السيد محمودي محمود هو أحد شباب مدينة مستغانم الذين استهوتهم النغمات الموسيقية وأحبوا الفن بمختلف أشكاله وأنواعه ، ونظرا لكثرة الفنون استقر محمود على نوعان منهما ، فن الغناء وفن التصوير ، تمكن الشاب محمودي المعروف في الوسط الشعبي المستغانمي بمحمود ميلور نسبة إلى محل التصوير الذي تركه والده رحمه الله للعائلة ، حيث يعرف العام والخاص هذا المكان الذي يقع في قلب المدينة وهكذا لا يمكن الحديث هنا بمستغانم عن التصوير دون الإشارة إلى " ميلور " ، كونه ترعرع إذا وسط جو مفعم بالصور الفوتوغرافية والميول الغنائي شق محمود طريقه محليا إلى أن أصبح العام والخاص يعرفونه بفضل أغنيته الأخيرة على مستغانم ونظرا لذلك اقتربت جريدة الجمهورية منه وأجرت معه الحوار التالي : السيد محمود قدم نفسك لقراء الجمهورية الكرام . - إسمي محمودي محمود ولد الحاج عبدالقادر ، يعرفني الفنانون في الساحة الفنية المستغانمية بمحمود ميلور . كيف جئت إلى الفن ؟ - البداية لم تكن مباشرة مع الغناء ، حيث أنني أحببت ومارست قبل هذا نوع آخر من الفن وهو المسرح ، وكان ذلك لفترة من الزمان حيث تصادفت هذه مع رغبتي وإلحاحي في التعرف على مختلف أنواع الموسيقى والإقاعات وهكذا بدأت أميل شيئا فشيئا إلى الموسيقى وأبتعد عن المسرح ، وبقدر ما كنت أقترب من الموسيقى كنت في نفس الوقت أبتعد عن المسرح إلى غاية تطليقي هذا الفن وتمسكت بفن الغناء. لماذا هذا التنافر بين الموسيقى والمسرح رغم أنهما يكملان بعضهما البعض في الحقيقة ؟ - فعلا الغناء يكمل المسرح والعكس صحيح لكن ما دفعني إلى ذلك هو استماعي كثيرا إلى مغنيين طبعوا الغناء الأصيل والنظيف بحروف من ذهب ، وهنا دعنى أتحدث عن عبدالوهاب الدكالي ، أحمد وهبي وبلاوي الهواري . إذا استثنينا الفنان الكبير عبدالوهاب الدكالي فإن أحمد وهبي وبلاوي الهواري يغنيان الوهراني؟ - نعم ، يغنيان الوهراني لكن الوهراني النظيف الذي يمكن أن تسمعه وأنت جالس مع العائلة الكريمة ، لا الوهراني الذي يجعلك تفر ممن يكون من حولك ويفر من كان من حولك منك ، هذا ليس بفن وإنما بسوء الآداب والإحترام لكل من يستمع إلى هذا النوع من الغناء ولا داعي للغو فيه لأنه مضيعة للوقت . إذا وجدت نفسك في الفن الوهراني النظيف كما تقول؟ - صحيح ، وجدت نفسي في الفن الوهراني النظيف ، وقد اخترت هذا النوع من الفن طبعا بعدما رفضت الإستماع إلى تلك الكلمات الساقطة والتي أراد البعض إنسابها للفن الوهراني والراي خاصة ، لهذه الأسباب رفضت أن أغني هذا النوع مما يسميه البعض بالفن . هناك أغنية دفعت بك إلى الواجهة حيث بات يعرفك العام والخاص هنا بمستغانم ما قولك ؟ - بداية ليعرف الجميع ، ما أنا إلا " قندوز " أمام الفنانين والعمالقة ، لا زلت في خطواتي الأولى في فن الغناء ، أعلم جيدا أن الطريق شاق وطويل ، لهذا لا يجب أن تكون أغنية واحدة وهي أغنية " مستغانم " التي فعلا نالت شهرة واسعة بفضل إذاعة " الظهرة " المستغانمية وهي مشكورة على ذلك ، سببا في تضخيمي إلى درجة التخمة ، وبهذا أفقد حتما توازني وأسقط في غياهب النسيان أسرع مما أتوقع . أغنية " مستغانم " التي أخذت شهرة حدثنا عنها - هذه الأغنية هي من كلماتي ، أما الألحان فهي مأخوذة من أغنية " ارسام وهران " للفنان الوهراني القدير الهواري بن شنات ، حيث أحببت أن أقدم لمدينتي مستغانم أغنية تسر أهلها ويحبونها وهذا ما حدث حيث تناغم المستغانميون معها كلما سمعوها ، واليوم تتهاطل طلبات المستمعين على إذاعة مستغانم لتقديمها على أمواج الأثير . هل لك أن تقدم لنا البعض من كلماتها ؟ - قبل الحديث عن الكلمات دعني أقول لك أن الأغنية ذات بعد حسي حيث أردت من خلالها إعادة صورة مستغانم على الحالة التي كانت عليه من قبل ، وهذا بعدما فقد سكان هذه المدينة الكريمة الكثير من عاداتهم وتقاليدهم بفعل التحضر وتأثيرهم بالكثير من التغيرات التي أصبحت تحوم من حولنا خاصة هذين العقدين الأخيرين حيث الانفتاح الثقافي والإعلامي الذي هو مفتوح اليوم على مصراعيه ، فلم يجد الشباب ضالتهم في تراثهم وأقل من ذلك في ما هو مستورد . أما كلمات الأغنية ففي مجمل ما تقوله : " كانت مستغانم كانو زهوات * سيدي سعيد مقام لا ميري " " الهلال والقران كافي قهوة لشياخ * حمادة والشيخ الجيلالي " "مستغانم زنت البلدان " بغض النظر عن هذه الأغنية هل لك إنتاج جديد ؟ - نعم ، أنا اليوم بصدد تحضير الجديد حيث توجد عدد من الأغاني سأجمعها كلها في ألبوم لأسوقه عند الإنتهاء من إنجازه ، ومن بين المنتوج أذكر أغاني " ماتبكيش يا قلبي _ الطهارة ( ختان الأطفال ) _ ياليام _ المرسم " وهي إعادة للأغنية المعروفة " مجمل ما في جعبتي ثمانية أغاني . هل كانت لك دعوات للمشاركة في المهرجانات والحفلات ؟ - إلى حد الساعة لم تقدم لي أي دعوة للمشاركة في المهرجانات والملتقيات الفنية الكبرى لكن هذا ليس معناه أنني لم أشارك في الحفلات والأعراس كلما دعوت إليها ، وأنا مستعد طبعا لتقديم خدماتي كلما طلبت إلى ذلك ، وأشكر بالمناسبة السيدة محيوز المكلفة بالنشاط الفني ببلدية مستغانم وجمعية السعيدية التي تطلب خدماتي كلما أقامت حفلا ساهرا بمستغانم . إلى جانب الغناء يبدو أنك تمارس كذلك السينما ؟ - نعم ، إلى جانب الغناء أمارس هواية أخرى هي السينما ، لكن ليس كممثل وإنما كمدير للتصوير لعلمكم سيشرع هنا بمستغانم تصوير فيلم تحت عنوان " المجرم " للمخرج مراح والمنتج بوهادي عبدالقادر ، وقد تم تعيين الكثير من الأماكن وحتى ثانوية ، كما قدمت لنا مصالح الأمن كل الدعم الذي سيسمح لنا بتحقيق إنجازنا ، وسننطلق إن شاء الله عن قريب في بدأ العمل . كلمة أخيرة - ككل فنان أصيل أطلب من الشباب المقبل على الغناء تطهير أغانيهم من الكلمات الساقطة حتى نسمح للعائلات الإلتقاء حول أغنية تدخل السرور والبهجة عليهم لا تفرق القعدة الأسرية ، كما أشكر جريدة الجمهورية على الإلتفاتة الطيبة وأتمنى أن نبقى في اتصال كلما كان الجديد .