بمناسبة الذكرى الأولى لافتتاح الجامع القطب عبد الحميد بن باديس، واحتفاء بيوم العلم المصادف ل16 من أبريل، نظمت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بوهران، يوما دراسيا بعنوان "علماء وهران سير ومآثر في القرن العشرين"، أشرف على افتتاحه والي الولاية عبد الغني زعلان، وكانت هذه السانحة العلمية، فرصة لتكريم العديد من المشايخ الأجلاء والعلماء الأفذاذ بوهران، وهذا عرفانا لجهودهم الجبارة في خدمة الدين وتنوير الرأي العام ونشر رسالة الإسلام السمحاء، وأكد ممثل وزارة الشؤون الدينية السيد خالد بوشامة، في كلمته التي ألقاها نيابة عن الوزير محمد عيسى، أن الجامع القطب عبد الحميد بن باديس، يمثل منبرا إشعاع علمي ليس لوهران فقط بل للجزائر قاطبة، وأضاف خالد بوشامة، أن هذا الصرح الديني يقابل بشموخ الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا أن وهران تفتخر بكونها أنجبت ولا تزال العديد من العلماء النورانيين الربانيين، من جهته أكد والي الولاية في كلمته، بمناسبة هاذين الحدثين المتميزين، افتتاح الجامع ابن باديس وذكرى يوم العلم، أن هاتين السانحتين هي في الحقيقة بشرى طيبة حباها الله عز وجل للشعب الجزائري، لاسيما وأن هذا الصرح الشامخ المتعدد الأبعاد والغايات أضحى لؤلؤة تتوج كمال مدينة وهران وجمالها البراق، مضيفا أنها قطعت أشواطا كبيرة في مسار التنمية، داعيا إلى الحفاظ على هذا الصرح والعمل على استغلاله أحسن استغلال، حتى يكون حصنا واقيا لشبابنا من مختلف التيارات التغريبية والإيديولوجيات الدخيلة. وعلى هامش الحفل تم تكريم 16 اسما من أبرز علماء وهران المتوفين، بحضور أقاربهم وعائلاتهم، الذين ثمنوا هذه المبادرة، التي تأتي في سياق تثمين جهود هؤلاء المشايخ والاعتراف بدورهم الكبير في المحافظة على قيم المجتمع الأصيلة وزرع بذور أخلاق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الحميدة، ومن بين الأسماء التي تم تكريمها، نذكر على سبيل المثال لا الحصر : المرحوم طالب عبد الرحمان، أحمد الساجي، عبد القادر الزبير، معمر حني، الطيب المهاجي، بوعبدلي المهدي، عبد القادر الياجوري، بوبكر العربي، السعيد الزموشي، بالقاسم بن كابو، وغيرهم من مشايخنا الذين أفنوا حياتهم في البحث والتنقيب وتفسير القرآن الكريم والأحاديث النبوية، كما كان هذا اليوم الدراسي، فرصة لاستذكار المواقف التاريخية، لرجل التنوير والإصلاح والنهضة العلامة الكبير عبد الحميد بن باديس، الذي كافح الاستدمار الفرنسي بالكلمة والقلم، وواصل مسيرته النضالية العلمية، مكونا الكثير من الأجيال الباديسية المتشبعة بالحكمة والثقافة والعلم. لتنطلق بعد ذلك أشغال اليوم الدراسي، الذي ناقش واستعرض سير ومآثر مختلف العلماء الأكارم الذين تفتخر بهم مدينة وهران، التي استطاعت بهذا الجامع القطب، أن تشع بعلمها العطر وفكرها العبق وسماحة دينها المستنير.