ما أجمل شرفة الاحتضار...قالت له باختصار. يا من تركت أحلامي تتأرجح على شفا طفرة بين نارك و نورك، بين رضاك و غضبك، بين ظلك و حرّك، لترمم ملامح موتي المحتم على سرير انتظارك، دون أن تحاول إهدائي قارورة عطر الأمل لتنعش نعش أنوثتي ذاك المعتم في كهف الانكسار المتيم. ترى لماذا ترك قلبي شريدا ميتما؟ تساءلت منهزمة تحت لواء الحب العذري الذي سطره لها طوق حمامة قلبها...تلك الحمامة البريئة، البيضاء، المسافرة بين أطلال ملامحه في مدى روحها، والمستحمة في كل لحظة اشتياق لنبرات صوته، في محراب ذاكرة صوتية، سمعية و وفية...مازالت تحتفظ بها جالسة في مقعد ذاك اللقاء البعيد ...آه ما ألذ الاحتضار على فراش صوتك يا أيها القمر البعيد النائي، القريب المغرور...المتربع على شرفة احتضاري بطلّتك، بروحك التي تسحق أيامي وبحضور غيابك في يوميات اشتياقي...فيا سيدي من الصوت ما أسر، و من الحب ما كسر، ومن الأمل ما احتضر، ومن الروح ما اندثر...آه ما أجمل الانهزام تحت سطوة صوتك...قالت ذلك وهي تتأمل ديوان الشاعر الاسباني صديق لوركا " بيدرو ساليناس" الذي يكون أهداه لحبيبته...يحمل عنوان "الصوت لك و لأجلك".