تنويه ؛ القصة ليست من خيال الكاتب عبثا أحاول وأحاول وفي كل مرة أفشل، حين أراود الحرف عن ذاته علني أنجب نصا يليق بهذا التعب ،بداخلي إمرأة لا أعرفها تخرج لسانها لي وتضحك ،ثم تصرخ وتستفز الباقي من عقلي، تختفي لتعود إمرأة حالمة واثقة متغطرسه تمشي على كتفيّ وجبيني تنزل لساقي ثم ترجع إلى وجهي ،تقف على مستوى الخط الفاصل بين النفس والنفس وتمتم ..أنت محض فاشلة سنين طوال أستمع إليها وأنظر مندهشه ،إنها تشبهني بل إنها أنا ،كيف للمرء أن يتجزّأ ليكون شخصا يفعل وشخص يتفرج ،أنا المرأة الأخرى الصامته طيلة ثلاثين عام ،المرأة المنحدرة من طين وغيم وصمت رهيب ،أسخر من كل العفن الراكد في عقول الذين أعرف والذين لا أعرف ،قناعات فاسدة وخرافات موغلة في الظلم والكبت القاتل ،أرى المرأة لا تتكلم جامدة لا تتحرك لا تفعل شيء لا تكره لا تحب لا تعشق لا تشتم ولا تجلد غير ذات يأكلها الصدأ ،أراها تطوف بين الحطام وكل قانون لحقها منسي ممزق ،هذا الصمت يقودني إلى الجنون ،أرى الكذب دستورا والنفاق آيات ،أرى السماء ترتعد غاضبه والأرض تتقيأ الخراب من كل حدب ومن كل صوب ،أفتعل الحرف مسدسا أصوبه نحو رأسي ،العالم الأزرق فيه الناس يضحكون على وجعك ،قل نكتة يضحكون قل نكبة يضحكون قل موت قل حرب قل وباء قل سلاما قل غباء وسوف يضحكون ،إنهم يضحكون ،سلام أمتي الضاحكة سلام هناك في العالم قوّة هائله تسمى القراءة وهي تسير بالتوازي مع قوة الموت ولكننا مستسلمون ،نحب كل ماهو معلّب جاهز ،نحب التباهي بما ليس لنا فيه يد ونسعى للبروز على أكتاف الحياة فارغين ،نحب الصور ،نحن نصور الأكل والقهوة والشاي والقطط والبقر والأجساد آه نسيت نحن نحب تصوير الأموات أيضا ،نجمع الإعجابات للجثث الطافية على وجه الأرض ،سلام أمة صورني وأنا مش عارف حيثما أدرت أذني نبأ عظيم من ناسا ،من معامل الصين ومن الإكتشافات العلمية للنصف الأخر من الأرض ،من حق الحيوان الذي يغتصب في أوطاننا نعم أسمعت عن تلك الكلبه لقد إغتصبوها؟ ولكن لا تقلق هي من راودتهم وقدت بناطيلهم من دُبرٍ ومن قُبل ،في وطني يا صديقي كل الطرق تؤدي إلى التهلكة وعلى عجلٍ العارف فينا يفقد عقله أما عن التفاؤل فهو عاهة ،الحب مسكين ناقص غير ناجز عابر ومؤقت سخيف ويثير السخرية والغرائز فقط ،حسنا هنا ستمشي مع ألم أكبر منك والأرض ستبقى تدور والرواية تتدحرج من طفولتها حتى شيب رأسها والجمهور لازال سادتي يضحك وأخيرا ربما يصفّق دخلت بيتي كلصّة أختبئ من المرأة الأخرى ،خفت أن تصرخ وهذا العالم أصم ،إنها لعنتي تلك المرأة ،إنها تتحول إلى وحش وأنا هشة جدا ومرتعبه وأشعر بأنني مهدده بأن أتحول إلى فأر أو سحلية ،المرأة غير موجوده وها أنا الآن في الدرك الأسفل من الكلمات ،تعذبني ملائكة الحروف ،المشنقه لي واللعنة عليها ،هذا ليس حلم أبدا ليس حلم أنا متأكده من ذلك وفجأة لكأنها ضربة عصا سحرية إنسلخت قشرة الوهم الرقيقة وللحظة واحدة رن المنبه ،بعد نصف ساعة أنا في الشارع أشتم الزحمة والسيارات والأعمدة والرصيف ونظارتي السوداء وأحتسي قهوة باردة مثل وطني البعيد .