بدأ المجمع السكني الجديد " اللواء جمعي علي" المتواجد بمنطقة "بلقايد" يتحوّل تدريجا إلى نقطة سوداء بفعل السلوكات المشينة لبعض السكان الذين لا يبالون بالمنظر الخارجي لشققهم، حيث لم تمض سوى أياما قليلة على توزيع هذه السكنات و راح العديد من الشباب يشيّدون محلات من القصدير يكسبون من خلالها قوتهم اليومي مستغلين بذلك غياب الفضاءات التجارية بهذا الحي الجديد، حيث سيطر العديد منهم على زوايا المجمع السكني لعرض مختلف المنتوجات، هذه الأخيرة التي يتم تسويقها بطريقة غير صحية، قد تعرض حياة المستهلكين إلى الخطر. فيما اغتنم بعض باعة الأثاث الفرصة وقاموا كذلك باستغلال مساحة من هذا الحي لتسويق أغراضهم، ضاربين صورة وجمالية المكان عرض الحائط. والأمر الذي يؤلم الخاطر هو قيام بعض الأطفال باقتلاع النخيل واللعّب به أمام أعين الكبار، فيما قام بعض الشباب بالسيطرة على المساحات المخصصة لركن السيارات وارتدوا أقمصة توحي بأنهم حراس الحظائر المتواجدة بعين المكان، فارضين على أصحاب المركبات مبالغ مالية تتراوح قيمتها ما بين 700دج و 800دج شهريا . أما بالنسبة لواجهات الشرفات فتزينت هي الأخرى بستائر مختلفة الألوان والأشكال، هذه الأخيرة وإن دلت على شيء إنما تدل على العقليات والمستويات وعدم الانسجام بين بعض سكان العمارات المتواجدة بالحي، فضلا عن عكسها لأجواء الفوضى التي عاشوها بالأحياء القديمة. وما تجدر الإشارة إليه أنّه سبق لديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية وهران أن نبّه هؤلاء المستفيدين قبل أن تطأ أقدامهم الشقق الجديدة وذلك من خلال إلصاق إعذارات عند مدخل كلّ عمارة، هذه الأخيرة التي تتضمن أنّه على كلّ المواطنين المستفيدين من سكنات جديدة بصيغة العمومي الإيجاري على مستوى القطب الحضري الجديد أن يلتزموا بهذه التعليمة التي تنص على أنه يمنع منعا باتا إحداث أي تغيير على واجهات العمارات أو تنصيب المقعرات الهوائية على مستوى الواجهات، وهذا لوجود أماكن مخصصة لها فوق الأسطح، وكلّ من يخالف هذه التعليمة يتعرض إلى متابعة قضائية والطرد من السكن. وفي الأخير لا يسعنا القول سوى أنّه على السلطات المسؤولة بما فيها المندوبية الحضرية "المنزه"، الجهات الأمنية وكذا ديوان الترقية والتسيير العقاري أن يتدخلوا في أقرب وقت ممكن للقضاء على هذا الظاهرة قبل أن ترسم إمبراطورية خاصة بها، ويصعب على الأطراف المعنية القضاء عليها.