نظمت أمس جمعية الموحدية بمدينة ندرومة في إطار برنامجها لشهر التراث محاضرة بعنوان" الحايك هوية ، حضارة وأصالة " بحضور رؤساء عديد الجمعيات من مختلف المناطق ، الأساتذة و الطلبة ، وفي هذا الصدد سلطت الأستاذة أمبوعزة سميرة وهي مختصة في بالحفظ في المركز التفسيري للباس التقليدي الجزائري بتلمسان وباحثة في التراث، تاريخ الحايك الذي يرمز للتراث والأصالة ، إنطلاقا من الفترة اليونانية إلى الإسلامية ، حيث أوضحت أن اليونان والإغريق هم من أول نسجوا هذا اللباس، وأضافوا لمستهم و نوّعوا تسمياته وألوانه من الأبيض إلى الأحمر إلى الأخضر، أما عند الرومان فقد كان مخصصا للرجال ، وكان يطلق عليه إسم" توجا أوتوك "، و ما كانت تلبسه المرأة يسمى " الأستولا" ، وهو رداء طويل وعريض يكفي لتغطية كامل الجسم . كما تحدثت الأستاذة أمبوعزة عن مختلف التسميات التي أطلقت على الحايك باختلاف البلدان والمناطق، فالأندلسيون كان يسمونه بالملحفة و كوبيخادو، الملحفة في ليبيا ، الإزار في المغرب ، وبالنسبة للأمويين فكان الحايك ذو اللون الأبيض خاص بالحداد والأسود للأفراح، أما الأصفر فكان خاصا بيهود الأندلس، وتضيف الأستاذة سميرة أنه في لبنان تم ارتداء الحايك سنة 1875، وكان خاصا بالمرأة النصرانية، أما مصر في سنة 1862، حيث كان لونه أسود مع النقاب والبرقع ، و في الجزائر مرّ بعدة فترات وحضارات قديمة حتى 1958، عندما قدم أحد الأئمة خطبة بحضور جنرالات فرنسا دعا فيها النساء إلى ترك الحجاب والحايك من أجل التحرر والتحضر . كما تحدثت الأستاذة المحاضرة عن أسماء الحايك ، حيث قال إن سكان الغرب يسمونه بالكسا، وفي الوادي الدرزات، وفي الجنوب يقال له الملحفة أو الإزار، وفي تمنراست تيسغنس، كما أوضحت السيدة أمبوعزة أن حايك " المرمّى" هو أجود الأنواع ، وهوموجود بالعاصمة خاصة ، وكذلك حايك العشعاشي نسبة إلى عائلة العشعاشي بتلمسان، الذي يمتاز بتطريزات صفراء، و حايك السفساري الموجود بالشرق ، حيث يتكون من القطن والحرير ويختلف بين الأصفر والأبيض و الأسود ، أما في قسنطينة فنجد الملايا ، وهي رمز المرأة هناك ، إذ تم ارتداؤه حزنا على وفاة باي قسنطينة سنة 1792 ، كما أشارت ذات المحاضرة إلى أن الحايك لم يقتصر على النساء فقط ، وإنما ارتداه حتى الرجال ، وحاليا نجد أن المناطق الأكثر استعمالا للحايك هي الوادي وغرداية. وقبل إختتام الأمسية التراثية أعلن رئيس الجمعية السيد عز الدين ميدون عن الفائزات في مسابقة النساء المعتادات على لبس الحايك بندرومة في كل الأوقات، وتم تكريم بعضهن بمنحهن بشهادات وهدايا معتبرة ، فيما سيتم تكريم أخريات في حفل خاص، والهدف حسب رئيس الجمعية من ذات المسابقة هو حث الفتيات من الجيل الجديد على ارتدائه كونه قيمة حضارية مميزة.