يعيش سكان بلدية مستغانم منذ انطلاق الموسم الصيفي 2010 جحيما حقيقيا إسمه انقطاع التيار الكهربائي الذي بات يتكرر وبصفة منتظمة ماسا بذلك تقريبا أغلبية أحياء بدءً بوسط المدينة ، مرورا بأحياء عدة منها حي تيجديت العتيق ، زغلول (بلفيدار سابقا)، سالمندر، البلاطو، بيبينيار وبهذا يكون هذا العطب قد مس ولا زال يمس إلى غاية كتابة هذه الأسطر نسبة كبيرة من تراب البلدية والتي يمكن تقدير مساحتها الإجمالية بحوالي 50% بمعنى أن عدد المتضررين مما يحدث يساوي 65.000 زبون من بين 130.000 الذين تزودهم الشركة الوحيدة في السوق الجزائرية شركة توزيع الكهرباء والغاز بهذه المادة الحيوية ، هذه الإنقطاعات المتكررة أصبحت فعلا تنغص حياة السكان الذين سئموا منها وخاصة مما تخلفه من انعكاسات سلبية ومباشرة على حياتهم اليومية بعدما تعطلت تقريبا مختلف المخابز التي توجد في محيط الأماكن المتضررة وكذا الصيدليات ومقاهي الإنترنات وخدمات الفاكس ناهيك عن الأدوات الكهرومنزلية للمواطنين التي تلقت الصعقة الكبرى كالتلفزيونات والثلاجات عموما بمعنى كل ما له علاقة مباشرة بالتيار الكهربائي. ونظرا للوضعية المحرجة التي بات يعيشها نصف سكان بلدية مستغانم اقتربت جريدة الجمهورية من السيد تكدنتي إسماعيل المدير الولائي لشركة توزيع الكهرباء والغاز بمستغانم الذي أوضح من جهته "إن الإنقطاعات المتكررة للكهرباء راجعة لعوامل قاهرة خارجة عن إرادة المؤسسة، منها رداءة الحبل الكهربائي من جهة وهذا بالرغم من حداثته فإنه تعطل عن العمل في ثلاثة أو أربعة نقاط موزعة عبر تراب البلدية إلى جانب احتراق المحول الكهربائي المتواجد بحي زغلول (بلفيدار سابقا) من جهة أخرى. فإذا كانت الإنقطاعات يقول محدثنا كانت تحدث من حين لآخر خلال فترة الصيف فإن الغريب في الأمر وهو أن هذه المرة حدثت خمس أعطاب دفعة واحدة مما تسبب في إحداث اختلالات في التوزيع الكهربائي مست عدة أحياء لمدينة مستغانم "أمام هذه الوضعية يقول السيد تكدنتي " أننا بصدد تشغيل الخطوط الموازية ونعمل على قدم وساق من أجل تزويد المواطنين في المناطق المتضررة" وحول استفسارنا عن استمرار هذه الظاهرة في المستقبل قال السيد تكدنتي " أن مستغانم على وشك الشروع في إطلاق برنامج خاص يسمح للمؤسسة بإعادة هيكلة شبكة الكهرباء وذلك بإدخال نظام (سكادا / scada) الذي يتم بفضله التحكم في توزيع الكهرباء عن بعد الشيئ الذي سيسمح لنا بإصلاح العطب فور حدوثه ومن ثمة ربح الوقت. لعلمكم يواصل قائلا " إن مشروع سكادا جاهز ونحن في انتظار استلامه ، وعبر جريدة الجمهورية أوجه نداء لسكان مستغانم خاصة منهم مالكي المكيفات الكهربائية وضع أجهزتهم على درجة 25 إلى 26 درجة مما يسمح بتلطيف الجو وتمديد في عمر الجهاز بدل من وضعها في درجة 15 أو 16 هذا ما سيرفع فاتورة الإستهلاك الكهربائي ويقصر من مدة صلاحية الجهاز " . بين الحجج التي ظلت تقدمها الجهات المختصة في توزيع هذه المادة الحيوية والخسارة المادية التي لحقت بمختلف الأجهزة الكهرومنزلية وغلاء الفواتير التي يدفعها المواطن كل شهرين يبقى هذا الأخير الضحية الأولى بعدما حرم من الكهرباء خلال صيف 2010 الحار، وها هو اليوم متخوف أكثر من استمرار هذه الوضعية المؤسفة خاصة وشهر رمضان الكريم على الأبواب . فإلى متى ينتظر المواطن شروع شركة توزيع الكهرباء والغاز لولاية مستغانم في إطلاق نظام سكادا / scada ؟ وتوديع إلى الأبد ذلك العطب المتكرر .