أقفُ أمام أبواب النصر أحاول وأصغي لدقات الأمل حينا ويجتاحُني نبض العجز حينا ، ولكنّي سأبقى أحاول وأحاول وأصِر وأسقط وأنهض ، سأبقى أبحث في صفحات الأيامِ عن أصوات النّجاح التي غيّبها العُمرُ ، سيُبلّلُني المطر وسأجد عزفهُ باردًا ، لكني سأبقى أطرق أبواب الشمسِ حتى تُدفيني ، لن أكون ذلك العصفور الصريع على الأرضِ ، ولا ذلك الكوخ المهجور ، ولا ذلك الفصل العابر على الحياة ، لن أكون صفحةً للنسيانِ كأنها لم تكن، سأمشي ولو كبّلتني جميعُ الكلماتِ بالأشواك ، سأمشي لعلّي أصبحُ لحنًا يُعطي الحِكاية صوتًا جديدًا ونصًّا يُقال ، فأكبر الخياناتِ أن أقتل جنينا يقتاتُ من مشيمتي ، سألِدُ ذلك الحلم الذي حبِلتُ بهِ يوما ، سأجعله يرى النورَ ، سيكون الأثر والذكرى التي لا تُنسى ، هناك على الطريقِ سأمشي وأخطو أربعا للأمامِ وخطوةً للخلفِ ، لن أستسلم..لأنّي في كلّ خطوة إلى الخلفِ قد زدتُ ثلاثا إلى الأمام ، وكلّما تفاؤلت بالنجاح ارتفع احتمال أن يُغادر الجنينُ رحمي ، أنا المسافِرةُ في درب الحلمِ لم تضِع حقائبي لأني أعرف السبيل إلى محاطاتِ الصبر ، موعِدي معك أيّها الصبر تكرّر وقد يتكرّرُ مرارا ، فملامِحُ دنيايَ قاسية ، وأنا حين أرتشف أكواب الحلمِ في كلّ صباحٍ لا أعرفُ وِجْهَةً أبدأ بها سفري إلا محطّاتك ، ثمنُ التذكرة في محطّاتِكَ يُساعِد ما يحمِلُهُ جيبي ، والأرصفةُ المؤدّية إليك تعرفُها خُطاي ، سأبقى أدوسُ على الورقِ اليابسِ كلّما انهزمت ، وسأبقى أذكِّرُ نفسي في كلّ انهِزامٍ أنّي لم أنهزم ما دمتُ أقاوِمْ ، أني لم أنهزم ما دمتُ أقاوم ..علينا أن نجعل الأخطاء التي نقومُ بها والخطوات الفاشلة .... كالضربةِ التي تُؤلِمنا فتُوعينا ، وكالدمعةِ التي تنزلُ ضعيفةً فتُقوينا .