و طيلة فترة النشاط و أرباب المؤسسات يحتاجون إلى قروض استثمار على المدى البعيد للحفاظ على ديمومة مؤسساتهم و حمايتها و تأمينها و خلق مناصب شغل و ضمان تمويل مستمر و للبنوك دور كبير في تحقيق ذلك و عليه تحاول لجنة البنوك و المالية على مستوى غرفة التجارة و الصّناعة بوهران تقريب المتعاملين الاقتصاديين المنخرطين و غير المنخرطين من البنوك العمومية و الخاصّة لتحقيق التواصل الجيد و الفعال فشرعنا في تنظيم دورات تكوينية انطلقت الأسبوع الماضي و تتواصل إلى السنة المقبلة و وجهنا الدعوة للبنوك المهتمة بهذا الأمر و لخبراء اقتصاديين و أساتذة جامعيين لشرح الأمور للمتعاملين و توضيحها و تبسيطها لهم و في أول دورة تكوينية استدعينا عدد كبير من ممثلي البنوك للمشاركة في هذه المبادرة و للردّ على انشغالات أرباب العمل بالولاية لكن للأسف الشديد حضر الأساتذة الجامعيون و غاب ممثلو البنوك و لا نعلم السبب