أطفأ المهرجان الوطني لأغنية الراي الذي احتضنته عاصمة المكرة طيلة 3 أيام شمعته التاسعة في سهرة ختامية مميزة حضرها النجوم في عرس كبير تنوعت فيها "الستايلات" الرايوية العاطفية،الإيقاعية،الريتمية والرياضية.. ، وسط تفاعل كبير للجمهور الذي اكتظت به قاعة دار الثقافة كاتب ياسين. الليلة الثالثة والأخيرة من عمر الطبعة التاسعة كانت مميزة بحضور قوي لنجم أغنية الراي "بلال الصغير" الذي أتحف محبيه وعشاقه بأجمل وأروع ما جاد به صوته الجميل،وذلك بعدما ذاع صيته في الآونة الأخيرة بعد النجاح الكبير الذي حققه آخر ألبوماته "نتي القلب" التي سمعها الجمهور "لايف" من منصة المهرجان،إلى جانب أغنية "إيسبيرا" ،ليلبي ضيف المكرة رغبات الجمهور الذي طلب منه أداء أغاني " كانت باينة تكمل كيما هاك" ، "أنا كنت غي تاع نسا"،" ما ننساش اللي درتيه في".. الطابع الغنائي الرياضي كان حاضرا هو الآخر بقوة في ثالث سهرات هذا الموعد الرايوي الذي جسده الشاب محفوظ المعروف بهذا اللون الغنائي،حيث استطاع أن يحول القاعة إلى ملعب لكرة القدم كل مشجعيه هم من مناصري المنتخب الوطني الذين حولوا المهرجان إلى مناسبة لتشجيع الخضر الذين سيخوضون مباراة هامة ضد منتخب نيجيريا الأسبوع المقبل.وأثناء أدائه للأغاني الرياضية لم يخف سفير الأغنية الرياضية دموعه أمام الجمهور الذي بكى معه ولم يستطع إكمال الغناء بسبب تغير صوته الذي ميزته بحة خفيفة، مسلما الكلمة للجمهور من أجل مواصلة الأغاني الرياضية الحماسية المفعمة بالروح الوطنية التي يحفظها عن ظهر قلب ليعطي أجمل صورة لشعب يعشق وطنه حتى النخاع. هذا و تواصت السهرة الختامية بمشاركة قوية لفنانين معروفين أمثال الشابة "فاتي" التي زلزلت هي الأخرى المدرجات بالأغاني الريتمية و الإيقاعية التي انتقتها من التراث الرايوي الجزائري كأغنية " نتا قدامي و أنا موراك " للشيخة الريميتي ، إلى جانب الشيخ معاشو الذي يؤدي هو الآخر الطابع الريتمي و الفانين توفيق الندرومي ، عمار عسو ، مختار حنيتات ، محمد بن حبيب و غيرهم . هذا و قد أجمع الجميع على نجاح الطبعة رغم الظروف الاستثنائية التي أقيمت فيها كتقلص الميزانية ونقص عدد السهرات و الفنانين، مرجعين ذلك إلى منح المحافظة ل "لطفي عطار" الذي أعطى الكثير لأغنية الراي و كان من بين مؤسسيها،وحسب السيدة فاتح سميرة ممثلة المجلس الشعبي الولائي فإن هذه الطبعة ناجحة بامتياز ، فهو مهرجان بأقل تكلفة لكن بأحسن مردودية ،كاشفة أن هذا النجاح يدل على أن الراي تراث جزائري محض ولا يمكن لأي أحد أن يقول عكس ذلك والإرادة السياسية تتماشى وإرادة الشعب الذي يريد الحفاظ على هويته.