سيراز قد تضيق بمساحاتها الكبيرة حين تراها كل يوم بنفس الصورة,تستحق منك بعض الترك لكي لا تعاتبك على سرقة حريّتها وعدم منحها بعض الوقت لتغيّر ملابسها الدائمة,فكرّ يا عبد الوارث قليلا فكّر في الأشياء التي تنتظرك خارجها فأنا أدرك أن عودتك للديار لن تدوم أقل من ساعات ترجع فيها حاملا نفسا جديدا لسكن آخر قد يدوم شهورا,الا تؤمن بخلوة الأشياء ؟ كلنا نمضي الى أنفسنا فدع هذه الأشجار وظلالها تحادث بعضها وتهمس بأسرارها بعد أن رأت منك وسميحة مالم يره مسترق من عاشقين مجنونين بحب المشترك وابتداع المواقف الأكثر خبلا ودهشة. لم أعرف قصص الحب الكبيرة إلاّ منتهية في المنعجرات الخطيرة التي تصارع أنانية الإنسان ورغباته اللامحدودة,نادرا مايتمسك فرد بالآخر حين تمكنه الحياة من نفسها بما لها من فتن المال والجاه والسلطة والكبرياء في صوره الإيجابية والقاتلة كذلك,أعتقد أكثر من أي وقت أن العُمر الذي فرّ منا وأفل لا يحتاج أن نتذكر منه إلاّ ماجمّلناه ببعض الذكريات الطيبة أما غيره فهو تجربة ببضع أخطاء تستحق أن تنسى ولا أظنّك تعارضني يا عبد الوارث فأنت سيّد المحن الكبيرة التي ماان تخلّصت منها وذهبت تاركا وراءك كل شئ حتى وقعت في مأزق الحب مجددا ولن تغفر لك سيراز ولا سميحة أيّ أعذرا لو فكرت في التخلي عنهما ببساطة من تعوّد على الخسائر والحرائق لأنهما آخر امتحان في معركة حب الأشياء والإنسان. قد مللّت هذه السرعة التي تقع بها الأشياء المخيفة وتمضي بها الأفراح الصغيرة والمتع.أشعر بك.فحيث نبحث عن المسرات نجد ما يعيق اكتمالها إما الوقت الكبير الذي خسرناه مقابل أهداف صغيرة نصلها متأخرين وإما يرواغنا العمر ويذهب بعيدا حيث العدم.هكذا الحياة صديقي وفي كل صفحة من رسالتك المطولة التي تستحق أن تكون رواية أو قصة لو أضيف لها القليل و بعض التعديل والتنقيح.قد وجدتَ سرا من أسرار الحياة المعقدة فليس سهلا أن تخوض كل الدروب التي تنفخ فيك الأحلام الكبرى ثم تصطدم فجأة بجدار مغلق على التطلعات بزوايا مفتوحة على خراب كبير لم يعد قابلا للإصلاح.