زادت شكاوى المواطنين مؤخرا من إرتفاع أسعار الفحوصات والتحاليل المخبرية التي تجريها العيادات ومخابر التحاليل الطبية التابعة للخواص، بحيث بلغت أبسط التحاليل ألف (1000) وألفى (2000) دج كتحاليل الدم والفحص عن طريق الأشعة ومختلف الأجهزة الأخرى. ومازاد من إستياء المرضى هو غياب العديد من التحاليل المخبرية بمؤسسات الصحة الجوارية والعيادات بالرغم من أن قطاع الصحة يوفرها مجانا أو بأسعار منخفضة جدّا. وأمام هذا الوضع يضطر المرضى إلى التردد على المخابر التابعة للخواص لإجراء التحاليل في أسرع الأوقات خاصة إذا كان الأطباء المعالجون يستعجلون مرضاهم لتوفير مثل هذه الفحوصات لتسهيل عملية المعالجة ووصف الدواء. وغالبا ما يكون المرضى على وشك إجراء عمليات جراحية مستعجلة سواء كانت معقدة أو بسيطة، لذلك يجبرهم أطباؤهم على إحضار نتائج التحاليل سريعا. وما لا يكون في حسبان المريض هو وقوع أخطاء في التحاليل الطبية التي تجريها العيادات الخاصة، فرغم أنه يدفع ثمنها المرتفع إلا أنه مجبر على إعادتها من جديد ليحصل على النتائج الصحيحة، وعلى هذا الأساس يبني الطبيب المعالج فحصه للمريض والعلاج الذي يقدمه له ويصف الدواء. وفي أحيان أخرى تحدث أمور أخطر من هذا بكثير فالعديد من مخابر التحاليل لا يملكون بعض الكواشف الهامة مثل كاشف فيروس السيدا، وبما أن الشباب المقبل على الزواج مضطر لإجراء بعض تحاليل الدم كالكشف عن فيروس السيدا فيتوجه الى العيادات الخاصة لإتمام أوراق ملف عقد الزواج، لكن ما لا يعلمه الكثيرون هو عجز عدة مخابر للتحاليل عن كشف هذا الفيروس لكنهم لا يرفضون مرضاهم، ويملؤون الخانة الخاصة بهذا التحليل على أساس أنهم أجروه فعلا فيدفع صاحب الطلب ثمنه دون أن يعرف خلفيات ما حدث. والأمر المؤسف بالنسبة للمرضى هو عدم قدرتهم على تعويض تكاليف التحاليل المخبرية فصندوق الضمان الإجتماعي لا يوفر مثل هذه التغطية الى يومنا هذا بالرغم من أن أعداد الفحوصات التي يطالبها الأطباء كثيرة، وتتزايد أعدادها سنة بعد سنة لأنهم أصبحوا يبحثون على تفاصيل دقيقة جدّا عن الحالة الصحية للمريض وحالة دمه إن كان يحمل بعض الفيروسات الخطيرة أم لا وأيضا لمعرفة نسبة الكوليسترول والسكر وغيرها في الدم. ويعد حاملو فيروس السيدا من أكثر المرضى إحتياجا لتحاليل الدم المختلفة قبل أخذ الدواء المناسب لهم من مصلحة الأمراض المعدية، فيجرون التحاليل عند الخواص عند غيابها بمؤسسات الصحة العمومية وعليه يطالب هؤلاء المرضى من الجهات الوصية تغطية إجتماعية كاملة لأنهم مصابون بمرض خطير ومزمن ومصرح به أيضا، وأكثر الأشياء التي يحتاجونها هي الدواء وتحاليل دم مجانية.