صدر مؤخرا للمؤلف محمد فريحة، كتيب جديد بعنوان "وهران مدينة تشهد"، عبارة عن فضاء للتاريخ والذاكرة عن أبرز مجاهدي وشهداء مدينة وهران، المؤلف الذي قدمه بوزيان بن عاشور الصحافي والمدير العام لجريدة "الجمهورية"، المتكون من 52 صفحة والذي تم إخراجه بطريقة جذابة تجسد نضالات الشعب الجزائري عامة والوهراني خاصة، وتبرز وحشية الاستدمار الفرنسي الذي أذاق أجدادنا أقسى ويلات العذاب، فهذا الكتيب المرتكز على عدة وثائق، هو عبارة عن محطات تبرز بالتاريخ مآثر وجهود ثوارنا الأشاوس، يمدينة وهران الذين ضحوا مثلهم مثل باقي المجاهدين عبر التراب الوطني بالنفس من أجل أن تحيا الجزائر، حيث يبدأ محمد فريحة بتاريخ الفاتح من ماي 1945، حيث احتشد الآلاف من المتظاهرين في مختلف الأحياء الشعبية بالرايات الوطنية، مظهرين ولاءهم للجزائر، ليستمر السرد بالحديث عن التوقيفات التي طالت الكثير من المناضلين فضلا عن اللقاءات التي جمعت فرحات عباس بالكثير من القيادات في وهران على غرار بن أحمد محمد، حيرش محمد، بن عبد الرحمان محمد، دون أن ننسى اجتماعات هامة أخرى بين حاج بن علا والعربي بن مهيدي وغيرها من الأحداث المهمة، ليقدم سير وخلاصة موجزة عن نضالات كل مجاهد وثوري بمدينة وهران على غرار بن علا، وزدور براهيم بلقاسم، وشهيد المقصلة أحمد زبانة، وبن عربة محيي الدين، فضلا عن الشهيد حمو بوتليليس وآخرين فهذا الكتيب الذي تزامن صدوره مع مجازر الثامن من 8 ماي 1945، يمثل فرصة لمختلف الباحثين والمهتمين الشباب بالتاريخ المشرق لمجاهدينا وشهدائنا البواسل، لاسيما وأن كتابة التاريخ بات مطلبا وضرورة حتمية، حتى نحافظ على رسالة الأجداد، وندافع عن مكتسبات الوطن الغالية، تماما مثلما هم كرسوا حياتهم وشبابهم في الدفاع عن هذا التراب المقدس.