مختصون يدعون إلى توفير لوازم التبريد والحفظ. تنتشر بشكل واسع ظاهرة عرض قارورات المياه المعدنية و المشروبات الغازية و العصائر على الأرصفة و الطرقات في الأسواق و المحلات و رغم خطورة و انعكاسات مثل هذه السلوكات على صحة المستهلك إلا أن غياب المراقبة و المتابعة و الردع كان وراء توسع المشهد و تجاوزه الحد المعقول خاصة في فصل الصيف أين يشتد الحر و يعرض التجار القارورات البلاستيكية في الشارع مباشرة تحت أشعة الشمس. المتجول في سوق المدينة الجديدة مثلا أو سوق (لاباستي) أول ما يلفت انتباهه هو تلك الكميات الهائلة و المتراكمة لعبوات المياه المعدنية و المشروبات المختلفة و قد تكون بأسعار اقل من تلك المعروضة بمبردات محلات المواد الغذائية إلا أن تزايد العرض لم يكن وليد الصدفة أو مغامرة الباعة و إنما هو نتيجة لتزايد الطلب و الإقبال الكبير للمستهلكين على اقتناء هذه المواد بكميات كبيرة لإعادة تخزينها و تبريدها هذا ما ذكره احد الباعة الذي يتخصص في فصل الصيف في عرض المياه و المشروبات على الأرصفة، كما أن هناك عدد كبير من الباعة ينقلون نشاطهم إلى الشواطئ و يضعون عبوات المياه في مجمد يدوي تحت أشعة الشمس لإعادة بيعها. ارتفاع الحرارة يؤدي إلى تنامي (الليستيريا) و تحذر جمعيات حماية المستهلك وخبراء التغذية المواطن من اقتناء المياه المعدنية و المشروبات الغازية و العصائر المعروضة على أرصفة الأسواق والمحلات التجارية تحت أشعة الشمس نظرا لما تشكله من انعكاسات خطيرة على الصحة و في هذا الصدد أكدت مصادر من مصلحة الجودة و قمع الغش أن انقطاع سلسلة التبريد يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة المحددة و ذلك ما يسمح و يسهل عملية تكاثر وتنامي "المكورات العنقودية الذهبية" أو الليستيريا أحادية الخلية و هي حسب المختصين نوع من البكتيريا تساهم في التقليص من صلاحية المنتوج و تتسبب بالتالي في خطر التعرض لداء الليستيريا الناتج عن تراكم هذه البكتيريا في جسم الإنسان و التي تصيب الجهاز الهضمي و تتسبب في حدوث اضطرابات معدية قد تؤدي إلى الإجهاض بالنسبة للنساء الحوامل و يكون في الغالب حسب الأطباء كبار السن و الأطفال و الحوامل أكثر عرضة لجرثومة الليستيريا، و من أجل تفادي كل هذه المشاكل تدعو جمعية حماية المستهلك كل التجار و الباعة إلى تخزين القارورات البلاستيكية لمياه الشرب بعيدا عن أشعة الشمس كما دعت المواطن إلى تفادي شراء مثل هذه المنتوجات المعروضة في الشوارع و على الأرصفة. و ذكر في هذا السياق الأستاذ بوكلي حسان بن عمر الأمين العام لجمعية حماية المستهلك إلى أن المياه والمواد الغازية المعرضة لأشعة الشمس تتحول بسرعة وبالتالي تشكل خطرا كبيرا على صحة المستهلك الذي بدوره يحتاج إلى كثير من الوعي بمختلف الأخطار الغذائية المحيطة به، وأفاد أيضا أن المشكل لا يقتصر على عرضها في شوارع الأسواق بل تعداه إلى نقلها على متن مركبات غير مبردة عبر مسافات طويلة، المسؤولية مشتركة بين المواطن والتاجر و أكد الأمين العام لجمعية حماية المستهلك أن من مهام جمعيات حماية المستهلك هو التحسيس والتوجيه حول أخطار التسممات الغذائية الناتجة عن البيع الفوضوي و العشوائي لمختلف المواد الغذائية خاصة الأجبان و مشتقاتها و المعلبات كالمايونيز و التونة و غيرها من المواد التي تتعرض للفساد بمجرد انقطاع سلسة التبريد سواء من خلال الشحن أو من خلال تهاون ربات البيوت في وضعها في الثلاجة مباشرة بعد وصولها إلى المنزل كل هذه السلوكات قد تسبب مشاكل صحية خاصة إذا تعلق الأمر بشروط الحفظ و التبريد و يبقى على المواطن التحلي بكثير من الحذر و الوعي. وذكر من جهته الدكتور بلامين مختص في التغذية أن المستهلك يتغاضى عن هذه المواد التي من المفترض أن تكون خاضعة لشروط الحفظ و التبريد و يصر على اقتناءها متجاهلا كل الأخطار الصحية التي قد تصيبه جراء استهلاكها، كما يجهل بعض الباعة بدورهم ما قد ينجم عن البيع العشوائي للمشروبات بمختلف أنواعها و الأشد خطورة حسب المتحدث هو إخراج المياه مجمدة من المبردات لعرضها للبيع مباشرة و تحث تأثير أشعة الشمس، و حسب المختصين فان ذلك يؤثر على خواصها الكيميائية كما يؤثر على المادة المكونة للعبوات البلاستيكية وبالتالي تغير بعض العناصر الكيميائية كارتفاع نسبة الحموضة و ارتفاع نسبة المغنيزيوم بالإضافة إلى انخفاض نسبة الأملاح الذائبة و كل ذلك يساهم كما تمت الإشارة في خلق فضاء مناسب تعيش و تتكاثر فيه الميكروبات المكورات العنقودية و التي تكمن وراء مختلف حالات التسمم و الأمراض الناجمة عن تناول مواد غذائية غير خاضعة لشروط الحفظ و التبريد.