عبّر "معلمو الكبار" التابعين لملحقة مستغانم البالغ عددهم 331 والموزعين على الدوائر العشر لولاية مستغانم عن قلقهم بسبب عدم تسلمهم رواتبهم منذ 14 شهرا، واقتربت جريدة الجمهورية من أحد المنسقين وهو السيد بكوش عبدالقادر الذي أشار في بداية حديثه على أن الوضع الإجتماعي لفئة " معلمي الكبار " أصبح اليوم لا يطاق ، ولا يمكننا مواصلة عملنا في هذه الظروف الصعبة، تخيل يقول الكثير منا يتنقل بين الدواوير من أجل أداء المهمة التي خولت له من مصاريفه الخاصة وهذا قائم ومستمر منذ 14 شهرا، اليوم يواصل قائلا نقول للقائمين على هذا الجهاز لا يمكننا مواصلة العمل في هذه الأجواء الصعبة ولإظهار ذلك يقول أن كل العاملين في هذا القطاع وهم تابعين لمحلقة مستغانم وقعوا على عريضة يطالبون من القائمين على هذا الجهاز الإسراع في منحهم مستحقاتهم مما يمكنهم من مواصلة واجبهم في ظروف عادية مع العلم أن البعض من معلمي الكبار متزوجين ولهم أطفال، في سياق حديثه يقول السيد بكوش أن معلمي الكبار كانوا سيلتقون صبيحة أمس أمام مقر ملحقة مستغانم لتحديد موقفهم مما يحدث لهم وسيكون ذلك بالتنسيق مع مختلف فروع الغرب الجزائري لأن الأزمة القائمة لا تمس فرع مستغانم وإنما كل فروع الغرب الجزائري حيث يقول كذلك أنه في اتصال دائم ومستمر مع منسقي ملحقات كل من وهران ، سيدي بلعباس ، معسكر ، الشلف ... في إطار محاربة الأمية أقرت الدولة في مطلع السبعينات من القرن الماضي استحداث جهاز وطني أطلق عليه إسم " الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار " حيث كان يعتمد في بداية مشواره على المتطوعين لأداء مهمة تدريس المسنين والأميين ، ظل هذا الجهاز على هذا الحال إلى غاية مطلع القرن 21 أين غير نوعا من الإستراتيجية التي كان يقوم عليها حيث أصبح ينسق مع الجهازين الاجتماعيين ، تشغيل الشباب و الشبكة الإجتماعية حيث منح لهما الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار عقود التشغيل ، ابتداء من سنة 2007 أصبح هذا الجهاز من ضمن استراتيجية رئيس الجمهورية، في سنة 2008 غيرت الإدارة من سياستها وأصبحت تطالب معلم الكبار إحضار فوجين من 20 متمدرسا في كل فوج منهما . خلال السنة الدراسية 2008/2007 كان معلم الكبار يتقاضى 4.000 دينار جزائري ، أما السنة الدراسية 2009/2008 ارتقت رواتب معلمي الكبار من 4.000 إلى 16.000 إلا أنهم ومنذ شهر أكتوبر 2009 إلى غاية جويلية 2010 لم يتحصلوا على رواتبهم ، لم يتوقف مطلبهم عند حد عدم تسليم رواتبهم وإنما يطالبون بمنحهم نسخ من عقود التشغيل بملفاتهم الخاصة بالتأمين ، قبل الوصول إلى هذه المرحلة المؤسفة يقول السيد بكوش بعثنا العديد من المراسلات إلى المعنيين بالديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار ومختلف المصالح القائمة على هذا النوع من التعليم لكن لا حياة لمن تنادي ، ولم يبق لنا يواصل قائلا إلا هذه الحركة الاحتجاجية التي نرغب في أن يصل صيتها إلى من يعنيه الأمر . هذه الصرخة النابعة من عمق إطارات سخرت وقتها وشبابها لتعليم الكبار والأميين بتنقلها عبر دواوير ولاية مستغانم بمصاريفها الخاصة منذ 14 شهرا لا تطالب إلا بمستحقاتها مما يمكنها من مواصلة واجبها في أحسن الظروف وتجنيب الكبار والأميين تعطيل تعليمهم ، أمام هذه الإشكالية هل توجد آذان صاغية قادرة على حل المشكلة؟ .