سرايا الصاعقة هي الترجمة العربية ل (البلماح) أو( البلماخ ) و التي لا تتعدى ترجمتها العسكرية أن تكون منظمة ارهابية اشتغل عليها الصهاينة من يهود فلسطين و الهاغانا - التي نشأت في 1921 لأي سنة واحدة من إعلان الانتداب البريطاني و ما يعني أن التدبير من أجل السطو كان مبرمجا و ينتظر الفرصة السانحة - فاتخذوها جناحا عسكريا للقادم من حروبهم و دسائسهم ضد الفلسطينيين أصحاب الأرض . و لا غرابة أن بعلن الصهاينة عن قيام كيانهم في 15 ماي 1948 و هي الذكرى السابعة لإنشاء ( البلمح ) الذي قام على أساسه جيش الدفاع الاسرائيلي و على أنقاضه (تساآل) لقد عمل قياديو الهاغانا و الذين من أبرز أسمائهم موشي ديان و اسحاق رابين و بن غوريون على إقامة جناح عسكري يستقطب الكفاءات الكبيرة من داخل فلسطين أوائل الأربعينات لتنفيذ خطة قيام الكيان الجرثومة بعد أن فشلت الهاغانا في البداية في تجنيد يهود الخارج لعدم إيمانهم بيهودية الأراضي الفلسطينية أو قيام كيان في القادم من السنوات خاصة أيضا أن هذه الأراضي كانت تحت سيطرة الانتداب البريطاني و لا شيء كان يوحي بانسحابه ، و لكن شفع لليهود أنهم عرفوا المعسكر الذي يتخندقون فيه فمالوا إلى مساعدة بريطانيا ضد ألمانيا و قد دربت بريطانيا البلمح على فنون القتال و أضافت إليهم الهاغانا أساليب التخريب و الاستخبار استعدادا لاحتمال هجوم ألماني كما زعمت بريطانيا . اعتداءات سافرة بالجملة و بعد اشتداد عود جيش الدفاع الاسرائيلي أوكلت الهاغاتا للبلمخ مهمة اقناع يهود العالم بالالتحاق بإسرائيل و هذا ما برر الدور الحضاري و الثقافي الذي لعبه التنظيم فشكّل بالتالي شخصية الكيان العسكرية و السياسية و الثقافية أيضا , كما شأت منظمة الإرجون التي صنفت في ما بعد من قبل السلطات الإنجليزية كمنظمة إرهابية في العام 1931 بتفرعها من الجناح العسكري الصهيوني آنذاك ، لعل من أهم أسباب انشقاق الإرجون عن الهاغانا الصهيونية هو امتعاض الإرجون من القيود البريطانية المفروضة على الهاغاانا في تعاملها مع الثّوار الفلسطينيين فالإرجون أرادت المرور إلى السرعة القصوى في إبادة الشعب الفلسطيني قبل الإعلان عن قيام الكيان .. تمثّل الدعم البولندي للإرجون على تقديم العتاد والتدريبات العسكرية ، وفي العام 1943، تولّى قيادة منظمة الإرجون مينااحيم بيفن وبُعيْد إعلان دولة إسرائيل ، حلّت الحكومة الإسرائيلية المؤقّتة آنذاك جميع المنظمات العسكرية لتكوين جيش الدفاع الإسرائيلي الذي زودته الولاياتالمتحدة و بريطانيا بالدعم و العتاد . نفذت المنظمة الصهيونية إرجون أكثر من 70عملية عسكرية ضد الفلسطينيين العرب إضافة إلى مهاجمتها قوات الاحتلال البريطاني التي كانت تراقب تحركاتها و اعتداءاتها السافرة على أصحاب الأرض وقد تم وسم هذه المنظمة بصفة الإرهاب من قبل صحيفة نيويورك تايمز، وأيضاً من قبل اللجنة الانجليزية أمريكية للتقصي ، إضافة إلى شخصيات عالمية بارزة ومنها يهودية أمثال، وينستون تشرشل و ألبرت اينشتاين . شنت منظمة الأرجون سلسلة من الهجمات إبان نشوب الحرب العالمية الثانية، راح ضحيتها ما يزيد عن 250 من العرب الفلسطينيين في تلك الفترة.