تطورت ثقافة المساعدات المرضية و الإحتياجاتية المختلفة في الوسط الإجتماعي التلمساني عبر شبكات التواصل الاجتماعي ما فيها الإعلامية المكتوبة و الإلكترونية (صفحة الفايسبوك) و كذا التقليدية التي اعتدنا على سماعها من لدن الأئمة على مستوى المساجد في شكل تويزة والتي ارتقت عمليتها بصفة ملحوظة و هذا بسبب اللحمة الشبانية سيما التسابق الذي خلقه رواد الفايسبوك أين برز دورهم الخيري و إستبانت الوجهة علنية التي فسحت المجال للكشف عن طلب الفرد و الجماعة كفئة واحدة ترغب في تحقيق مسعاها خصوصا في شق العلاج عن طريق جمع المال الذي أضحى عنوانا رئيسيا في طلب العون و المساعدة بذات المنابر و رأت فيها بعض الحركات الجمعوية أنها إيجابية حين يتوفر المبلغ المحدد للمريض و مرافقته لغاية المعافاة و الامتثال للشفاء من خلال دراسة الملف الطبي كمرحلة أولى تفعّل لقاعدة الوقوف على حجم و ثقل الداء. و لإزاحة المفاهيم المبهمة التي إختلطت فيها الإيجابيات بالسلبيات في محتوى المساعدة فقد أكد كل من الدكتور عصام سماحي و الإعلامي ياسين طهراوي من الجمعية الولائية "جزائر الخير" الكائن مقرها بطريق العباّد أن مضمون هذا الدور الناتج عن التقارب والتواصل الإجتماعي في العناية الحسنة التي تولّى للمرضى لابد أن تكون مهيئة معنويا وماديا على حدّ سواء كون ملف المريض المعروض يستدعي تفحص طبي من طرف مختصين يثرون تطوعهم الدائم بالجمعيات الاجتماعية على وجه أخص لأن وجودهم يزيد من عزيمة التكفل باعتبار الحالة عندما تكون بين أيدي العارفين بمجال التطبيب و التشخيص حتما ستؤدي إلى متابعة عينية للمريض الذي يستنجد بأفراد الحركات الجمعوية فمثلا "كافل اليتيم" أين تم النظر في الوضعية الصحية لفتاة يتيمة من مدينة تلمسان أصيبت بخطأ طبي تحول لمرض مستعصي لأكثر من ثلاثة سنوات وهذا ما ألزمهم بالضرورة الاعتناء بها من خلال التوسط لها مع عيادة طبية خاصة طمأنتهم أن حالتها ستعود على أصلها فكان الشفاء حليفها بفعل التتبع اليومي و نفقتها المالية فاقت التوقع و ساندتها الجمعية بموقف إنساني و الأمثلة كثيرة على مرضى تم مساعدتهم خارج نطاق برنامجهم لكن بالتنسيق مع الأعضاء حققوا المحال فعملوا على نقل مريض من منزله مباشرة لمستشفى "عين النعجة" بالجزائر العاصمة " و تدخلوا في عينات أخرى كانت بحاجة لتحاليل الدم و جهاز السكانير و التي تمت عبر "الفيسبوك" بملموس .و قالا ممثلا جمعية جزائر الخير في شأن الطلبات التي يتلقونها عبر" الفايسبوك" و قناة "اليوتوب "كثيرة جدا من ربوع الولاية و الوطن كافة و خارج البلاد و في معظمها مزيفة تسعى للحصول على المال دون أن تكشف عن هويتها مع أنها بيت قصيد التضامن الطبي الواضح و عليه يستوجب مراقبة الدولة للحالات التي تشهّر بنفسها بعيدا عن المشافي و المصحات و هذا بالنظر في تغطيتها الصحية و التدقيق في ملفها حتى تستشف الجهات المعنية نجاح العمليات الجراحية و ترقية الطب في الجزائر وبالتالي يجد المرضى البسطاء في كنف العلاج الوطني و نفس الشيئ للمساعدة التقليدية المنبعثة من المساجد تكون معروفة ووسيطها نزيه ليكتمل الجزاء الخيري بدراسة حالة ملف المريض قبل الخوض غمار بعثرة الأموال إعتباطيا . و لأخذ وجهة نظر جمعية "جيل الغد بمدينة مغنية الحدودية " في المساعدات المرضية التي تحولت لموضة "فمن يحتاج لأي شيئ يحسم أمر إعلانه ""وجدنا أن القاسم المشترك الذي يجمعها مع جمعية جزائر الخير " متشابه و يتجلى في عرض محضر قضائي و الملف الطبي للحالات التي تداع بالشبكات المختلفة خاصة الفايسبوك لأن مساعدتهم مبنية على إطار قانوني و ليس خداع كما أشار في ذلك رئيس الجمعية الكوميدي واسيني دحو أن الطلبات واسعة النطاق و أصبحت صعبة لعشوائيتها ولا تحقيق في حقيقتها ومع كلّ ساروا في منهج صحيح لتقصيهم عن كثب في الحالة قبل الشروع في مدّ العون لها و فعلا نجحوا في عملهم التضامني بمعية" فريق الفكاهة و الضحك المنشار" التي يقودها الكمويدي ابن تلمسان سليم مجاهد بحيث تم جمع قرابة مليار سنتيم لشاب زكرياء بن ددوش من دائرة الرمشي الذي كان يعاني من "تلف كبدي" و الذي كان يتوجب نقله لفرنسا للقيام بعملية زرع ذات العضو ما دفع عدد من الشباب لإنشاء صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك "فلقيت الدعوة تجاوبا من أقرانهم على مستوى الوطن و خارجه في مشهد اقشعرت له الأبدان بتضامن مئات الجزائريين معه حتى أن البعض بلغت به جرأة المساعدة للتبرع بقطعة كبد لزكرياء أملا في الشفاء لكن ما تم إنهاء عملية لململة المال شاء ان يتوفى لكن ذلك لم يثن من عزيمة و إرادة المتضامنين الشباب حسب المتحدث فوجه المبلغ لحالة هواري من ولاية وهران الذي بعث للصين من أجل عملية في النخاع الشوكي و عاد للوطن مؤخرا بعملية ناجحة و حاليا يتابع المراقبة الطبية و منذ العام المنقضي تم إبقاء الصفحة كصوت للمصابين بالأمراض الناذرة و المستعصية من قبل الخيرين المتواجدين بيد واحدة بمناطق عدة بالولاية لإنقاذ إخوانهم اللذين يعانون في صمت التهميش. كما قدمت جمعية جيل الغد بالتعاون مع اللاعب الدولي "محرز "مساعدة للطفل ياسر لطاش صاحب الثلاثة سنوات و المنحذر من دائرة بني سنوس الذي تحصل على مليار سنتيم لإعادة عمليته الجراحية في "الحلق " بفرنسا وفي الوقت الراهن بصدد جمع مبلغ للشاب احمد من مدينة صبرة الذي سقط من سطح المسجد وأصابه خلل في النخاع الشوكي و قبله فتحي الساكن بتلمسانالمدينة الذي منحت له مجموعة حفاظات بصفته مقعد الفراش و لا يتحرك و الذي توفي مؤخرا و كذلك سمير من صبرة الذي تحتم عليه الوضع لنقله لفرنسا بغية إجراء عملية جراحية معقدة بالعمود الفقري .